تنازلات متبادلة.. تطورات بشأن القس الأميركي بتركيا
حسب تقرير نشرته وول ستريت جورنال الأحد، فإن السلطات التركية تبعث برسائل تؤشر إلى أنها ستطلق سراح القس الأميركي الشهر المقبل، مما يعني أن هناك أملا كبيرا بقرب تسوية الخصام الحاد بين أنقرة وواشنطن.
ووفق تصريحات من الجانبين، من المتوقع أن يطلق القضاء التركي سراح القس أندرو برانسون المتهم بالإرهاب عندما يمثل أمام المحكمة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
لكنّ مسؤولين أتراكا ربطوا إطلاق سراحه بتوقف الولايات عن الضغط على بلدهم. وقال أحدهم “هذه نتيجة ممكنة”.
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن إدارة ترمب التي تريد إطلاق سراح القس على الفور، قررت تخفيف الضغط على أنقرة خوفا من أن تتنقل مصاعب الاقتصاد التركي إلى الأسواق الناشئة.
ولن يتوقف أثر إطلاق سراح القس على إزالة العوائق أمام علاقات البلدين، إنما يمثل هدية أو إغاثة للرئيس ترامب والحزب الجمهوري، فهم يحاولون الاحتفاظ بسيطرتهم على الكونغرس ومنع صعود الديمقراطيين.
وكان ترامب ونائبه مايك بنس جعلا إطلاق سراح برانسون أولوية، وتحوّل ملفه إلى قضية محورية بالنسبة للإنجيليين المسيحيين الذين قد تشكل أصواتهم عاملا مهما في احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في الكونغرس.
ترامب وأردوغان
ومن المنتظر أن يشارك ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، ولكن لم يبرمج عقد لقاء بين الرئيسين، حسب مسؤولين أتراك.
وقد حذر مسؤولون أميركيون من أي “احتفال سابق لأوانه”، قائلين إن قضية القس بين يدي ترامب وأردوغان، مذكّرين بأن الجهود السابقة لإطلاق سراحه انهارت في الدقيقة الأخيرة.
وقال مسؤول أميركي “أردوغان مثل ترامب تماما. يُعرف عنه أنه يغير موقفه باستمرار وفي اللحظة الأخيرة”.
ووفق مسؤولين أميركيين، فإن هناك إشارات إيجابية من الطرف التركي، ومن بينها تخفيف عقوبة الخبير بوكالة ناسا الفضائية سيركان كولغ، وهو أميركي من أصل تركي يقضي عقوبة السجن لإدانته بالإرهاب.
ووفق القرار الجديد سيقضي كولغ خمس سنوات في السجن بعد أن كانت عقوبته سبع سنوات ونصف السنة.
ويقول سلمان أوغت، وهو محام من مقرب من أردوغان، إن القضاء قد يسلك مسارا مشابها في قضية برانسون “وربما يطلق سراحه الشهر المقبل”.
لكنه يلفت إلى أن هناك شرطا مسبقا مهما لإطلاق سراح القس “إذ تجب العودة للخلف والهدوء وإلا ستكون حلقة مفرغة”.
تداعيات اقتصادية
وكانت الولايات المتحدة فرضت الشهر الماضي عقوبات على مسؤولين تركييْن كبيريْن، ردا على رفض أنقرة إطلاق سراح القس برانسون.
وقد أثرت تداعيات قضية برانسون على الاقتصاد التركي، مما أدى إلى انخفاض الليرة التركية إلى مستويات غير مسبوقة.
وحينها اعتبر أردوغان السلوك الأميركي حربا اقتصادية، لكنه سعى بشكل شخصي لحل الأزمة، وفق مسؤول تركي.
ورغم الإشارات الإيجابية، فإن المسؤولين الأميركيين والأتراك ينتابهم القلق من أن تغريدة واحدة على تويتر قد تقوض الجهود الرامية لإطلاق سراح برانسون.
ففي أغسطس/آب الماضي هاجم ترامب بتغريداته الغاضبة صهر أردوغان ووزير ماليته بيرات البيرق.
وفي الخميس الماضي قدم البيرق عرضا جديدا، وعندما أخذ الكلمة توجه إلى الجمهور قائلا “كل شيء على ما يرام في تويتر”!
المصدر: وول ستريت جورنال