متنزه “عين الشعرة” بأم الفحم يرتدي “حلّته الجديدة” في فعاليات “انتماء وعطاء” البيت الفحماوي
مئات النساء والفتيات يشاركن في أعمال “انتماء وعطاء” بمتنزه “سويسة”
طه اغبارية
شارك المئات من أهالي مدينة أم الفحم، في الأيام التطوعية ومعسكر “انتماء وعطاء” بمتنزه “عين الشعرة” (حي الشرفة)، استجابة لنداء “البيت الفحماوي” وهو الجسم التنظيمي الذي خاض انتخابات بلدية أم الفحم في الانتخابات الأخيرة، وفاز ممثله د. سمير صبحي، برئاسة البلدية كما حصل على خمسة مقاعد في المجلس البلدي.
وأعلن مؤسسو “البيت الفحماوي” من على منصة مهرجان الفوز، أن هذا الإطار والجسم المحلي، لن يقتصر عمله على مؤسسة البلدية، وأنه عازم على تشكيل بنية تنظيمية تنشط فحماويا في مختلف المجالات إلى جانب فتح باب الانتساب لـ “البيت الفحماوي” أمام كافة الشرائح الشبابية والاجتماعية في المدينة.
وأطلق “البيت الفحماوي” الخميس الفائت، باكورة فعالياته في معسكر العمل التطوعي بمتنزه “عين الشعرة”- حي الشرفة، واستمر لغاية السبت، نهاية الأسبوع الماضي، وقد اشتمل على أعمال: تنظيف، صيانة، تقليم أشجار، وضع مقاعد وطاولات، استغلال مساحة من منطقة “المتنزه” لإقامة موقف سيارات للزوار، تركيب أعمدة كهربائية وإنارتها، مساحة من العشب الاصطناعي، مساحة من “الاسفلت البارد وغير ذلك من الأعمال.
ونجح كوادر “البيت الفحماوي والمشاركين من مختلف الفئات الفحماوية في “صناعة” حلّة جديدة لمتنزه “عين الشعرة”، بعد اهماله لعدة سنوات واستعمال بعض مساحاته، فيما مضى، مكبا للنفايات، ووعد القائمون على المشروع بتعهده في المرحلة المقبلة بالصيانة والمتابعة من خلال تشكيل لجنة مختصة والبحث في إمكانية استئجار خدمات حراسة وصيانة.
وقال مركّز معسكر “انتماء وعطاء”، ابراهيم كمال جبارين لـ “المدينة”، أن المشاركة في فعاليات المعسكر على مدار أيامه كانت ملفتة ومباركة، وشكر جميع المشاركين من أنحاء أم الفحم وحي “الشرفة” على جهودهم وعطائهم.
وأشار إلى أن تكلفة الأعمال التي أنجزت في المتنزه، تقدّر بنحو 100 ألف شيقل وأنها تجاوزت ما كان متوقعا، متقدما بالشكر والتقدير لكل المساهمين بالتبرع المادي والعيني من أجل انجاح المشروع.
ونوّه جبارين إلى أن فعاليات معسكر “انتماء وعطاء” شملت كذلك أعمال تنظيف للشارع المؤدي إلى مدرستي “الرازي” وخديجة” في حارة المحاجنة، حيث انتقل إلى هناك عدد من الشباب المشاركين في الأعمال بمنطقة “الشرفة” ترافقهم الآليات اللازمة، وقاموا على تنظيف حواشي الطريق من النفايات وغيرها من الأعمال.
وأكد جبارين أن أعمال ونشاطات “البيت الفحماوي” ستتواصل في الأيام القادمة، ومن بينها سد الحفر في شوارع المدينة، وكان من المقرر البدء بهذا المشروع، غير أنه تم تأجيله إلى حين تحسن الأحوال الجوية.
محمد خالد بعير، أحد المشاركين في “انتماء وعطاء”، أعرب عن سروره باستئناف معسكر العمل في مدينة أم الفحم بهذه الطريقة، وأكد أن “التضامن والأخوة والحماسة التي لاحظتها عند المشاركين، بثّت بي الأمل والتفاؤل أن المرحلة القادمة ستشهد تحولا طيبا في مسيرة العمل التطوعي بالمدينة”.
ويعمل محمد بعير، مديرا للمشروعات في مجال المقاولات والبناء، ووظّف خبرته خلال أيام العمل في “عين الشعرة” بمجال التنظيم والتخطيط، كما عمل إلى جانبه العديد من المختصين بهذا المجال.
من جانبه قال إيهاب صلاح اغبارية، من سكان حي “الشرفة” وأحد المبادرين في مرحلة سابقة على النهوض بمشروع “متنزه عين الشعرة”، إن “الإضافة التي قام بها البيت الفحماوي على المتنزه، مباركة وأرجو من الأهل جميعا أن نحافظ على هذا المتنزه وأن نذوّت ثقافة الانتماء للبلد بعدم اهمال الممتلكات العامة والتعامل معها كأنها جزء من بيوتنا”.
