لن ننسى… صندلة تحيي الذكرى الـ 61 للمجزرة
طه اغبارية
أحيت قرية صندلة في منطقة مرج ابن عامر، عصر اليوم الاثنين، الذكرى الستين لمجزرة صندلة التي راح ضحيتها 15 طفلا، في 17 أيلول/ سبتمبر من عام 1957، أثناء عودتهم من المدرسة إثر انفجار قنبلة كانت في طريقهم.
وشارك المئات من أبناء صندلة والداخل الفلسطيني، في الفعالية، التي دعت إليها؛ اللجنة الشعبية في صندلة، ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ولجنة الحريات المنبثقة عنها.
وانطلقت الفعالية عبر مسيرة إحياء الذكرى الـ61 لمجزرة صندلة، وتقدمها أعضاء من لجنة المتابعة للجماهير العربية، ولجنة الحريات، واللجنة الشعبية لإحياء ذكرى المجزرة، بالإضافة إلى ناشطين من كافة الأطر السياسية والاجتماعية والعشرات من الأهالي.
ووصلت المسيرة إلى مقبرة القرية لقراءة الفاتحة على أرواح 15 طفلا سقطوا في المجزرة.
ثم تحدث الناشط وائل عمري مرحبا بالحضور، متذكرا من غابت أجسادهم عن الحدث، وهم: الشيخ رائد صلاح، المغيب بفعل الإقامة الجبرية، والراحل عبد الحكيم مفيد، وقد وافته المنية العام الماضي، والأسير فراس عمري، المعتقل في السجون الإسرائيلية، والاستاذ رجا اغبارية، القيادي في أبناء البلد، المعتقل منذ نحو أسبوع في السجون الإسرائيلية.
وتحدث السيد مصطفى أحمد عمري (أبو ناظم) ورحب بالحضور، متذكرا ما حدث قبل 61 عاما، حين وقعت المجزرة، ووقعت المصيبة في البلدة، وانقلبت أحوالها، ودعا إلى حفظ اللغة والإرث والأرض، لأنها معادلة البقاء. كما دعا إلى نبذ العنف في المجتمع العربي، وأدان قانون القومية العنصري الذي سنّته المؤسسة الإسرائيلية، مؤخرا.
وناشد القيادات العربية وفي مقدمتها السيد محمد بركة والشيخ كمال خطيب، ببذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه أبناء الداخل الفلسطيني.
ثم كانت كلمة رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، وأشار إلى أن مجزرة صندلة مثل غيرها من عشرات المجازر التي نفّذتها المؤسسة الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا، دون محاسبة أحد، حيث أغلق الملف وقيّد ضد مجهول، أو كما جرى بعد مجزرة كفر قاسم حين غرّم المسؤول الإسرائيلي عن قتل أهالي كفر قاسم بقرش بعد محكمة صورية.
وقال: “بعد مجزرة صندلة توالت المجازر ضد شعبنا، في كفر قاسم، وهبة القدس والأقصى، وعشرات الشهداء في أحداث لاحقة، دون معاقبة أو تحميل مسؤولية لأي من المجرمين القتلة الذين ينتمون إلى أجهزة القمع والاحتلال الاسرائيلي”.
ولفت بركة إلى أن قانون القومية العنصري، الذي أقرته المؤسسة الإسرائيلية بتاريخ 19/7/2018، “هو ترجمة دستورية لمجزرة صندلة وكل المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا، لأن هذا القانون يقول أنه لا مكان ولا مكانة للفلسطيني في أرضه وبيته، وأنه هناك مواطنة من نوع واحد فقط هي مواطنة اليهودي”، واعتبر بركة القانون من أخطر القوانين التي سنّت ضد الشعب الفلسطيني، داعيا إلى الالتزام بالإضراب العام بتاريخ 1/10/2018 والذي أقرته فصائل وفعاليات الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، رفضا لقانون القومية وإحياء لذكرى هبة القدس والأقصى.
الكلمة الأخيرة خلال الفعالية كانت للشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، وربط فيها بين مجزرة صندلة ومجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت في مثل هذه الأيام من عام 1982، مؤكدا أن “شعبنا لن ينسى قتل الآلاف في صبرا وشاتيلا وقتل العشرات في صندلة وباقي المجازر التي قتل فيها أبناء شعبنا”.
وأكد أن كل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، منذ 70 عاما، نفّذت بأيد صهيونية، وقال: “ونحن بين يدي الشهداء، نؤكد أننا لن ننسى ولن ينسى أطفالنا هذا التاريخ الذي ارتقى فيه 15 طفلا من أبنائنا في صندلة، والذين لو قدّر الله وكانوا أحياء بيننا اليوم لكان أحفادهم يلعبون في شوارع البلدة، لكن إرادة القتل الإسرائيلية لم تميز بين صغير وكبير وشيخ وامرأة كما يفعلون اليوم في غزة، و”يتفننون” الأطفال ويعلم جنودهم أنهم بمنأى عن المحاكمة والسؤال”.
وأكد الشيخ كمال خطيب في ختام كلمته أن “شعبنا كان في العام 1948 نحو 154 ألفا، ووصل اليوم إلى أكثر من مليون ونصف المليون، فهل يمكن لمثل هذا الشعب أن يغيّب، لا والله، لا التهجير ولا القتل ولا التشريد، يمكن أن يغيّب هذا الشعب، وهو عصيّ على التشريد والتهجير”.
ودعا خطيب أبناء الداخل الفلسطيني إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، في ظل تصاعد الاقتحامات بشكل غير مسبوق خلال الأعياد اليهودية.
شهداء المجزرة: آمنة عبد الحليم عمري، 10 سنوات. طالب عبد الحليم عمري، 13 سنة. غالب عبد الحليم عمري، 8 سنوات. محمد عبدالله عبد العزيز عمري، 13 سنة. اعتدال عبد القادر عمري، 9 سنوات. رهيجة عبد اللطيف عمري، 8 سنوات. سهام زكريا عمري، 8 سنوات . صفية محمود عمري، 8 سنوات. عبد الرؤوف عبد الرحمن عمري، 8 سنوات. فاطمة أحمد يوسف عمري، 10 سنوات. فهيمة مصطفى أحمد عبد الرحمن عمري، 8 سنوات. محيي الدين سعد عمري، 9 سنوات. يوسف أحمد محمد عمري، 8 سنوات. يحيى احمد حسن عمري، 9 سنوات. فؤاد عبد الله محمد عبد العزيز عمري، 8 سنوات.