“معرض الجزائر للكتاب”: ملامح أوّلية
إضافةً إلى نقص المكتبات الخاصّة ببيع الكتب، تكاد الجزائر تكون أحد البلدان القليلة التي لا يصلها جديد الإصدارات العربية والأجنبية، وهو ما يجعل من “معرض الجزائر الدولي للكتاب” المناسبة الوحيدة التي ينتظرها القرّاء كلّ سنةٍ من أجل اقتناء العناوين الجديدة، وهذه الحالة تُفسّر، من جهة أُخرى، الإقبال الكبير الذي تشهده التظاهرة التي تجاوز عدد زوّارها مليونَين في دورتها السابقة.
يعود المعرض في دورته الرابعة والعشرين التي يُنتَظر أن تُقام في “قصر المعارض” بالجزائر العاصمة خلال الفترة الممتدّة بين الثلاثين من تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري والتاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بمشاركة قرابة ألف ناشر من أربعين بلداً؛ من بينها السينغال ضيف شرف الدورة.
لم تتّضح بعد كلُّ تفاصيل الدورة الجديدة، غير أنَّ، محمد إيقارب، الذي عُيّن مؤخّراً مديراً للمعرض ضمن سلسلةٍ من التغييرات التي قامت بها وزيرة الثقافة المستقيلة مريم مرداسي على مدراء التظاهرات الثقافية، قال في تصريحٍ لـ “وكالة الأنباء الجزائرية” إنَّ “برنامج التظاهرة سيُعطي الأولوية للكتّاب الشباب، خصوصاً الفائزين منهم بالجوائز الأدبية الجزائرية”.
وإضافةً إلى “جائزة علي معاشي لإبداعات الشباب” التي تأسّست سنة 2007، شهدت الساحة الثقافة في السنوات الأخيرة إطلاق عددٍ كبير من الجوائز الخاصّة في معظمها بالرواية، وتحمل أسماء كتّاب جزائريّين راحلين؛ مثل آسيا جبار ويمينة مشاكرة والطاهر وطار ومحمد ديب. وكثيراً ما يشتكي بعض الفائزين بها ممّا يعتبرونه إقصاءً من فعاليات المعرض.
وبحسب إيقارب، فإنَّ المعرض “سيحاول الانفتاح أكثر على الجمهور، بعيداً عن الصبغة الأكاديمية والنخبوية التي طغت على دوراته السابقة”، وهو كلامٌ ليس واضحاً ما إذا كان المقصود منه هو التخفيف من الندوات الأدبية والفكرية التي لا تستقطب غالباً سوى المختصّين من الكتّاب والباحثين الذين يُشكّلون في الغالب جمهور البرنامج الثقافي، فيما يُفضّل عموم الزوّار الاكتفاء بارتياد أروقة المعرضة واقتناء الكتب.
أمّا دور النشر المشاركة، فيبلغ عددها 1020 دراً من بينها قرابة 270 دار نشر جزائرية. وبحسب المتحدّث، سيجري توفير فضاء خاص بتوقيعات الكتب لجميع الناشرين “قصد تشجيعهم على المشاركة في البرنامج الثقافي”، مضيفاً أنَّ الجناح المركزي، الذي يُعتَبر الأهم في المعرض، سيُخصَّص لدور النشر البارزة والمتخصّصة في الإبداع الأدبي والفكري والعلمي.
من جهة أُخرى، اختير السينغال ضيف شرف الدورة الجديدة تزامناً مع الذكرى الخمسين لـ “المهرجان الثقافي الأفريقي” الذي احتضنت الجزائر دورته الأولى عام 1969 ودورته الثانية عام 2009. وبحسب إيقارب، سيجري الاحتفاء بالمناسبة ببرنامج خاص حول الثقافة الأفريقية يشارك فيه كتّاب ومؤرّخون من الجزائر وبلدان أفريقية مختلفة.
ومن الكتّاب الذين سيشاركون في المعرض، وفق المتحدّث، المؤرّخة الجزائرية مليكة رحال، والكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، والمؤرّخ الفرنسي أوليفيي لوكور غرونميزون.