درعا، الجنوب السوري… البداية الثانية ؟
صالح لطفي-باحث ومحلل سياسي
صار من نافلة القول الحديث عن أن سقوط درعا سيسدل الستار على الفصل ما قبل الأخير للثورة السورية، وأنَّ القضية أضحت مسألة وقت بعد التفاهمات الدولية التي حدثت في الأسابيع الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل وإيران حول الجنوب السوري الذي كان آخر المناطق التي يمكن أن تستثمر سياسيا لتحقيق حل سياسي مقبول في سوريا ما بعد الثورة. ويبدو أنه كلما تقدمت عساكر الأسد مدعومة من الروس جوا وبرا ومن المليشيات الشيعية المختلفة على الأرض السورية فإنّ الآمال بتغيير سياسي في الأفق القريب والبعيد تتقلص إلى الحدود الدنيا، خاصة مع وجود فاشية طائفية مفضوحة وقوى علمانية استئصالية ترحب بكل قتل لمخالفي النظام الإحتلالي الأسدي، وعمليات تشييع قسرية وتوطين شيعي ايراني فاق تعداده المليونين يسكنون محيطي دمشق وحمص وحلب لخلق خلل ديموغرافي يخدم أجندات إيران الأيديولوجية مستقبلا.
التفاهمات المذكورة غشيتها مجموعة أحداث شكلت رافعة هامة لصالح روسيا التي كان لها الدور الأساس في تخليق بعضها وإماتة البعض الاخرـ فروسيا نجحت مبكرا عبر مخابراتها باقتحام معاقل المعارضة المسلحة في الجنوب، وأوصلت بعضهم إلى سدة القيادة العسكرية ممن يفاوضون هذه اللحظات على الاستسلام للقوات السورية والقبول بالدخول في صفقات المصالحة – المصالحة تعبير حكومي روسي مخفف عن الهزيمة المطلقة- ونجحت في خلق حالة من المساومات مع بعض العشائر والقبائل مقابل عدم تعرض قراهم وعشائرهم للقصف والإبادة والاعتقالات والتقدم للمحاكمات- عمليا لم تف روسيا بأي وعد اتفقت فيه مع المعارضة المسلحة-، بل تواطأت مع النظام فاعتقلت الآلاف من السوريين تحت لافتة مكافحة الارهاب وفقط ليعلم القارئ الكريم والقارئة الكريمة فقد وصل عدد المسجونين والمفقودين في سجون الأسد الإبن، نحو مليون ونيف من السوريين، وعدد مماثل من الشهداء وعشرة ملايين من النازحين واللاجئين، ونجحت وبالتنسيق مع الولايات المتحدة في وقف المساعدات العسكرية لقوى المعارضة المختلفة التي كانت تتحصل على أسلحة من دول الخليج وتركيا. ومنذ عام 2014 كما تشير مراكز أبحاث مطلعة على الشأن السوري بشقيه الثوري المقاوم والرسمي، فإنَّ حركات المقاومة لم تتلق أي مساعدة مالية أو عسكرية من أي طرف عربي أو غير عربي، بل إن ما عرف بغرف التنسيق الأمني التي ظهرت عام 2013 مباشرة بعد الانقلاب الدموي العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي، جاءت لضبط إيقاع الثورة السورية وحرف الثورة عن مسارها التحرري من بطش الأسد وزبانيته، لصالح حرب داخلية بين المكونات المختلفة للمعارضة المسلحة التي أقيم قسم منها بتواطؤ مخابراتي راح فيها ضحايا أكثر مما سقط في المواجهات مع النظام والمليشيات الشيعية وفرق القتل الروسية، وهو ما جعل الأمور تلتبس وتختلط بعضها على بعض، وفي حالتنا ما عادت الرؤية صحيحة والموقف صحيح، وما تم من خلال ما سمي مجموعة “أصدقاء سوريا” هو الانتقال من طور مناصرة الثورة إلى تجريمها واتهامها بالإرهاب، ومن ثم الانتقال للعمل والتنسيق مع نظام بشار الأسد لمحاربة الإرهاب.
لقد اعتبر بشار كل من خرج عليه إرهابيا، وبناء على هذا التوصيف الأسدي فإن كافة السوريين المعارضين له تحولوا وفقا لتعريفاته وتصوراته في كيفية إدارة الصراع إلى حواضن للإرهاب يجوز تقتيلها وتدميرها ووفقا لهذا المنطق تم استحلال الدم السوري عموما والسني خصوصا، والتضحية بملايين السوريين ومن ثم العمل حتى هذه اللحظات على تأهيل مجرمي الحرب باعتبار أن الحفاظ على الموجود أفضل من الفوضى والدخول في المجهول.
