استيقظوا قبل أن تَحُلَّ الكارثة
بقلم المربية الاء خطيب
من خلال عملي كمعلمة ومربية استوقفتني بعض المواقف التي أثارت الرعب بداخلي ورسمت في مخيلتي علامات استفهام كثيرة.
* طالب يمسك المسطرة أثناء الحصة ويصوبها على زميله ومن ثم ينفخ عليها.
* طالب آخر يقوم بضم يديه لتكون على شاكلة الفرد ويغمض إحدى عينيه ويصوّب باتجاه زملائه.
* والمشهد الأكثر صعوبة لطالب يضع قلمه الرصاص في فمه كسيجارة وباليد الاخرى يُمسك مسطرته ويتوهم أنه يطلق شيء منها اتجاه زملائه.
هذه الحركات المتكررة من أكثر من طالب وفي أكثر من صف، جعلتني أتنازل عن بعض من حصص النشيد لأدخل في مخيلتهم وعالمهم لأكتشف أمورًا مرعبة جعلتني في بعض الأحيان أشعر بغصة قد تتحول إلى بكاء في أي لحظة.
أكثر القصص التي هزتني أن ابن ثمانية سنوات يحدثني عن لعبة الGTA كيف كان شاهدًا على شخص كان نائماً(الزومبي)، واستفاق ودخل إلى غرفة والديه وطعن والده وأخذ الدم يملأ الغرفة!!!!!!!
قصة أخرى حدثتني إياها طالبة عن أختها التي تستفيق في الليل أثناء نومها وتتحدث بصوت مرتفع (يلا طخوا..يلا طخوا).
أما القصة الأخيرة فهي قمة الكارثة الاجتماعية والتي تكمن بجلوس طالب من الساعة الثانية ظهرًا حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ليلًا بشكل متواصل على هذه الألعاب، وعندما خلد إلى النوم وأغمض عينيه أخذ يرى مشاهد إطلاق النار والدماء مما تسبب له بدوار وتقيء نتيجة الجلوس الطويل والمتواصل.
لمن لا يعرف ماهية هذه الألعاب فإن إحدى مميزاتها أنك تستطيع الحديث مع الأشخاص المقابلين لكَ باللعبة وهنا أستذكر أحد الطلاب الذي حدثني كيف قال له الشخص المقابل له باللعبة (ليش أمك بتصرخ..مالها معصّبة) وفي هذا كشف لأسرار البيوت وحُرماتُها !!!!!! ناهيك عن الكلمات البذيئة التي قد يسمعها الطالب إذا خسر بمرحلة ما.
وهنا أيضا استذكر أحد الطلاب الذي صارحني وقال لي إن أحد المشتركين باللعبة تحدث بكلام بذيء وأنا أرجعت له نفس الكلمة!!!!! فمن هنا تدخل مصطلحات وكلمات بذيئة الى قاموسهم.
هذه القصص غيضٌ من فيض من الكوارث الاجتماعية التي سمعتها!!!
ناهيك عمّا تحتويه هذه الألعاب من صور فاضحة ولباس غير محتشم وزِد على ذلك أنك تستطيع الدخول إلى أي بيت تريده دون أخذ الإذن وينتظرك داخل البيت صورًا غير لائقة يشاهدها طلابنا.
رسالتي لكم أنتم الأهل، وكلكم مطّلعون على ما يمر به مجتمعنا من حوادث قتل ودهس وأحداث تراجيدية.
أستحلفكم بالله أن تنظروا إلى هذه الألعاب كوسيلة هدّامة لا تساعد إلا على هدم جيل ومجتمع كامل تشجّع على العنف حيث تعطيه الوسائل والشرعية !!! إذا كنتم تخافون على مستقبل أولادكم عليكم أن تتخذوا خطوة كبيرة وجريئة بمحو هذه الألعاب من أجهزتكم وأجهزة أبنائكم وعدم السماح لهم بأن تدمرهم وتجعلهم أكثر عصبية. خطوة كهذه قد تساهم بتخفيف العنف اللفظي والجسدي مستقبلاً. أستحلفكم بالله أن تفتحوا أعينكم للخطر الاجتماعي القادم نتيجة لمثل هذه الالعاب.