ماذا بقي من أوسلو … والوجه الخفي الأخر..
صالح لطفي.. باحث ومحلل سياسي
ملخص عام
مضى على اتفاقية أوسلو ربع قرن، وكان المفترض أن تفضي هذه الاتفاقية الى دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تقام على حدود عام 1967، لكنَّ النتائج بعد ربع قرن تقول إنَّ حصاد هذه الاتفاقية مرُّ علقم فقد خسر الفلسطينيون تقريبا كل شيء، تغول الاستيطان، وضاعت القدس وصودرت عشرات الاف الدونمات وتحولت سلطة أوسلو الى مقاول مدني من ناحية والى رقيب عسكري أمني من ناحية أخرى. وشرعت الولايات المتحدة في الإجهاز على قضية اللاجئين. وفي هذا الخضم الأسود طُرِحَت صفقة القرن التي طبخت في مطابخ اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وقد حاز هذه الاثناء على فرصته التاريخية في سيطرته شبه المطلقة على صُنَاع القرار في واشنطن، فانحازت واشنطن علنا لصالح تل أبيب. هذه الصفقة جاءت لتعلن رسميا عن انتهاء اتفاقية اوسلو والابتداء بمرحلة جديدة “اتفاق جديد”، ومهمة هذه الاتفاقية الجديدة الإجهاز على ما تبقى من القضية الفلسطينية بموافقة فلسطينية، وبالقدر الذي تحمله هذه الصفقة من تآمر على القضية الفلسطينية بالقدر الذي تحمل دفعا فلسطينيا للتوحد أمامها، والخروج من المأزق الذي دخلته لتحقيق وحدة فلسطينية شاملة تكون الأساس القوي للفكاك من الاستعمار والابرتهايد الاسرائيلي.
الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي سواء من آمن بأوسلو أو رفضها منذ اللحظة الأولى، متفقون على فشل أوسلو لكنَّ السؤال المهم هو من الخاسر من هذه الاتفاقية على المديين القريب والبعيد.
اوسلو الشيء ونقيضه..
الشيء لغة: ما يُتَصوَّر ويخبر عنهما ويقال لكل ما له ماهية شيء سواء كانت هذه الماهية متصورة مشاهدة بالعين أو متوهمة أو متخيلة بالعقل، وبناء على هذا التعريف الذي اجترحته من كتب الحكمة والمنطق فيمكنني الزعم أن هذه الاتفاقية بما فيها وما عليها هناك أشياء متصورة قائمة مشهودة للعيان، وأخرى يمكننا توهمها وثالثة يمكن للعقل تخيلها ليس من باب الاماني بل من باب تنزيلها من عالم الافاق والافكار الى عالم الواقع، والوقائع ذلك أنَّ المتخيل يتشكل على اساس من واقع موجود، وآخر منشود بينهما يُعْمَلُ بمنطق العقل والحكمة، وللتجربة دور في بلورة المتخيل ليصبح واقعا معاشا. ولأبسط على القارئ الكريم والقارئة الكريمة الامر فقد كانت دولة الاسلام في العقل النبوي والصحبة الأخيار، قيم ومنظومات وأخلاقيات، ثم مورست على الارض عملا بعد أن اكتملت الافكار واختمرت التجربة, وكانت الدولة في المتخيل الماركسي ومن قبل الرأسمالي، ثم وضعت وأُحكِمت الافكار والمنظومات والمعتقدات وظهرت هذه الدولة، وهذا المشروع الصهيوني كان مجرد أفكار راودت الأجيال التي عاشت الجيتو والانفتاح ثم تخلقت الافكار والتجارب لتتحقق من بعد ذلك الدولة وكل ما ذكرت تبسيطا تجاوزت فيه الاحداث التاريخية برسم انها جزء من التجربة…وعلى نفس المنوال فإنَّ الدولة تدغدغ كل عقل وشعور فلسطيني ولا يوجد فلسطيني واحد لا يريد دولة يعيش بها ويلوذ بحماها إنما الفارق بين الافراد والمجموعات هو حول جوهر هذه الدولة وما يتعلق بها، ومن ثَمّ فإنَّ الدولة الفلسطينية التي اجترحتها اوسلو لم تكن دولة ولا شبه دولة مما دفع نقيض الامر ليكون ماثلا في العقل بعدئذ كان متخيلا وعززت التجربة الفلسطينية هذا المتخيل ليكون جاهزا لحظة حدوثه متنزلا واقعا معاشا بعدئذ راكمته التجارب والتضحيات إذ كلما تعاظمت التضحيات يتعاظم تبعا له التشبث بالمنجز وعدم التفريط فيه وما تجربة حماس عنا ببعيد.
