مؤتمر سياسي إسرائيلي يدعو لحل الصراع دون دولة فلسطينية
كشفت سارة هعتسني-كوهين، الكاتبة الإسرائيلية بصحيفة مكور ريشون اليمينية، النقاب عن “انعقاد مؤتمر سياسي هو الأول من نوعه في إسرائيل أواخر نوفمبر، نظمته حركة “إسرائيل لي” بعنوان “مؤتمر المصلحة القومية: حلول جديدة لصراع قديم”، بمبادرة من نشطاء اليمين الرافضين للسياسة الحالية”.
وأضافت في تقرير أن “المؤتمر تم التحضير له منذ عامين ونصف للبحث في إجابة عن سؤال: ما هو المشروع السياسي لليمين الإسرائيلي، بمشاركة مئات السياسيين والحضور من الساحة الحزبية، بجانب منظرين أيديولوجيين، وعدد كبير من الصحفيين والمجتمع المدني والباحثين والطلاب الجامعيين وقادة المستوطنين ونشطاء سياسيين وممثلين سفارات أجنبية”.
وأوضحت أن من الحضور البارزين كان “غدعون ساعر أحد رموز حزب الليكود، ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي، المرشحان القادمان لموقع رئاسة الحكومة، ويتبنيان مواقف رسمية تعارض إقامة دولة فلسطينية، ويشرحان خطورة هذه الخطوة، بجانب غلعاد أردان وزير الأمن الداخلي، وأعضاء الكنيست بيتسلئيل سموتريتش وأمير أوحنا وإيتان كابل، ورئيس جهاز الأمن العام الأسبق عامي آيالون صاحب الآراء اليسارية”.
وأوضحت أن “منظمي المؤتمر أرادوا الانتقال خطوة جديدة من النقاش الجماهيري، وقد تم اختيار شهر نوفمبر لانعقاد المؤتمر؛ لأنه الشهر الذي قررت فيه الأمم المتحدة منح الشعب اليهودي حق إقامة دولته المستقلة في هذه الأرض، وفرض سيادته عليها منذ العام 1947”.
وأشارت إلى أن “هذا المؤتمر ينعقد لمحاولة الإجابة على أسئلة: كيف نتصدى للتحديات الماثلة أمام إسرائيل؟ وكيف نعمل على تجسيد قيام الدولة اليهودية على الأرض؟ كيف ننجح في المواءمة بين الأيديولوجيا والبراغماتية لحماية إسرائيل؟”.
وزعمت أن “إسرائيل عنصر استقرار الشرق الأوسط، ولذلك يجب عدم التنازل عن قيمها أو أمنها التي تحرص عليهما دائما، لأنها الكفيلة بجلب السلام للمنطقة، ونحن منذ 25 عاما ما زلنا نبحث عن حل للصراع الإسرائيلي-العربي، رغم ما علقه الجانبان من آمال على اتفاق أوسلو في قدرته على ذلك، ثم قامت إسرائيل بخطوات أحادية عادت عليها بكثير من الدماء والدموع”.
وأشارت إلى أن “فشل كل تلك الحلول يتطلب تفكيرا إسرائيليا جديدا لحل هذا الصراع القديم، المجتمع الإسرائيلي عالق في الكثير من النقاشات والسجالات الداخلية الساعية لإيجاد علاقات جوار مع جميع دول الشرق الأوسط، لكنها لا تستطع القيام بذلك مع جارتها المباشرة وهم الفلسطينيون”.
وأوضحت أنه “في ظل حالة اليأس التي ألمت بالإسرائيليين، فقد نشأت لديهم حالة من الخضوع لفرضيات يروجها الفلسطينيون بأننا السبب في استمرار هذا الصراع، وعدم التوصل إلى حله، لأننا لم نتنازل بما فيه الكفاية، ولم نعمل المزيد من الخطوات، ولم نفاوض وقتا أطول، بل إن بعض الآراء ذهبت بعيدا بأن إسرائيل تستحق ما تتلقاه من ضربات من أعدائها”.
وأشارت إلى أن “هذا النقاش الذي يسود أوساطا واسعة من الإسرائيليين يجعل الحل مع الفلسطينيين منوطا بنا نحن، ونحن فقط، رغم ما تسبب به اتفاق أوسلو وخطة الانفصال من غزة من دمار للمشروع الصهيوني، لذلك فإن القناعات التي انطلق منها المؤتمر هي أننا لن نحل الصراع مع الفلسطينيين بضربة واحدة، والثانية أن الأمر ليس منوطا بنا فقط”.
وأكدت أن “المؤتمر خرج بتوصيات عديدة أهمها أن جميع الحلول القائمة يجب أن تعتمد على عدم الموافقة على إقامة دولة فلسطينية بين النهر والبحر، وهو الأمر المطلوب اعتماده وتسويقه لدى الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ولأن هدف المؤتمر إيجاد حلول جديدة لصراع قديم فإن ذلك يتطلب فتح آفاق اليمين الإسرائيلي لاستقبال جميع الأفكار والمقترحات”.
وختمت بالقول إن “جميع هذه الأفكار يجب أن تستند في الأساس إلى عدم قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، ومن جهة أخرى عدم التغافل عن التحديات الماثلة أمام الدولة، وهذه مهمة صناع القرار في الحكومة وأعضاء الكنيست الذين لديهم نظرة أوسع حول القضايا الأمنية والملفات العسكرية والاعتبارات القانونية، بجانب الساحات الدبلوماسية”.