كيف نرشّد مصروفاتنا في العيد وعشية افتتاح السنة الدراسية…. الدكتور أنس سليمان يجيب
ساهر غزاوي
مع اقتراب عيد الأضحى وبدء العام الدراسي الجديد، تستعد العائلات في الداخل الفلسطيني لاستقبال هذين الموسمين، مما يضاعف الأعباء الاقتصادية ويثقل كاهل الأسر على مختلف أحوالهم الاقتصادية، خصوصا حين تتزامن مع التزامات أخرى، مثل مواسم الأعراس والعطلة الصيفة، كما وأنها تأتي أيضا بعد شهر رمضان ومقتنياته والذي تلاه عيد الفطر وما رافقه من احتياجات وسفر وخلافه.
هي سلسلة من الأعباء والتحديات الاقتصادية التي تواجهها معظم الأسر في هذه الأيام، والتي بطبيعة الحال تشكل ضغطاً مالياً على كثير من الأسر ولا بد من مجهود في الترشيد والتغلب عليها.
حول هذا الموضوع أجرى “موطني 48” مقابلة متلفزة مع المحاضر الجامعي الدكتور أنس سليمان أحمد، متخصص في الاقتصاد والتمويل ومستشار اقتصادي للعديد من الشركات في فلسطين وعضو مؤسس لموسوعة الاقتصاد والتمويل الإسلامي العالمية.
الدكتور أنس أحمد أشار في المقابلة إلى إن “هناك عادة أصبحت ركيزة من ركائز الأسرة وللأسف، وديدن كثير من الأسر العربية للأسف، أن تقترض لإكمال المصروفات المنزلية والأسرية، ما بين يومي الخامس عشر والعشرين من كل شهر، وتتعدد صور الاقتراض، سواء بسيولة نقدية من البنك، أو من أحد الأقرباء أو الأصدقاء، أم بسلفة نقدية من محل العمل، أم بتقسيط المشتريات، حتى التموينية على حساب الراتب الجديد”.
وتابع: “لقد بات الدخل الشهري يحتاج إلى إدارة واعية وحازمة، وبتعاون جميع أفراد الأسرة، بحيث لا تتورط الأسرة في ديون لا قِبَل لها، وربما أوردتْها المهالك، أبسطها أن يعيش ربُّ الأسرة مطاردًا من الدائنين، وأقساها أن يحلَّ ضيفًا غيرَ مرغوب فيه في المحاكم ودور القضاء”، مستدركاً بالقول: “أبداً لا أنكر أن الحياة التي نعيش حياة مليئة بالمشقات الاقتصادية والمالية، إن كانت بمعزل عن التربية الاقتصادية والمالية، فمن أهداف الاقتصاد الأسري تربية الطفل والمرأة والأسرة مجتمعة تربية إسلامية وغرس المبادئ والقيم الإسلامية السمحة في أذهان وعقول الناشئة”.
وشدد د. أحمد على أن “الاقتصاد الأسري ضرورة لمواجهة أعباء الحياة نتيجة زيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات، الأمر الذي يتطلب الانتفاع بالموارد المتاحة إلى أقصى حد ممكن وبطريقة سليمة، ومما لا شك فيه أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها، سوف تحقق أهدافها، لذا، ينبغي مراعاة إمكانات الأسرة واتباع نظام الإنفاق السليم، من حيث عدم زيادة مقدار المنفق على الدخل وتوزيع الدخل قدر الإمكان على أبواب الإنفاق، يقول تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}.
وأوضح د. أنس سليمان أحمد في المقابلة المتلفزة مع “موطني 48” أن هناك عدة عوامل مساعدة تعمل على ضبط الراتب، والحد من المصروفات، وأهمها ميزانية الأسرة، خصوصاً أن “لكل ربات البيوت دوراً مهماً في إسعاد الأسرة، وذلك بإدارتها الحكيمة لشؤون المنزل وتدبير مصروفاته وصحة أفراده، فالمنزل هو المكان الذي يسعد فيه جميع أفراد الأسرة”.
وأضاف: “من العوامل المساعدة على توفير السعادة في الأسرة، الناحية المادية، من حيث تقدير دخل الأسرة وتنظيم ميزانيتها، بحيث توفر جميع حاجات ومتطلبات الأسرة، للمحافظة على صحة الأفراد، وتأمين الملبس والمسكن المريح، ويا ليت لو اهتمت الأسر بتخصيص مبالغ مالية للتوفير والادخار لوقت الحاجة والطوارئ المفاجئة، إذ أن ربة البيت الواعية هي التي توزع ميزانية الأسرة على الأبواب اللازمة للإنفاق، لذا، ينبغي وضع ميزانية مُحكمة للأسرة، تضبط النفقات، وتحد الإيرادات، وأوجه الصرف، مع المراقبة الدقيقة لهذه الميزانية”.
وإلى جانب ميزانية الأسرة هناك عامل مهم جدا وهه الخطة والتخطيط، بحسب د. أنس أحمد وقال: “كثيرًا ما يكون لدى الفرد العديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدد، أو يحتاج إلى القيام بعمل لم يسبق له القيام به فيما مضى، فالتخطيط هو الخطوة الأولى في العملية الإدارية، والخطة هي تصور لبعض الأعمال المستقبلية، وهي مرحلة تسبق أي عمل من الأعمال، وفي الأسرة، ينبغي أن يشترك جميع أفرادها في إدارة شؤونها، فمرحلة التخطيط أهم المراحل التي ينبغي إشراك أفراد الأسرة فيها؛ لمناقشة المشكلات المتوقعة والرغبات المطلوبة والمفاضلة بين الأهداف المطروحة على ضوء الموارد المتاحة، والتي من شأنها أيضاً تقوية للروابط الأسرية، وتكوين شخصيات فردية ذات مسؤولية عالية وذات تخطيط وتفكير سديد”.