“فايننشال تايمز”: تغييرات مرتقبة لمقربين من ابن سلمان
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز”، الخميس، عن تغييرات مرتقبة في الدائرة القريبة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خلفية أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “عربي21″ أن الدائرة المحيطة بولي العهد السعودي، تمتلك نفوذا استثنائيا يتجاوز ألقابهم، لكن مع قيام الملك سلمان، بمحاولة احتواء الأزمة الناجمة عن مقتل خاشقجي، فإن هذه المجموعة هي الأكثر عرضة لأي تغيير”.
وتطرقت “فايننشال تايمز” إلى “إقالة سعود القحطاني، الشخصية المركزية في الدائرة الداخلية لأمير ولي العهد، بعد تورطه في العملية المروعة التي أدت إلى وفاة خاشقجي في 2 تشرين الأول/ أكتوبر”.
وتتساءل الصحيفة عن ما إذا كانت هناك عمليات تطهير أخرى في الوقت الذي تحاول فيه الرياض تبرئة الوريث البالغ من العمر 33 عاما، في الوقت الذي تريد فيه أن ينظر إليه على أنه يتخذ إجراءات لمعالجة الثغرات في نظام يزداد مركزية.
ونقلت عن شخص مطلع على محادثات الملك الأخيرة قوله إن “الملك سلمان غاضب جدا لما حدث مع خاشقجي”، مضيفا أن الملك “العجوز يريد المزيد من التغييرات في حاشية ابنه المفضل”.
وصرح سعودي آخر قريب من العائلة الحاكمة بقوله إن “التغييرات المتوقعة تشمل وسائل الإعلام والمهام السياسية التي كان يشغلها القحطاني في السابق بين عدة مسؤولين آخرين”.
وأوضح أن “مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، الذي كان يديره القحطاني والذي اعتاد التحكم في رسائل الرياض وتشكيلها، من المرجح أن يتم حله”.
وعرجت الصحيفة إلى جانب القحطاني، على صديقه المقرب تركي آل الشيخ، وهو مستشار ملكي ورئيس الهيئة الرياضية، بحسب خبراء ومراقبين سعوديين.
ويعتبر الاثنان أقرب مساعدي ولي العهد، وقد قاما بدور منفذين له وكانا في طليعة حملة استهدفت النشطاء والمدونين ورجال الدين ورجال الأعمال الذين يعتبرون منتقدين للحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى دور “المستشار الاقتصادي محمد آل الشيخ، لاسيما في القرارات ذات الأبعاد السياسية التي أثرت على الجمهور مثل خفض الإعانات واستعادة المنافع والبدلات”.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن شخص آخر: “الجميع قلق قليلا تجاه الناس في هذه المجموعة، حتى لو كانوا حميدين، لأنهم مؤثرون بشكل استثنائي، وبعضهم قد لا يكون حميدا”.
وأوضحت أنه في علامة على أن التغييرات بدأت بالفعل، فقد وافق الملك سلمان الشهر الماضي على إنشاء مركز جديد للاتصال والتبادل المعرفي. هو “لمتابعة القضايا والظواهر التي تؤثر على صورة المملكة” ، وتحليلها و”تقديم اقتراحات للتعامل معها”، وفقا لقرار ملكي.
وفي ختام التقرير، نقلت الصحيفة عن مصدر سعودي قوله إن “تغييرا آخر متوقع وهو إحياء منصب لمستشار الأمن القومي، الذي ألغي بعد فترة وجيزة من صعود الملك سلمان إلى العرش في عام 2015”.
وتابع: “يعتقد أن الأمير خالد بن سلمان، الأخ الأصغر لولي العهد والسفير السعودي في واشنطن، أن يكون المرشح الأول لهذا المنصب”. وأضاف أن “الخطط لا تزال قيد المناقشة ويمكن أن تتغير”.