المتابعة” تناقش قضايا خان الأحمر والهدم والعنف والملاحقات السياسية وتحيي الشيخ صلاح في مواجهته للمحاكمة الجائرة
بحثت سكرتارية لجنة المتابعة لقضايا الجماهير العربية في اجتماعها الذي عقدته، يوم أمس السبت في الناصرة، سلسلة من قضايا الساعة، التي تواجه المواطنين العرب في البلاد، من جرائم هدم البيوت، والاعتداء على الأوقاف، والملاحقات السياسية للشيخ رائد صلاح وناشطين سياسيين، إلى جانب بحث ظاهرة العنف، وقضية حوادث العمل القاتلة.
جاء ذلك في بيان أصدرته “المتابعة” عممته على وسائل الإعلام اليوم، الأحد.
ودعت المتابعة إلى “أوسع وحدة للشعبي الفلسطيني، ليصد المؤامرة الأمرو صهيونية المسماة ‘صفقة القرن’ ووأدها في مهدها، لكونها تسعى إلى تصفية قضية شعبنا الفلسطيني”.
وقدم رئيس المتابعة، محمد بركة، بيانا حول آخر المستجدات بين اجتماعين للسكرتارية، ودعا إلى “تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى أجندة واضحة، على صعيد مواجهة ظاهرة العنف المجتمعي والجريمة المنظمة”، مشددا على “أهمية دور ذوي الاختصاص المهنيين، والمستوى السياسي الذي يقود المعركة الشعبية”.
وقال بركة، “إننا في هذه الأيام نواجه هجمة متصاعدة على جماهيرنا على مستويات متعددة. إن قضية مقبرة القسام ليست قضية عقارات وأرض، بل هي قضية تحمل في ثناياها ما واجهناه منذ النكبة من مصادرات ومصادرة أوقاف، علينا تحويل قضية مقبرة القسام إلى قضية جماهيرية واسعة، من أجل انقاذ الأرض”.
وتوقفت السكرتارية، بحسب البيان، عند رسالة عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، محمد المدني، حول “مجمل العلاقة بين المتابعة ومركباتها، وبين م ت ف”، حيث خلصت المتابعة إلى “ضرورة الشروع بتنفيذ الاتفاقات بشأن إنهاء فصل الانقسام البغيض، من أجل سلطة وطنية واحدة، وتعزيز مكانة المنظمة، الممثل الشرعي والوحيد لتشمل الجميع، وإجراء انتخابات”. كما رأت المتابعة “ضرورة تنظيم حوار مباشر حول طاولة مستديرة مع لجنة المتابعة”.
واستمع الاجتماع إلى تقارير حول المواضيع المطروحة على جدول الأعمال. فقدم المحاميان عمر خمايسي وخالد دغش، ومعهما المتولين وأعضاء في لجنة الأهالي للدفاع عن مقبرة القسام، تقريرا عن آخر التطورات في هذه القضية، من عدة جوانب.
وقدم رئيس لجنة مكافحة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة المحامي طلب الصانع، بيانا عن الحراك الأخير في عمل اللجنة. وبحث اجتماع المتابعة، “تكليف طاقم من الأكاديميين البارزين لوضع اقتراح علمي لخطة استراتيجية متكاملة، تكون بمثابة خارطة طريق لكل شعبنا ومؤسساته، لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، بعيدا عن الارتجال والتكرار، بحيث يجري وضعها أمام هيئات المتابعة لبحثها وإقرارها”.
وقدم طاهر سيف تقريرا عن قضية هدم البيوت في عارة وعرعرة والمثلث. وقدم رئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، بيانا حول آخر التطورات في قضية الشيخ رائد صلاح، الذي انتقل إلى الحبس المنزلي بعد 11 شهرا في غياهب السجون والعزل الانفرادي.
وقدم رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في الهستدروت، تقريرا مقتضبا حول حوادث العمل، وخاصة في قطاع البناء، حيث الغالبية الساحقة من القتلى والمصابين من العرب، وسط إهمال سلطوي واضح، لمراقبة أماكن العمل. واتضح من المعطيات أن “79% من قتلى حوادث قطاع البناء هم من العرب (47% من الضفة و32% من الداخل) و16% من العمال الأجانب، و5% من الإسرائيليين”. وتبين أن “المعدل السنوي للإصابات في قطاع البناء يصل إلى 20 ألف إصابة”.