لقد أفضت التحولات الجذرية منذ عام 2013 وبشكل متسارع منذ عام 2015 إلى الكشف الفاضح عن جذر العلاقة الخبيث بين الرأسمالية الإمبريالية الأمريكية ونظم الاستبداد العربي من جهة والعلاقات بين روسيا وإيران من جهة، وروسيا وإسرائيل من جهة أخرى، لنتأكد أن مهمة الجميع الحيلولة دون نجاح الثورة السورية وإجهاضها إمعانا في تدمير النفسية العربية السنية الساعية للانعتاق من الذل السلطوي والخذلان السياسي والعسكري والتحرر من ذل قيود أنظمة فاسدة حارسة على بوابات إسرائيل البرية، وقد عزز هذه السياسات سياسات التآمر على حق أهل السنة في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن للانعتاق من النظم الشمولية الإستبدادية، والدور الروسي المباشر المتواطئ مع الولايات المتحدة منذ عهد أوباما وإلى هذه اللحظات. فهل كنا خلال هذه السنوات العجاف التي عاشها السوريون أمام عملية تقاسم أدوار داخل نادي الكبار يحول دون تحقيق الثورة مهامها العليا ولو على أشلاء ملايين السوريين من مهجرين ومقتولين كجزء لا يتجزأ من صراع الحضارات القائم بين الصليبية اللاتينية بمكوناتها الغربية الكاثوليكية والإنجيلية المسيانية والبروتستانتية والأرثوذكسية الروسية ضد الإسلام كدين ومكون وحضارة؟
نظام ممنوع من الصرف
يعتبر نظام الأسد في كل ما يجري على الأرض السورية منذ صيف عام 2015 مفعول به وفي أحيان كثيرة ممنوع من الصرف فقد وقع أمره بين التطييف الشيعي الإيراني واستحقاقاته المالية والاستراتيجية لبقاء المجال مفتوحا لدعم لوجستي إيراني لحزب الله وبين القوات الروسية، بشرطتها العسكرية ووحداتها الخاصة ومخابراتها وهيئة أركان حربها التي تدير الحرب والمفاوضات من قاعدة حميم. وقد حددت موسكو إيقاع اللعبتين العسكرية والسياسية فيمن تحارب ومع من تتفاوض ومتى وكيف وذلك بفضل ضخامة الإمكانيات التي وضعها بوتين في سوريا.
كان من ضمن شروط بوتين التي أملاها على المجتمع الدولي إعادة النظر في الموقف الأممي من بشار الأسد كرئيس ومن المؤسسات الحاكمة وكانت النتيجة بعد مرور أكثر من عامين على طرحه هذا إقرار أممي ببقاء الأسد رئيسا لاجتماع عدد كبير من المصالح الإقليمية والدولية والتحسب الأممي من أن تؤدي النتائج النهائية لمسارات هذه الحرب إلى تهديد مباشر لإسرائيل وهو ما لن تسمح به الدول الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا، ولذلك خلقت معادلة في سوريا من شقين الأولى تتعلق بمصالح روسيا المباشرة والثانية تتعلق بمصالح إسرائيل المباشرة. ومن هذه المصالح على سبيل المثال لا الحصر إستعادة الديون المتراكمة على سوريا منذ العهد السوفيتي، ومنها الاستحواذ على إعمار سوريا بعد دمارها ومنها الاستثمار في النفط والغاز الطبيعي، ومنها الاستقرار النهائي للقواعد العسكرية الروسية التي تتمدد باستمرار على البحر المتوسط السوري، والثاني البحث عن أكثر السبل إفادة لتحقيق أقصى قدر ممكن من مصالح إسرائيل وهدوء حدودها الشمالية.
تلخص المعارك الجارية في الجنوب السوري وفي القلب منها درعا ومحيطها أننا أمام عمليات مشابهة لتلك التي جرت في حلب والغوطة الشرقية فالحرب الدائرة يديرها الطيران الروسي الذي يسحق بماكنته الجبارة كل ما يعارضه وفي الأرض قوات ميلشيوية شيعية وقوات من جيش النظام ومعها قوات روسية تتقدم ببطء شديد في الحواضر الجنوبية وهذه معركة قد تطول وقد تقصر بحسب حجم المؤامرات التي تفعل هذه اللحظات على المعارضة المسلحة والصفقات التي تتم في أنحاء مختلفة من الجنوب السوري. يحسب للروس أنهم اخترقوا قوات عسكرية موالية وفاوضوها على البقاء مقابل الاستسلام وتسليم كل ما تملك من آليات وعتاد. لقد شردت المعارك حتى هذه اللحظات 370 الف من ابناء الجنوب- من مجموع750 الف نسمة- وكلهم من العرب الأقحاح السنة وأضحت حالهم على الحدود الاردنية في غاية السوء تنذر بما حلَّ بأهل الشمال السوري على الرغم من المواقف الأردنية الكريمة.
