وفد من المتابعة والأكاديميين يزور العراقيب تضامنا مع الشيخ الطوري
استضافت قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، صباح السبت، وفدا تضامينا مع الشيخ صياح الطوري، الذي سيقضي محكومية جائرة بالسجن 10 أشهر.
وكان وفد لجنة المتابعة قد زار قرية العراقيب للتضامن مع القرية وشيخها، الشيخ صيّاح الطوري، وتزامنت الزيارة مع زيارة وفد كبير من الأكاديميين، للقرية تضامنا. وهذا بعد أيام من رفض المحكمة المركزية الاستئناف على قرار سجن الشيخ صيّاح الطوري 10 أشهر، وبعدها 5 أشهر مع وقف التنفيذ، ودفع غرامة بقيمة 36 ألف شيكل، بسبب صموده على أرضه، أرض قرية العراقيب في شمال النقب.
وقال رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة، إن التهمة الموجهة للشيخ صيّاح الطوري، أبو عزيز، هي تهمة موجهة ضد شعبنا كله، ويدفع ثمنها شخص. فهم يتوهمون أنه بسجن الشيخ أبو عزيز سيتم طي صفحة العراقيب، التي بنيت 134 مرّة بعد هدمها حتى الآن 133 مرّة.
وأضاف بركة في كلمته، إننا في هذه الأيام في أوج معركتنا الشعبية والسياسية ضد قانون القومية. فصحيح أن هذا القانون يقونن كل ما عايشناه من سياسات عنصرية على مر عشرات السنين، ولكنه في ذات الوقت يضع أساسا للمؤسسة الحاكمة، لتقوم بما هو أخطر مما رأيناه حتى الآن.
وتابع، إن الإصرار على فرض عقوبة السجن على الشيخ صيّاح الطوري، أبو عزيز، هو أيضا مؤشر بما يرتبط أساسا بالمعركة على الأرض، التي يذكرها بوضوح قانون القومية. وهم يتوهمون أنه باعتقال وسجن الشيخ أبو عزيز، سيتم طي ملف العراقيب. ودورنا وواجبنا نفشل هذه الأوهام السلطوية، بأن نضع برنامجا كفاحيا لصيانة العراقيب وضمان تواجد بالمناوبة في القرية في الفترة المقبلة، من أهالي النقب، ومن جميع المناطق حتى أقصى الشمال.
وقال بركة، إن التهمة في محاكمة الشيخ صيّاح هي تهمة ضد شعب بأكمله، ويدفع ثمنها شخص. وفي يوم دخول الى السجن، في 16 الشهر الجاري، سنكون الى جانب أبو عزيز، كي يعرف من أرسلوه الى السجن أن الجماهير تقف الى جانبه في هذه القضية.
وشدد بركة في كلمته، على أن جهاز القضاء الإسرائيلي هو جزء من المؤسسة الحاكمة، ويحكم بقوانينها التي تنفذ الأهداف الصهيونية، وبشكل خاص في ما يتعلق بالأرض. ولهذا يجب الحذر في التوجه للقضاء، في مثل هذه القضايا، وفي المقابل يجب الارتكاز أكثر على النضال الشعبي، لأنه قوة الضغط الأساس إذا أحسنا تفعيلها.
وقد استعرض المحامي شحدة بن برّي، محامي الشيخ صياح، القضية منذ بداياتها، ومن ثم سير المحاكمات القائمة منذ سنوات، ضد الشيخ صيّاح وناشطين من القرية وخارجها. وقال إن كل ما سعت اليه السلطات هو تجريم نضالنا، تجريم المناضلين من أجل حقهم، وأولهم الشيخ صيّاح. تماما كما فعلوا في القارة الأميركية، حينما جرّموا الهنود الحّمر ووصفوهم لنا بالوحوش من أجل تبرير إبادتهم.
وحذر برّي من ان الحكم الجائر على الشيخ صيّاح قد يكون فاتحة لأحكام شبيهة ولربما أقسى ضد أبنائه مثل ما يجري الآن مع عزيز وسليم الطوري. وقال إن ما نواجهه الآن هو محاولات من الجهاز القضائي والنيابة لمنعنا من الاستئناف، وهذا يظهر من شكل التعامل مع طلبنا لتأجيل قضاء السجن الى حين استكمال الفحوصات الطبية، إذ أن اللجنة التابعة لسلطة السجون لا تعمل هذه الأيام، والوضع الصحي للشيخ صيّاح يحتاج لعناية خاصة.
والقى الشيخ صيّاح الطوري كلمة شكر فيها الحضور، وقال إن قرية العراقيب امانة بعنقي وهي امانة من جيل الى جيل. ففي العام 2010 قلت للقيادات، بعد أول وثاني هدم، أنهم لو هدموا العراقيب 99 مرّة، سأبنيها للمرّة الـ 100، ولكنهم حتى اليوم هدموا 133 مرّة ونحن بنيناها 134 مرّة، ونحن نصر على صيانة الأمانة ولن نخونها.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الشعبية في القرية التي هدمتها الجرافات الإسرائيلية للمرة المئة وثلاثة وثلاثين، قد أعلنت عن نشاطات تضامنية مع الطوري سيكون أولها أمسية تضامنية وإطلاق كتاب يوم السبت المقبل في المركز الجماهيري في مدينة رهط.