وجرى نقاش مستفيض بين المشاركين، في مختلف القضايا التي طرحت على جدول الأعمال.
وقد اتخذ الاجتماع القرارات التالية: “تحذر لجنة المتابعة العليا من المؤامرة الأمرو صهيونية التي تحاك ضد شعبنا، تحت مسمى ‘صفقة القرن’ لتصفية القضية الفلسطينية، وتحيي المتابعة الإجماع الفلسطيني الرافض لهذه المؤامرة، وتؤكد أن وحدة الشعب الفلسطيني بإنهاء حالة الانقسام، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وفق الاتفاقيات التي أبرمت من قبل، كفيل بتعزيز موقف الفلسطيني الرسمي، في رفض هذه المؤامرة، ووأدها في مهدها.
تدين لجنة المتابعة العليا جريمة الاحتلال لاقتلاع عشيرة الجهالين من قرية الخان الأحمر، وهي جريمة تعكس الطابع الوحشي للاحتلال، الذي يمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا على مدار الساعة والأيام والسنين. وتقرر القيام بزيارة وفد من المتابعة الساعة 11 من قبل ظهر يوم السبت المقبل 14 الشهر الجاري.
بعد الاطلاع على الخطوط الرئيسية لآخر التطورات في قضية مقبرة القسام في بلد الشيخ، تؤكد لجنة المتابعة على وقوفها الكامل إلى جانب هذه القضية، وضرورة تحرير الأرض وعودتها إلى الوقف الإسلامي، وتؤكد أن أوقافنا كلها ليست عقارا بل حق لشعبنا. وتواصل المتابعة التنسيق مع طاقم المحامين ولجنة المتولين في هذه القضية. وتقرر القيام بنشاط شعبي جماهيري واسع في أوائل الشهر المقبل، بالتنسيق مع القائمين على هذه القضية.
توجه لجنة المتابعة العليا التحيات الكفاحية للشيخ رائد صلاح، في مواجهته المستمرة لمحاكمته الجائرة، التي تكشف المداولات فيها زيف المزاعم التي تستند اليها المؤسسة الحاكمة، وهي ترى أن خروج الشيخ صلاح من السجن الكامل والجائر إلى حبس منزلي جائر بشروط لا إنسانية، مع تقييدات شديدة إنما هي مؤشرات لانكسار في لائحة الاتهام المرفوضة ضده، ونريدها أن تكون خطوة في الطريق إلى الحرية الكاملة، لكن أن يكون الشيخ بين أهله وناسه وشعبه أعزّ أكرم له ولنا. هنيئا بما تحقق… ونحو ما يجب أن يتحقق: الحرية كاملة.
توجه لجنة المتابعة تحياتها الكفاحية للشاعرة دارين طاطور في محاكمتها الجائرة، والتي تنتظر الحكم عليها في نهاية الشهر الجاري. كما تدين المتابعة استمرار التحقيقات البوليسية والمخابراتية، ضد من تم اعتقالهم في مظاهرة حيفا، في قبل عدة أسابيع، وتطالب بوقف هذه الملاحقات السياسية فورا.
توصي لجنة المتابعة بمواصلة عمل اللجان ذات الشأن في موضوع العنف المجتمعي والجريمة، من اللجنة الخاصة المنبثقة عن لجنة المتابعة، واللجنة المنبثقة عن مؤتمر القدرات البشرية، في سعي لبلورة برنامج وطني اجتماعي في محاولة للجم هذه الظاهرة التي تستنزف مجتمعنا، وسط تواطؤ سلطوي إجرامي، بغض الطرف لترك الجرائم تستفحل أكثر في مجتمعنا. تعبر لجنة المتابعة العليا عن قلقها من سقوط ضحايا في العمل، وبشكل خاص في قطاع البناء، وسط إهمال سلطوي واضح، وعدم اكتراث، وكما يتأكد لنا، بسبب أن الغالبية الساحقة جدا من القتلى والمصابين هم من العمال العرب، ثم الأجانب. وتدعو المتابعة الجماهير الواسعة للمشاركة في الفعاليات الشعبية التي تبادر لها أطر نقابية وعمالية، في محاولة للجم هذه الظاهرة القاتلة”.