الناصرة: التراجع عن مشاركة أوركسترا الشرطة بمسيرة الميلاد التقليدية
في أعقاب موجة رافضة من قبل أجسام سياسية واجتماعية وناشطون، تراجعت جمعية “الموكب لمسيرة عيد الميلاد المجيد” التقليدية في الناصرة عن مشاركة الفرقة الموسيقية “أوركسترا” التابعة للشرطة الإسرائيلية في المسيرة، باعتبار أن مسيرة الميلاد تُعبر عن المحبة والسلام، وهذا “ليس من صفات الشرطة الإسرائيلية”.
وكانت مؤسسات وهيئات وأحزاب وحركات سياسية في الناصرة دعت إلى مقاطعة المسيرة الاحتفالية إذا لم يتم إلغاء مشاركة “أوركسترا الشرطة” بالمسيرة. وقالت إن دور الشرطة في تهميش المجتمع العربي والتعامل مع المواطنين العرب بعقلية أمنية صرفة، وتقاعسها في حل قضايا العنف المستشرية في المجتمع العربي، إضافة إلى كونها تمثل سلطة قامعة لا مكان لها في احتفال ميلادي كهذا.
وفي بيان أصدرته اليوم الخميس، قالت جمعية “الموكب لمسيرة عيد الميلاد المجيد”، إن “الأجواء العامة عند بعض فئات مجتمعنا غير جاهزة لتقبل هذا الأمر، ورغبة منا في أن نبقى دائما في صف واحد مع كافة أطياف مجتمعنا وبعيدين عن الأمور السياسية، قررنا تأجيل مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة للمستقبل حين تتوفر الأجواء الملائمة لهذه المشاركة، آملين أن نكون بهذا قد طوينا هذه الصفحة لنتفرغ للاحتفال بالميلاد المجيد”.
وأضافت أنه “منذ أكثر من 35 عاما تقوم جمعية الموكب بتنظيم مسيرة الميلاد المجيد في الناصرة، وفي السنوات الأخيرة عملت الجمعية أيضا على تنظيم الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد في شارع بولس السادس وتزيين شارع القديس أنطون المحاذي لمركز البابا بنديكتوس. وقد بادرت الجمعية في هذه السنة إلى تنظيم ثلاث أمسيات ميلادية تحت عنوان ‘أمسيات طفل المغارة’ ضاهت بجمالها وزينتها وبرنامجها ليالي الميلاد في دول العالم الغربي، وقدمت لأهل الناصرة والضيوف أجواء ميلادية أوروبية ستشكل نقطة تحول في مفاهيم الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة البشارة، وهي تعكس الرؤية المستقبلية الشاملة لجمعية الموكب بكل ما يتعلق بالاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، إيمانا منا بأهمية إعطاء الناصرة حقها في الاحتفال بهذا العيد بشكل لائق أسوة بمدن العالم”.
وأوضحت الجمعية أنه “للمسيرة دور إيجابي من الناحية السياحية والاقتصادية، إذ تدخل الحيوية إلى المدينة وتستقطب السياحة الخارجية والداخلية، وهي تؤدي هذا الدور بأمانة منذ تأسيسها، هذا بالإضافة إلى دورها الاجتماعي بتوافد جميع أبناء وعائلات المدينة من مختلف حاراتها وطوائفها في مسيرة محبة وتآخٍ وسلام، مسيرة تعود بالناصرة إلى أجمل أيامها ليحتفل الجميع بفرح ولادة طفل المغارة لابنة مدينتهم العذراء مريم”.
ويعمل أعضاء جمعية الموكب، وعددهم 15، خلال العام لتخطيط وإدارة وتنفيذ الاحتفالات تطوعا، وأشارت جمعية الموكب إلى أنها “لا تخشى إن تقرر إلغاء المسيرة إذا لم تتناسب الأجواء مع تطلعات مجتمعنا كما حدث في أكتوبر 2000 وفي أحداث غزة، ورفضت الجمعية مرتين تلقي الميزانيات من جهات غير مقبولة على مجتمعنا”.
وجاء في البيان، أنه “في الأيام الماضية، وعلى خلفية فكرة مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة في مسيرة الميلاد الـ36، تلقينا العديد من ردود الفعل من الجمهور بين مؤيد ومعارض لهذه المشاركة، وذلك من خلال اتصالات هاتفية ورسائل نصية ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي كانت معظمها توجهات بناءة تعبر بشكل تربوي عن رأي صاحبها دون ممارسة أي ضغوط على الجمعية. ولكن الغريب في الأمر أن البعض القليل من المعلقين في شبكات التواصل الاجتماعي بدل أن يعبر عن رأيه في فكرة المشاركة اختار التهجم على جمعية الموكب وخاصة على مكانتها والتشكيك بنزاهتها، ضاربا بعرض الحائط تاريخ هذه الجمعية والعمل الكبير والخدمة المستمرة التي تقدمها لهذه المدينة وأهلها وجميع المواطنين في هذه البلاد. نحن في جمعية الموكب نحترم الجميع ونقول إن لكل شخص حق التعبير عن رأيه ومبادئه وأفكاره بشكل موضوعي، دون الحاجة إلى التهجم على الجمعية وأعضائها لغاية غير مفهومة بل مشبوهة، ونقول لهؤلاء يكفينا مزاودات وتهجم على كل ما هو مخالف لرأيكم. أصبحتم لا تفرقون بين الخير والشر، بين الإيجابي والسلبي وبين الحق والباطل، الوطنية ليست بالشعارات والتهجم على الآخرين، وإنما بالعمل بإخلاص لهذا البلد وأهله الطيبين”.
وعللت الجمعية في البيان أن “موافقتنا على اشتراك الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة، التي كان من المفروض أن تشارك في استقبال السفير الكوري في القدس في نفس اليوم وفضلت المشاركة في مسيرة الميلاد في الناصرة، يصب في القيم التي علّمنا إياها إنجلينا المقدس، قيم التسامح، المحبة وتقبل الآخرين واحترامهم، ويعكس معاني الميلاد المجيد التي فيها يمّحى البغض وينبت الحب. لقد كانت رغبتنا أن تكون مسيرتنا مسيرة تآخٍ وسلام ورأينا في مشاركة هذه الفرقة الموسيقية ما يعزز م