المئات يحتفون بإشهار كتاب “نسائم وحكم” للأستاذ نسيم بدارنة
ساهر غزاوي
نظّمت لجنة النور الطلابية في مدينة عرابة، مساء السبت، حفل إشهار كتاب “نسائم وحكم” للأستاذ نسيم بدارنة، وسط حضور حاشد من الأدباء والمهتمين والأهالي من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني.
واستهل الحفل الذي أقيم في قاعة “خيمة القمر” في مدينة عرابة، بتلاوة من القرآن الكريم، تلاها الشيخ سامي نصار، ثم رحّب عريف الأمسية، الأستاذ معين سعدي، عضو لجنة النور الطلابية، بالحضور مثمّنا تلبيتهم الدعوة.
في مستهل مداخلته، لم يتمالك الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن المتابعة، دموعه، تفاعلا من كلمات الإهداء الواردة في الكتاب، قائلا: “وأنا أقلب صفحات كتاب أخي نسيم وجدته في غاية الوفاء، حيث أنه لم يهد كتابه لعائلته فقط، إنما لم ينس اهداءه إلى ثلاثة أخوة رحلوا عنا، هم: الأخ عبد الحكيم مفيد والدكتور إسماعيل زعرورة والدكتور توفيق نصار رحمهم الله جميعا، وزاد في ذلك أيضا بإهداء الكتاب إلى أسرة جمعية اقرأ المحظورة، هكذا كتب الأخ نسيم، وهو الذي تشرف برئاسة “اقرأ” لسنوات طوال”.
وتطرق خطيب إلى أهمية الكتاب في مرحلة ابتعدت فيها الأمة عن المطالعة ومدارسة الكتب، وقال “مع الأسف بدأ الكتاب في هذه المرحلة، يتنحى جانبا لصالح أشياء كثيرة، وكما قيل رحم الله يوم كانت القاهرة تؤلف وكانت بيروت تطبع وكانت بغداد تقرأ، يشهد لكتاب مصر ويشهد لدور الطباعة في لبنان ويشهد أكثر من ذلك لأهل بغداد والعراق بحبهم وشغفهم بالقراءة”.
ودعا الى إعادة الهيبة والقيمة للكتاب “أقول لأبنائنا إيانا وأن يرحل عنا الكتاب وأن يستبدل الكتاب بغيره أبدا، يجب أن تبقى العلاقة بيننا وبين الكتاب علاقة مستمرة، ويجب أن نربي أبناءنا على حب الكتاب”، صحيح هناك ما يشبه الاحتلال والزحف غير المعقول لمواقع التواصل على حساب الكتاب، لكن لا بد أن نعيد لأبنائنا هذا الفهم، وأن يعرفوا أن خير هدية يمكن ان يهديها أحدنا لصديقه، هي كتابا يضيفه إلى مكتبته”.
وأضاف: “يجب أن يكون للإنسان منا كتابا واحدا في الشهر على الأقل لا غنى عن الكتاب، أقول للأخوة وللأخوات الكتاب له رائحة وطعم وملمس مميز لا يسد عنه أي شيء، إيانا وأن تصبح علاقتنا مع الكتاب علاقة ماضي، يجب أن تترسخ فينا حب الكتاب”.
وختم الشيخ كمال خطيب مداخلته قائلا: “في هذا الزمن كثر هم الذين يكتبون، لكنه صراع في هذا المرحلة بين الأقلام، بين من يكتب يريد أن يناصر حقا وبين من يكتب يريد أن يناصر باطلا، من سخر قلمه للحق فعليه أن يستمر في هذا، وكما قال الشيخ محمد الغزالي “إن قلمنا الذي شبّ على الحق سيلاحق أقلامكم التي شابت على الباطل”، إن هذا الكتاب “نسائم وحكم” وسيلة ستنفع الناس وأنا على يقين أن من كل من يقع بين يديه هذا الكتاب سينتفع به”.
ثم كانت كلمة لجنة النور الطلابية، ألقاها الدكتور واصف نعامنه، مؤكدا على قيمة المقام واحتضانه للمشاركين من أجل كتاب، وأضاف: “وفي ذلك رسالة نطلقها بأننا متمسكون بسلاح العلم الذي به نرتقي نحو العلا وبأننا سنبقى على العهد متمسكين بثوابتنا ونحافظ على أفكارنا، فهذا الكتاب يجمع ما بين الماضي، الحاضر والمستقبل”.
وأضاف: “حين حظرت صوت الحق والحرية واختفت المواقع الإلكترونية التي تزينت بمقالات الاستاذ نسيم، ما كان لنا إلا أن نسعى بإصرار وإرادة قوية لتجميع هذه المقالات في كتاب نسائم وحكم ليكون هذا الإصدار خطوة من خطوات المحافظة على ثرواتنا والاعتزاز بها”.
وتوجّه نعامنة بالشكر إلى “صاحبة المبادرة لهذا المشروع والتي أتاحت لنا الفرصة لإكرام أستاذنا الفاضل بهذا الإصدار الراقي، وهي الدكتورة نهلة بدارنة زوجة الاستاذ نسيم، وكم يشرفنا في لجنة النور أن نكون جزءا من هذا الإنجاز وأن يكون الاستاذ نسيم بدارنة فردا من طاقمنا”.
