الاستعدادات على قدم وساق لليوم التطوعي في “مقبرة القسام” السبت المقبل
ساهر غزاوي
وضعت هيئة متولي وقف الاستقلال في حيفا ولجنة المتابعة العليا، اللمسات الأخيرة لاستقبال الحشود التي ستشارك في يوم العمل التطوعي لتنظيف مقبرة القسام في بلد الشيخ (تل حنان) قرب حيفا، المقرر السبت المقبل 22.9.2018.
ويأتي “يوم القسام” التطوعي كما أطلق عليه، في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها هيئة متولي وقف الاستقلال في حيفا، وبرعاية لجنة المتابعة العليا وبدعم لجنة حماية مقبرة القسام وأهالي الشهداء المدفونين في المقبرة، بهدف التصدي لمشاريع ومخططات المصادرة والاستيلاء على ما تبقى من المقبرة، كما وتعمل الهيئة من أجل الحفاظ على المقبرة ومعالمها وحراستها من العابثين والمدنسين، بعد تعرضها عدة مرات للتخريب والاعتداء من قبل العنصريين.
وفي هذا الخصوص، قال الأستاذ توفيق محمد، عضو سكرتارية لجنة المتابعة لـ “موطني 48” إن “يوم القسام” التطوعي التي دعت إليه “المتابعة” يأتي على خلفية وجود قضية تتداول في محكمة “الصلح” في منطقة “الكريوت”، بشأن مصادرة 30 دونما من أرض المقبرة لصالح شركة يهودية تدعى “كيرور أحزكوت” إذ تزعم أنها أشترت جزءا من مقبرة القسّام من لجنة الأمناء في وقت سابق.
وأوضح أن برنامج يوم العمل التطوعي سيشمل: أعمال تنظيف مثل: تعشيب وتقليم الأشجار، ودهان القبور، وستنطلق الفعالية يوم السبت المقبل (22/9) الساعة 8:00 صباحا، ولغاية الساعة 12:00 ظهرا، كما يليها جولة في المقبرة ومؤتمر صحفي يعقد الساعة الواحدة ظهراً، يتحدث فيه كل من: السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، والشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن المتابعة، والشيخ فؤاد أبو قمير، متولي الوقف، والسيد جمال أبو شعبان، مندوب عن أهالي المدفونين في مقبرة القسّام.
ودعا الأستاذ توفيق محمد، أبناء الداخل الفلسطيني من مختلف البلدات، إلى المشاركة الفاعلة والمؤثرة، في “يوم القسام”، وقال “جماهيرنا اعتادت بحشودها منذ زمن على المشاركة أيام العمل التطوعي في جميع أنحاء البلاد، ولا شك أن حشدهم هذه المرة سيكون له الصدى الكبير ورسالة قوية إلى القضاة والمحكمة التي يتداول ملف مقبرة القسام بين أروقتها، كما أن الحشد الجماهيري سيكون بمثابة رسالة الدفاع عن مقبرة القسام، وعن سائر أوقافنا التي تتطلع إليها الأعين الجائعة لمصادرتها بشتى الأسباب”.
وعن حيثيات الملف القانوني لمقبرة القسام وإجراءاته في المحكمة، قال المحامي عمر خمايسي مدير مؤسسة “ميزان لحقوق الإنسان” في الناصرة، “ما زلنا في معترك قانوني متشعب وهناك دعوى من قبلنا، حيث قمنا بتقديمها في المحكمة المركزية في حيفا لإبطال الاتفاقية التي تدعي الدولة أنها تم ابرامها مع متولي الوقف في عام 1970، ونحن كطاقم دفاع ندعي بطلانها، لأنه لا يمكن التنازل بأي حال من الأحوال عن الأوقاف، كما وأننا نقوم بالدفاع كمدعى عليه في محكمة “الصلح” في “الكريوت”، وهناك نحاول الدفاع عن الطلب الذي تقدمت به شركة “كيرور أحزكوت” بنقل القبور المتبقية في أرض القسام”.
وأضاف المحامي خمايسي لـ “موطني 48″ أن هناك دعوى أخرى قدّمت من قبل أهالي المدفونين في المقبرة، وعليه نقول إن المعترك القضائي مستمر ولا نعول عليه، لأن تبعات مثل هذه القرارات يمكن أن تأتي بالكثير من الأوقاف التي وضعت إسرائيل عليها بطريقة وبأخرى وحتى لو كانت وفقا للقانون فإنها تفتقد الشرعية، مع علمنا أن إدارة المحاكمة تأخذ هذه الملفات بحساسية”.
ولفت مدير مؤسسة “ميزان لحقوق الإنسان” أن الجلسة القادمة في ملف مقبرة القسام لم تحدد بعد، لكن طلب منهم تقديم تلخيصات في الملفات، وأكد أنه “من المهم دائما أن يكون إلى جانب النضال القضائي نضال جماهيري وداعم كما دعت إليه لجنة المتابعة العليا السبت المقبل وعلى الجميع أن يتكاتف حول الأوقاف والدفاع عنها”.