الاتحاد الأوروبي يرفض اتهامات إسرائيلية “غامضة وغير مؤكدة”
رفض الاتحاد الأوروبي اتهامات إسرائيلية “غامضة وغير مؤكدة”، بتمويل منظمات تنشط في الدعوة إلى مقاطعة إسرائيل، معتبرا هذه الاتهامات “مضللة”.
جاء ذلك في رسالة حادة وجهتها مسؤولة “الخارجية” في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إن موغريني وجهت رسالة إلى أردان الذي يشغل أيضا حقيبة الشؤون الاستراتيجية، طالبة منه تقديم دليل على مزاعم وزارته “الغامضة وغير المؤكدة” بأن الاتحاد الأوروبي يمول الإرهاب ونشاطات المقاطعة ضد إسرائيل من خلال منظمات غير ربحية”.
وأضافت الصحيفة أن رسالة موغريني جاءت ردا على تقرير صدر في مايو / أيار من قبل وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية بعنوان “الملايين التي قدمتها مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى المنظمات غير الحكومية ذات الصلة بالإرهاب والمقاطعات ضد إسرائيل”.
وكان أردان قد غرد مؤخرا على حسابه في “تويتر” قائلا: “يواصل الاتحاد الأوروبي تمويل منظمات المقاطعة، وبعضها مرتبط بمنظمات إرهابية، بعشرات الملايين من الشواقل سنويا”.
ونقلت الصحيفة عن موغريني قولها في الرسالة المؤرخة يوم الخامس من الشهر الجاري: “إن الادعاءات بدعم الاتحاد الأوروبي للتحريض أو الإرهاب لا أساس لها من الصحة وغير مقبولة، عنوان التقرير نفسه هو أيضا غير مناسب ومضلل، إنه يمزج الإرهاب بقضية المقاطعة ويخلق حالة من الارتباك غير المقبول في نظر الجمهور بشأن هاتين الظاهرتين”.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يعترض بشدة “على أي مزاعم عن مشاركة الاتحاد الأوروبي في دعم الإرهاب”.
وتابعت موغريني أن “الاتهامات الغامضة وغير المؤكدة تخدم فقط المساهمة في حملات التضليل”.
ويقول مسؤولون في الحكومة اليمينية الإسرائيلية، إن الاتحاد الأوروبي يدعم منظمات غير حكومية إسرائيلية تعارض الاستيطان والاحتلال، ومنظمات غير حكومية فلسطينية ودولية تدعو إلى مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية، فضلا عن دعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS)”.
وفي هذا الصدد، فقد أوضحت موغريني في رسالتها أن الاتحاد الأوروبي لم يغير موقفه فيما يتعلق بحركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (BDS).
وأضافت: “في الوقت الذي يتمسك (الاتحاد الأوروبي) بسياسة التمييز بوضوح بين أراضي دولة إسرائيل والأراضي التي احتلتها منذ عام 1967 (الضفة الغربية وغزة)، فإن الاتحاد يرفض أي محاولات لعزل إسرائيل ولا يدعم الدعوات للمقاطعة”.
وتابعت: “لا يمول الاتحاد الأوروبي الإجراءات المتعلقة بأنشطة المقاطعة، ومع ذلك، فإن ارتبط أي منظمة أو فرد بحركة BDS (حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها) لا يعني ببساطة أن هذا الكيان يشارك في التحريض على ارتكاب أعمال غير مشروعة، أو يجعل نفسه غير مؤهل للحصول على تمويل الاتحاد الأوروبي”.
وتابعت موغريني: “الاتحاد الأوروبي يقف ثابتا في حماية حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات، وذلك تمشيا مع ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي والسوابق القضائية للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”.
وأكملت موغريني: “نأخذ أي ادعاء بإساءة استخدام أموال الاتحاد الأوروبي على محمل الجد، ونلتزم بالتحقيق في كل تلك الادعاءات المستندة إلى أدلة جوهرية”.
وقالت موغريني: “نحن واثقون بأن تمويل الاتحاد الأوروبي لم يستخدم لدعم مقاطعة إسرائيل أو أنشطة المقاطعة، وبالتأكيد ليس لتمويل الإرهاب”.
يذكر أن خلافات إسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي برزت مؤخرا، بعد استدعاء ممثل الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، إثر اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاتحاد الأوروبي بالتدخل في تشريعات إسرائيلية.