فلسطينيو بريطانيا يطلقون مبادرة لتوحيد مؤسساتهم
أطلق مؤتمر فلسطينيو بريطانيا الذي أنهى أعماله مساء الأحد في لندن، مبادرة لترتيب لقاء يضم المؤسسات الفاعلة على الساحة البريطانية، وعددا من الشخصيات الوطنية البارزة والفاعلة، وذلك لدراسة سبل توحيد الجالية وجهودها وطاقات أفرادها في بوتقة واحدة، تتسامى على الخلافات المؤسسية أو الفكرية والتنظيمية.
واشترط بيان صادر عن مؤتمر فلسطينيي بريطانيا، “أن يقدم المبادرون تصورا وحدويا وديمقراطيا يضمن انخراط جميع أو معظم أبناء الجالية في العمل للقضية في بريطانيا، وأن يكون ذلك مثالا تقتدي به كل الجاليات في أوروبا بل وفي العالم”.
وأشار البيان إلى أن الدعوة لتوحيد الجهود الفلسطينية في بريطانيا، لا ينقص من أهمية المؤسسات الفلسطينية القائمة وهياكلها ومنتسبيها واهتماماتها وخدماتها المختلفة.
وكلف المؤتمر رئيس اللجنة التحضيرية زاهر البيراوي بمتابعة مخرجات المبادرة والتنسيق لتفعيلها بشكل توافقي وحدوي.
العمل السياسي في بريطانيا
ودعا فلسطينيو بريطانيا إلى ضرورة الاهتمام بالعمل السياسي في بريطانيا، والانخراط أكثر في الأحزاب السياسية والنقابات والمنظمات التضامنية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، لزيادة فرص التأثير في المجتمع البريطاني لصالح تعزيز الرواية الفلسطينية للصراع مع الاحتلال، دون إهمال للمهام الأخرى للجالية المرتبطة بخدمة الجالية والمحافظة على الهوية.
وشدد البيان إلى “ضرورة التركيز على التواصل مع الغالبية العظمى من أبناء الجالية الفلسطينية غير المنتسبين لأي من المؤسسات القائمة، ودعوتهم للانخراط للمساهمة الفاعلة في العمل الفلسطيني في بريطانيا، والانخراط في العمل على أسس وطنية وحدوية”.
وشدد المشاركون في فعاليات المؤتمر، على “ضرورة حصر طاقات أبناء وبنات الجالية من أجل الاستفادة الكاملة من مهاراتهم المختلفة، وبخاصة من أَبناء الجيل الجديد ممن ولدوا وترعرعوا في هذه البلاد، إذ هم الأقدر على مخاطبة المجتمع والتعامل معه واستخدام أساليبه بمهارة واِقتدار دون انتقاص من دور الآباء والمؤسسين”.
وطالب البيان بـ “التواصل مع المؤسسات والجاليات الفلسطينية في عموم القارة الأوروبية، وفي العالم من أجل تبادل الخبرات وتكامل الجهود وتوحيد الصفوف، لكي تكون الجاليات الفلسطينية أكثر قدرة على التأثير في المجتمعات التي تعيش فيها”.
أجواء إيجابية
وشارك في مؤتمر فلسطينيي بريطانيا، الذي انعقد في مدينة لندن عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية من المدن البريطانية المختلفة، وبحضور عدد من ممثلي المؤسسات الفلسطينية الفاعلة على الساحة البريطانية، وذلك بمبادرة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا.
وأفاد رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطينيي بريطانيا زاهر بيراوي أن الأجواء التي سادت مرحلة ما قبل المؤتمر ثم المؤتمر وما انتهى إليه، كلها إيجابية وتعد بمستقبل أفضل من التنسيق بين مختلف المؤسسات الفلسطينية العاملة في المملكة المتحدة، والتوحد على القواسم المشتركة.
وتدارس المؤتمرون شؤون القضية الفلسطينة بشكل عام وشؤون الجالية الفلسطينية في بريطاينا بشكْل خاص، وتذاكروا فيما بينهم الوسائل والطرق التي توحد جهودهم جميعا لتقديم نموذج للعمل الوحدوي الفلسطيني، سعيا للتأْثير في الرأْي العام البريطاني لصالحها.
كما تدارس المؤتمرون تداعيات القرار التاريخي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الجاليات الفلسطينية وعلى القضية الفلسطينية، ومدى تأثيره على الموقف البريطاني من الحقوق الفلسطينية.
وبحث المجتمعون أوضاع الجالية الفلسطينية في بريطانيا والدور الوطني المنوط بها، وقاموا بتشخيص أهم التحديات والمعوقات التي تواجهها وتواجه مؤسساتها في المملكة المتحدة، وأكدوا خصوصية دورها في بريطانيا بسبب دورها التاريخي في إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين.
ويأتي المؤتمر، الذي انعقد تحت عنوان: “فلسيطينيو بريطانيا: الواقع، الدور المطلوب، والتحديات” في ظل تطورات خطيرة تمر بها القضية الفلسطينية، تكاد تعصف بها وتطمس ثوابتها الوطنية.