يعلمنا التاريخ أنَّ الأحداث الكبيرة “المشاريع الجوهرية” في تاريخ البشرية تحمل دائما في ثناياها شيئا ثوريا يثور على الواقع الذي جاءت إليه وعليه وتحمل في نفس الوقت ذاته معالم ثورة مضادة إن فشل مشروعها في تحقيق ذاته. هذا حدث على سبيل المثال لا الحصر مع الثورة البلشفية التي بشرت البشرية بعالم أكثر عدالة فكانت النتائج الكارثية اساسا لكنسها من مراكز الحكم في العالم أجمع، الا من سارع بإحداث تغييرات جوهرية في كروموسومات الحدث/ المشروع ذاته. وعلى نفس المنوال يحدث الان مع اوسلو فقد كان اتفاق اوسلو ثورة على كل المفاهيم والقيم والمُثُل التي آمن به حملة مشروع التحرر الفلسطيني سواء من الاتجاه الوطني او الاتجاه الديني، فارتضت منظمة التحرير وفي القلب منها حركة فتح القبول بثلث فلسطين “الضفة الغربية وقطاع غزة” وكان المُؤَمَلْ أن يتحقق للفلسطينيين وعد الدولة الاوسلوية وكشفت الأحداث أنه كلما تنازل الفلسطينيون أكثر كلما تغول الاسرائيليون في المطالب أكثر، وخلال هذه الفترة من ربع القرن جرت مياه كثيرة وهائجة في نهر أوسلو فقد أدار الاسرائيليون الصراع ونفذوا خطة ألون بدقة تكاد تكون متناهية وكان لتبادل الادوار في السياقات الإسرائيلية دور كبير في تفتيت البيت الفلسطيني واستنزافه داخليا وأفضت شهوات السلطة عند قيادة أوسلو عدم قبولهم نتائج انتخابات عام 2006 التي جاءت بحماس الاسلامية الحاملة لأجندة مختلفة إن في إدارة الصراع أو في سبل المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي فكانت الحرب على هذه الحركة الى هذه اللحظات وقادتها بفاعلية كبيرة الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة، ومن ضمنها سلطة أوسلو نفسها لتكون المفارقة الكبيرة داخل البيت الفلسطيني فبدلا من تعاضد المقاومة مع السياسي شهدنا مشهدنا سرياليا لم يكن قط في حركة تحرير في المئين الاخيرة.
كانت نتائج اوسلو متناقضة في السياق الفلسطيني ففي حين ارتمت منظمة التحرير وفي مقدمتها حركة فتح بأذرع الامبريالية الامريكية وتحولت الى منسق أمنى يحافظ بعض أفرادها على مصالح خاصة تمنحها إياهم سلطات الاحتلال ومن خلفها واشنطن ودول عربية، ظهرت المقاومة في غزة وتحولت صواريخها العبثية كما اسماها يوما رئيس حركة فتح وسلطتها محمود عباس الى صواريخ تهدد العمق الاسرائيلي وكشفت أربع حروب عن تعزيز مستمر في شكيمة وقوة هذه المقاومة، وعن عقلية فذة تفكر خارج صندوق السياق. تفكر سياسيا واستراتيجيا.
تزعم هذه المقالة أن اتفاقية اوسلو كما حملت بذور تفكيك المشروع الفلسطيني تحمل كذلك بذور استمراره بل وتحقيق الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني فقد وصلت الامور في سياسات الاحتلال مدياتها القصوى في عصر نتنياهو ولن يكون في قادم الايام أكثر مما كان، اللهم الا تطبيق وتنفيذ مخططات ودراسات كتبت لهذه المرحلة التي نعيش. وتزعم هذه المقالة أنَّ أوسلو في مدياته القريبة حقق فشلا ذريعا للفلسطينيين ويكاد أن يجهز على القضية الفلسطينية، وفي المقابل حقق مكاسب هائلة لإسرائيل كدولة احتلال وإحلال، لكنْ على المدى البعيد فهو لصالح الفلسطينيين ففي تضاعيف هذا الاتفاق ثلاثة أسس ستشكل للفلسطينيين الحق المطلق على كامل هذا التراب.
