معركة شعبية: تظاهرة في صفورية احتجاجًا على هدم “نبعة الحنانة”
ساهر غزاوي
احتشد العشرات من أهالي قرية صفورية المهجرة وممثلون عن هيئات شعبية وقوى سياسية وناشطين، اليوم السبت، عند مفرق شارع رقم 79 الرئيسي قرب صفورية، احتجاجا على إقدام سلطة المياه على جريمة اقتلاع أرضية الحنانة لعين الماء، الأسبوع الماضي.
وندد المتظاهرون بالاعتداء على رأس عين صفورية “نبعة الحنانة”، من قبل الشرطة، كونها مصدر حياة لعشرات العائلات، في حين تواجدت في المكان قوّات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، وبعد انتهاء التظاهرة والوقفة الاحتجاجية، انطلق المتظاهرون في مسيرة من مدخل صفورية إلى نبعة القسطل.
وقال رئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة في حديث لـ “موطني 48” إن “هذه الوقفة تأتي ضمن سلسلة نشاطات بعد اقدام سلطة المياه وزعانفها على اقتلاع أرضية “حنانة القسطل” عين صفورية الذي يشكل أولا رمزا لأهالي صفورية ورمزا وطنيا لأبناء شعبنا ويشكل مصدرا لتزويد المياه للبساتين”.
وتابع بركة، “فخور جداً بأنباء بلدي صفورية وأبناء شعبنا الذين جاؤوا ليقفوا ضد هذه العمل الإجرامي وأنا متأكد أن ما قاموا به سينقلب عليهم لأن هذا يعيد القسطل وصفورية إلى مركز الاهتمام”.
وأكد في رسالة وجهها عبر “موطني 48” إلى “أبناء شعبنا عموما في الشتات وإلى أبناء صفورية في كل المنافي والمخيمات وأقول لهم بلدكم بانتظاركم صفورية هي ليست مهجرة إنما موعودة بالعودة وصفورية تنتظر أهلها حتى تعودوا سالمين غانمين إلى بيوتكم وإلى أرضكم”.
وبخصوص المسار القضائي تحدث المحامي حسام موعد لـ “موطني 48” قائلاً: “القضية ما زالت في التداول في محكمة المياه في حيفا وهناك جلسة في 23 من الشهر الجاري للاستمرار في الاستماع بخصوص هذه القضية وندعو من هنا القيادات السياسية والشعبية للتواجد في المحكمة لأن حضوركم مهم جدا لكي نوصل رسالة بأن هذا الموضوع “نبع القسط” هو موضوع أساسي للمواطنين العرب الفلسطينيين في البلاد وهو حق أساسي للمزارعين في بساتين صفورية وللتأكيد على أن هذه القضية ليست لوحدها، هناك من يتابعها وهناك من يدعمها إلى جانب المسار القضائي، والمسارين بالمحصلة يضمنوا نجاح القضية”.
المحامي حسام موعد يتحدث لـ "موطني 48" عن تداول قضية “نبعة الحنانة” في محكمة المياه بحيفا
#شاهدالمحامي حسام موعد يتحدث لـ "موطني 48" عن تداول قضية “نبعة الحنانة” في محكمة المياه بحيفا
Posted by موقع موطني 48 on Saturday, December 8, 2018
من جهته قال البروفيسور مصطفى كبها، رئيس جمعية بيت الذاكرة والتراث، إن “هناك عدة أمور يجب ان نأخذها بالحسبان وتؤكد على أن من قام بهذا العمل قام بجريمة الاعتداء على مكان أثري في طبقات ذاكرة لكافة المسارات التاريخية دون أن يفحص هذا الأمر من أي هيئة مختصة ولكن الأمر يتعدى ذلك إلى قضية محاولة، يعني يندرج تحت سياسة العلاقة مع الأرض، فحرمان 70 عائلة تعتاش من هذه البساتين يعني قطع علاقتها مع الأرض ونحن نعرف أن أكثر ما يؤرق من فعل ذلك تلك العلاقة الغير المنفصمة بين الفلاح الفلسطيني وبين أرضه”.
وأكد الشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح لـ “موطني 48” أن “عين صفورية هي معلم من معالم حضارتنا وتاريخنا وحاضر ومستقبل شعبنا والمؤسسة الإسرائيلية الإجرامية لا تألو جهدا في طمس معالم وجودنا حتى تزيل كل شيء يعود إلى تاريخنا وجذورنا وحقنا الأبدي الذي لم يتغير إن شاء الله”.
وأضاف أبو ليل أن “المؤسسة الإسرائيلية تدعي أنها دائما تبحث عن الماء ومصادر المياه وتأتي إلى عين تاريخية مهمة جدا ويستخدمها المزارعون وباتفاقيات أيضا مسبقة وما قامت به المؤسسة يعتبر جريمة إنسانية ولا بد من استنكارها والعمل على مقاضاة من كان مسؤولاً عن هدم هذا المعلم الحضاري الإنساني لهوية شعبنا”.