ثم تحدث المحاضر الجامعي الدكتور سعيد محاجنة وتقدم في بداية مداخلته بالشكر إلى جمعية النور الطلابية في عرابة وتحدث عن تجربته في العمل سوية مع الأستاذ نسيم بدارنة في جمعية اقرأ. وقال إن “الجمعية اختارت في مطلع سنوات الـ 2000 أن يترأسها الأستاذ نسيم لما فيه من الصفات القيادية وبُعد النظر والذكاء المتقد والالتزام الصافي والواعي والاستعداد للتضحية من أجل شعبه ووطنه ومن أجل دينه وليس مفهوما ضمنا أن شخصا مثل نسيم مدقق حسابات ولديه التزاماته أن يكون بمستوى هذه التضحية والعطاء”.
ولفت إلى أن جمعية اقرأ وصلت إلى ذروتها وقمة عطائها خلال فترة رئاسة نسيم بدارنة، وقال “تفاجأت بأنني أنا ونسيم أتينا من نفس المنظومة التعليمية ونحن مختصون بالأرقام بالحسابات والفيزياء وليس بالكتابات الإنسانية، لكن نسيم فاجأني بجانب مضيء عنده، فلديه قلم راق جدا يمتاز بالحكم والفهم العميق”.
الكاتب والإعلامي الأستاذ حامد اغبارية رئيس صحيفة صوت الحق والحرية قبل حظرها تقدم بالنصيحة إلى الحضور بقراءة الكتاب جيدا لما فيه من خير عظيم واستعرض في مداخلته مقالات الأستاذ نسيم بدارنة التي كانت تصله لنشرها في الصحيفة وقال: “كانت من أسعد اللحظات ونحن في عملنا في صوت الحق والحرية قبل أن تحظر الصحيفة، لكن الحق باق إلى قيام الساعة، عندما كان يصلني مقال الأستاذ نسيم كانت هذه من اللحظات سعيدة جدا، وكنت قبل أن أقرأ المقال أتوقع دائما أنه يحمل الجديد، وفي كل مرة كان يفاجئني بمفاجأة طيبة وبفكرة لا يمكن أن تتوقعها، هذا تميز أشهد للأستاذ أبو العبد به وهو تميز قلّ ما يحظى به كاتب أو صاحب قلم، ولعل تلك الروح الإيجابية التي كان يحملها كل مقال كانت تنسيك الكثير من الضغوط، ضغوط العمل، بل كانت تشحنك بشحنة إيجابية وتنفض عنك مشاعر السلبية التي قد تصيبك أثناء العمل”.
أما الأستاذ نسيم بدارنة مؤلف كتاب “نسائم وحكم” ففي كلمته تقدم بالشكر إلى جميع الحضور وشكر زوجته التي كانت سببا في إصدار هذا الكتاب، كما شكر الدكتور واصف نعامنه الذي تابع مقالات الكتاب حتى إصداره وشكر أيضا أعضاء لجنة النور الطلابية وغيرهم وقال: “الاهداء الذي أبكى الشيخ كمال خطيب هو بالنسبة لي اهداء من القلب ورسالة أنه حتى لو أن الانسان فارقنا نحن نعرف كيف يكون الوفاء”.
وقال “نحن نعيش في غربة عجيبة، غربة عن الفكر والكتاب، هذه الغربة تدمر أجمل ما فينا، تدمر وعينا وثقافتنا ووجودنا وحضورنا وصمودنا، غربتنا عن الكتاب تجعلنا وتجعل أبناءنا الذين هم خيرتنا في داخل الجامعات حملة شهادات سطحية من غير عمق ولا رهبة ولا حضور”.
وأضاف بدارنة: “أشعر دائما بأنني مدين لغيري، مدين لأهلي ومجتمعي، وأشعر أن على دين يجب أن أسدده، وحتى نعود إلى هذا المكان ويكون كل واحد منّا في مكانه الطبيعي لا بد من تعزيز الانتماء، لأن البعد عن الكتاب والقراءة يفقدنا هذا البريق فلا بد من القراءة. التغيير في كل قطاع من الحياة يحتاج إلى رسالة التغيير”.
وتابع: “نعيش في مجتمع يجب أن نغير الوعي فيه ورسالة التغيير ليست صعبة لكنها تحتاج إلى تغيير مفاهيم وإذا غيرنا المفاهيم نستطيع أن نغير ما في داخلنا ومجتمعنا، وكلما شعرنا بالانتماء لمجتمعنا كلما شعرنا بإحساس الظلم ونقص الموجود في مجتمعك وبإحساس الانتصار له” لافتا إلى أن “هذا الكتاب ليس كتابا عاديا ليس لان نسيم بدارنة ألفه، بل لأنه ثمرة مرحلة وهذا كتاب له ما بعده في كل المجالات السياسية والاجتماعية”.
وفي ختام حفل ندوة إشهار الكتاب تحدث رئيس بلدية عرابة عمر نصار وقال إن “الأستاذ نسيم بدارنة ورفاقه يواكبون مسيرة التعليم في عرابة وفي مجتمعنا عموما منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية كما أنهم يواكبون العديد من شرائح المجتمع وأكثر ما يحتاجه طلابنا في جميع مراحلهم التعليمية هو التوجيه، وهنا يشار في البنان إلى الأخ نسيم ورفاقه لما يقومون به من مشروع توجيهي لطلابنا ونحن نلمس النجاحات في هذا المجال”.
وقال أيضا: “الكتاب الذي نحتفي بإشهاره هو باكورة أعمال الأستاذ نسيم وكلي ثقة أن الكتاب جدير بالقراءة مثل ما أنت جدير أن ننهل من مدرستك المعرفة الصحيحة لإيصالنا لما هو خير ونحن نسعى إلى ما هو خير”.