الأساس الأخلاقي والاساس السياسي والاساس المقاوم وهذه الاسس الثلاثة لها مؤشراتها القوية في الراهن الفلسطيني فالفلسطينيون اعترفوا بحق اسرائيل بالوجود على المساحة الاكبر من فلسطين التاريخية مكتفين بالضفة الغربية والقطاع، واستعد من وقّع على الاتفاق عقد سلام شامل وكامل مع الاسرائيليين بل وقيام دولة منزوعة السلاح حتى يطمئن المحتل الاسرائيلي ، وملكَ الفلسطيني الموقع على الاتفاقية الجاهزية النفسية لمواجهة من كان وإياه أمس في خندق واحد فاعتقل وسجن وقتل من اجل عيون الاتفاق، ويمكن لهذا الفلسطيني أن يقف في كل لحظة ويصارح شعبه أنه اجتهد وأخطأ في اجتهاده وأن العودة للمقاومة بكل أنواعها حق مشروع وأخلاقي بعد محاولات ربع قرن وقد طورت المقاومة الفلسطينية ادوات وراكمت قوة وحققت ردعا وتملك اليوم جيشا وفقا لتعبيرات مشعل. إلى جانب ذلك فإن الفلسطينيين ملكوا تجربة ودربة سياسية عالية سواء من هم داخل السلطة أو من هم خارجها فالسلطة والمقاومة على حد سواء تراكم هذه اللحظات تجارب سياسية هائلة وستأتي اللحظة القريبة لتصب هذه التراكمات في صالح الشعب الفلسطيني وحقه المطلق في تقرير مصيره.
الرهان الخاسر ..
يراهن الاحتلال من خلال مجموعات عربية متواطئة والادارة الامريكية على توطين اللاجئين بعد أن قام ربيبهم في واشنطن بتأميم القدس لصالح المشروع الصهيوني ونقل سفارته اليها متمنيا اقتراب مسيحهم المنتظر لتكون سفارتهم اول المستقبلين والضامين له ووفق هذه العقلية الحاكمة في واشنطن والتي يستغلها اللوبي اليميني الديني الصهيوني فأن الصراع شرع يأخذ بعده الديني الذي لطالما تخوف منه العلمانيون الفلسطينيون والعرب وفي مقدمتهم محمود عباس وبذلك تكون المؤسسة الاسرائيلية التي تعمل على تفكيك الوعي العربي والفلسطيني وتعمل على تدمير المجتمع الفلسطيني قد سهلت على دعاة المقاومة ومن يؤمن بأن الصراع في خلاصاته الكلية صراع ديني ودليل ذلك أنّ الفلسطينيين تنازلوا عن 70% من فلسطين التاريخية لصالح اسرائيل ولكنَّ اسرائيل اليهودية-المسيانية-الصهيونية رفضت ذلك لأنها تنطلق من أساس ديني-أخلاقي-عقدي يزعم أن هذه الارض ابتداء هي ارض اسرائيل الموعودة من ربهم رب إسرائيل ، وللفلسطينيين العالم العربي الكبير وبذلك تكون القضية دينية سواء في خلفياتها غير المعلنة أو في الإجراءات التي تمارسها السلطات الاسرائيلية على ارض الواقع ضمن سياساتها التاريخية على هذه الارض: سياسات فرض الأمر الواقع، وهو ما يؤسس لعقيدة مقاومة يتحسب منها الاسرائيلي وغيره خاصة في ظل الشعور الدائم بالمظلومية.
من المسؤول..
لقد أفشل اليمين الاسرائيلي ومعه اليمين الديني أوسلو لأنهم ببساطة يؤمنون بمشروع عقدي يرى أن ارض اسرائيل تمتد من الفرات الى النيل وأن مجرد تنازله عن الضفة الغربية والقدس والقطاع يعني فشل المشروع برمته والعودة الى المربع الاول لذلك كانت حاجة ماسة للعمل على ثلاثة جبهات : الجبهة الداخلية حيث تم العمل على جبهات الجيش والمخابرات والكنيست واختراق ديني مسياني لحزب الليكود وتأليب الشارع الاسرائيلي وتجييشه والتحريض على الفلسطينيين والعرب وعلى اليسار الاسرائيلي عموما وعلى عرابي اوسلو خصوصا ، وهو ما أدى الى اغتيال رابين….وعلى الجبهة الفلسطينية نفذوا مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994 لتكون سلسلة العمليات الاستشهادية التي قلبت الامور رأسا على عقب ووضعت كل المشروع على كف عفريت.
إنَّ رابين لم يكن قط مقتنع بأوسلو إنما جُرَّ إليها بفعل الحالة الفلسطينية السائلة في المناطق المحتلة عام 1967 التي كانت تؤسس لحالة ثورية متصاعدة ستدمر المشروع الصهيوني لذلك عُمِدَ منذ اللحظة الاولى لتوقيع الاتفاق على المضي اسرائيليا بسياسة ادارة الصراع وليس حله وتم التفاوض مع المنظمة وليس مع الفلسطيني المقاوم في الوطن المحتل، ولعل بناء جدار الفصل العنصري ونهب اراضي شاسعة لفلسطينيين يؤكد هذا المذهب.
لقد شنّت إسرائيل خلال هذه المرحلة أربعة حروب على الفلسطينيين بكل ما ملكت من قوة وعتاد معتبرة هذه الحروب جزءا من إدارة الصراع وإنهاك الفلسطيني الفرد والمجتمع والسلطة والمقاوم كمقدمات لرضوخه النهائي للمطالب والاماني الاسرائيلية.