وشارك اغبارية كوادر “البيت الفحماوي” في الأعمال منذ البداية، مقدما خبرته وتجربته السابقة في خدمة المتنزه، وأكد أن “علينا أن نعزز قيمة التطوع في حياتنا وأن تكون هناك فعاليات ثابتة في انحاء أم الفحم من أجل خدمتها والنهوض بها”.
أعمال تنظيف وفعاليات في متنزه “سويسة”
في سياق متصل بفعاليات معسكر “انتماء وعطاء” الذي بادر إليه كوادر “البيت الفحماوي”، شاركت مئات النساء والفتيات، السبت الفائت، في أعمال تنظيف وصيانة بمتنزه “سويسة” بأم الفحم، واشتملت الأعمال على؛ تنظيف أرض المتنزه وإزالة النفايات، طلاء جذوع الشجر بمادة “الشيد” لحماية المنطقة من الحشرات والزواحف، دهان المقاعد والطاولات في المتنزه وتجميلها، طلاء الجدران، فعاليات ترفيهية وتربوية للأطفال وعرض كراتيه لطلاب المدرب جمال طائي، زراعة ورود في إطارات مطاطية وصناعة مقاعد من الأخشاب المستعملة حفاظا على البيئة، فعاليات للأطفال بإشراف مركز “رواد الطفولة” وغير ذلك من الأعمال.
وقالت الناشطة في “البيت الفحماوي” عائشة حجّار، وهي واحدة من المشرفات على معسكر “انتماء وعطاء”، لـ “المدينة”، إن ما ميزّ المشاركة الحاشدة في العمل بمتنزه “سويسة” كونها ضمت تشكيلة نسائية من مختلف الأطر والشرائع العمرية في أم الفحم، مثل: جمعية “بصائر الخير”، ومركز “رواد الطفولة” وغيرها من الأطر والشخصيات النسائية في المدينة.
وأشارت إلى أنه كان مقررا للفعاليات ان تبدأ صباحا وتنتهي مع ساعات الظهر، لكنها استمرت حتى ساعة المساء من يوم السبت، نظرا للرغبة في تنفيذ أكبر قدر من الأعمال وحرص المشاركات على إنجاز كافة المهام التي وضعت للفعاليات في “سويسة”.
وعن رسالة “البيت الفحماوي” في باكورة فعالياته، أكدت حجّار أن “كان مهما أن تعكس الفعالية صورة واعدة لأم الفحم، يلتقي فيها أبناء أم الفحم بكل أطيافهم وفئاتهم الاجتماعية وأجيالهم، رجالا ونساء وأطفالا، على قاسم مشترك هو العطاء للبلد وخدمتها، وهذه هي رسالة البيت الفحماوي منذ البداية، في أنه من حقنا ان تكون لنا الحاضنة التي تعزز مفهوم العطاء والتطوع للنهوض ببلدنا”.
ولفتت حجّار إلى أن “البيت الفحماوي” سيواصل فعالياته تلك في كافة الاحياء والمتنزهات، وأضافت: “لاحظنا خلال العمل أن العديد من المشاركين والمشاركات حثّوا على أهمية ان تتواصل هذه الأيام التطوعية في كافة احياء المدينة وفي مختلف المجالات، وفي اعتقادي هذه المسؤولية تتطلب منّا المزيد من الجهود كي نواصل مشروع العطاء والانتماء بإذن الله”.
د. سمير صبحي: نترجم بهذه المشاريع رؤيتنا وطرحنا
د. سمير صبحي، رئيس بلدية أم الفحم من “البيت الفحماوي”، اعتبر في حديث لـ “المدينة”، أن ما أنجز في معسكر عمل “انتماء وعطاء” يشكل ترجمة فعلية لطرح ورؤية “البيت الفحماوي” والتي أخذها على عاتقه عقب التأسيس.
وثمّن جهود المشاركين في أيام العمل التطوعية، مؤكدا اعتزازه كمواطن فحماوي بكافة المبادرات الخيّرة التي تسعى للنهوض بمدينة أم الفحم، جنبا إلى جنب مع بلدية أم الفحم.
وفي إطار العمل البلدي، كشف الدكتور سمير، عن زيارة قريبة لوزير الإسكان إلى مدينة أم الفحم وتطلعات بلدية أم الفحم إلى ما يمكن تحقيقه من خلال هذه الزيارة لخدمة المشاريع القائمة والمستقبلية ذات الصّلة بعمل الوزارة.
كما تحدث د. سمير عن تحركات لبلدية أم الفحم بخصوص ملف “دوار العيون”، راجيا الوصول في الفترة القادمة إلى حلول جذرية بهذا الخصوص وبدء العمل في الدوار، موضحا أنه على رأس سلم أولوياته في هذه الفترة.