أربعة حروب ونتائج واهية تؤسس لمستقبل قادم
شنّ الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني أربعة حروب: حرب عام 2000 وحرب عام 2008 وحرب عام 2012 وحرب عام 2014، وشارك في هذه الحروب كافة القوس السياسي الاسرائيلي من وسط ويمين الخارطة السياسية الاسرائيلية، وحظيت بموافقة ودعم مجتمعي اسرائيلي كبير جدا. هذه الحروب كلها افتعلها الاحتلال-كما ذكرت-في عصر أوسلو.
سقط في هذه الحروب آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمصابين وتعمق الفقر والفاقة، وتراجع الاقتصاد الفلسطيني وتعمق الارتباط بالتمويل الخارجي ومن ثم الارتهان اليه وارتكبت خلال هذه الفترة الزمنية عدد هائل من المجازر والقتل والاغتيالات والاعتقالات بحق الفلسطينيين، وصادرت عشرات الالاف من الدونمات وشقت شوارع التفافية وبنت الجدار العازل العنصري الذي أنشيء على 85% من اراضي سكان الضفة الغربية وصادرت الاف الدونمات من الاراضي الخاصة وقطعت اوصال الضفة الغربية حتى لا يكون أدنى أمل في قيام دولة فلسطينية مكتملة جغرافيا وتتواصل مع القسم الشرقي من القدس وكان أخر أعمال الاحتلال مصادرة اراضي الخان الاحمر واقتلاع ساكنتها لمنع ادنى امل في تواصل القدس مع امتداها الفلسطيني ، وتعاظم الاستيطان ليرتفع عدد المستوطنين من 111 ألف مستوطن عام 1992 الى 750 ألف مستوطن عام 2017 بوجود 127 مستوطنة معترف بها من طرف الاحتلال و100 بؤرة استيطانية غير معترف بها.
يمكن القول اليوم بيقين إن اوسلو أجهضت بالمطلق الانتفاضة الأولى وتخلق في احشائها منذ اللحظة الاولى نواة الانتفاضة الثانية ونجم عن إجهاض الانتفاضة الاولى أكبر خسارة للشعب الفلسطيني في تاريخه فقد تأتت فرصة تاريخية للفلسطينيين لينتزعوا من الاحتلال ما يريدون بعد أن أرهقته وكشفت سوأته الاحتلالية وكذبة اخلاقياته العسكرية وهزت هذه الانتفاضة المجتمع الاسرائيلي من الداخل بل وتراجعت نسبة الاستيطان الصهيوني في الاراضي المحتلة عام 1967 وشرعت الاحتلال يستجدي الولايات المتحدة لإخراجه من مأزق الانتفاضة التي شرعت تأكل جسده من الداخل فعمدت الى مفاوضات ثنائية بين الطرفين توجت بأوسلو.
اوسلو حيدت حركة فتح عن النضال المقاومة ونجحت في تفتيتها داخليا وحولتها الى جهاز سلطوي يتغذى على التمويل الخارجي ودفع السلطة لتكون مقاول اداري مدني يقوم بمهام مدنية بدلا من الاحتلال وأضحت السلطة وحركة فتح أداة أمنية تنسق أمنيا مع الاحتلال… وما بقي من اوسلو هو أشلاء جسد فلسطيني مهشم تسعى حكومة نتنياهو- بنيت الاجهاز عليه عبر سلسلة من القوانين لن يكون اخرها قانون القومية ، وتستعين بإدارة امريكية مرتبطة بالمطلق بلوبي صهيوني-مسيحياني متغول، يرنو للسيطرة على المنطقة برمتها تحقيقا لغايات مسيانية تتقاطع مؤقتا مع طموحات الحركة الصهيوينة عموما وفي القلب منها التيار الديني.. هذا كله يؤكد في ظل وجود شعب حي رافض لأوسلو ومخرجاتها ورافض لصفقة العصر، ورافض لحالة السكون التي يريدها الاحتلال، أن القادم سيكون على عكس ما يطمح إليه الاحتلال ومن يقف وراءه من عرب وعجم بل أنّ كافة المؤشرات تؤكد أن البعد الاخلاقي الذي يضخ هذه اللحظات الحياة والعمل في شرايين الاحتلال بدعوى أنهم سعوا للسلام ووجدوا صدودا فلسطينيا، هو هو عين الاعتبار الاخلاقي الذي يُؤَسَس فلسطينيا هذه اللحظات لردة عكسية، فكل حدث كبير يحمل دائما في ثناياه بعدين متناقضين يعمل فيها البعد الخفي عن الأعين وعن المراقبين على ضعضعة البعد العلني بعد أن يفشل “الواضح” حتى اذا استوى عوده ظهر متغلبا سواء بفعل خارجي أو بفعل عوامل ذاتية أدت إليه، وإنَّ غدا لناظره لقريب.