في مطالع عام 2015 خاطب بشار الأسد برلمانه وكبار قياداته العسكرية والمدنية خطابا صادما مفاده أنه يفقد البلاد والحواضر الكبرى رغم دعم مطلق من إيران وميلشياتها المختلفة بما فيها حزب الله، وفي صيف نفس العام توجه بشار طالبا المساعدة من روسيا بوتين التي وجدتها فرصة تاريخية لإعادة الاعتبار لروسيا من جهة ولتحقيق مآرب استراتيجية في المنطقة من جهة أخرى بعدئذ ذاق على جلده تواطؤ الدول الأوروبية الغربية والولايات المتحدة على روسيا في المسألة الليبية، وإخراجهم موسكو منها خالية الوفاض. وافق بوتين على دعم نظام الأسد ودخل بقواته وفق خطة وضعتها الحربية الروسية أدت الى قلب الموازين في الساحتين السورية والشرق أوسطية، فعودة الروس كانت قوية جدا ومدمرة واتبعت النهج الغروزني في التعامل مع المعارضة المسلحة وسياسات الأرض المحروقة مع الحواضر الكبرى، واعتبرت سقوط المدنيين بأعداد كبيرة أداة من أدوات ضغطها على هذه المعارضة على قاعدة الإثخان والاستسلام: “كلما أثخنت قتلا في المدنيين كلما أحرجت المعارضة وجعلتها ضعيفة امام أعين المدنيين والعسكريين المحاربين معهم من جهة ورفعت معنويات جيش النظام وميلشياته من جهة اخرى، وملكت مساحات عمل سياسي اكبر من جهة ثالثة”، فالروس أداروا المعركة مع المعارضة من ألفها الى يائها وهذا الامر ادى بطبيعة الحال في ظل الصمتين العربي والدولي مما يجري على أرض سوريا الى هروب الملايين وقتل أكثر من مليون واختفاء واعتقال عدد مماثل وكانت روسيا في كل حربها تتزود بآلة بطش قاتلة وجهاز إعلامي، وشبكة مخابرات دفعت بها داخل سوريا وتغلغلت بين المعارضة بشقيها المدني والعسكري، وتسلحت بحق النقض الفيتو أمميا، وهذا كله جعل منها الرقم الصعب والمحور الأساس في تداخلات وتداعيات الملف السوري، وهي بالاتفاق مع تركيا وإيران من قررت مصطلح مناطق تخفيض الصراع والذي في حقيقته العسكرية السياسية يمثل الاستفراد بمناطق المعارضة المسلحة الواحدة تلو الأخرى، وهذا ما أوصلها إلى المحطة قبل الأخيرة، محطة درعا منطلق الثورة وشراراتها الأولى بما تملكه من رصيدين معنوي ومادي.
ليس عبثا أن وُضِعَت وتركت درعا في أواخر ملفات الصراع فانتهاؤها يعني انتهاء ملف الثورة السورية نهائيا وانتهاؤها بإحكام سيطرة النظام عليها بناء على توافقات روسية أمريكية، يعني تمكين روسي في المنطقة بموافقة أمريكية، فسوريا كانت استراتيجيا عنبر العودة القوية النافذة الصادمة لمنطقة الشرق الأوسط ومنافسة قوية للنفوذ التاريخي الأمريكي، وعودة صاخبة للمياه الدافئة التي حرموا منها في ليبيا.
الحاضر ثمرة الخوف من عودة الماضي.
الراهن العربي الذي نعيش هو ثمرة علاقات دنسة بين النظم المستبدة والغرب وروسيا والصين، فالقوى العظمى اليوم مجمعة على الحيلولة دون عودة العرب إلى ماضيهم التليد خاصة وأنهم يملكون من الإمكانيات المادية والفكرية والمهنية والحضارية ما يمنحهم حق هذه العودة وهذا يعني في مفهوم النظام العالمي الجديد الذي تأسس بعد انهيار السلطنة العثمانية وتطبيق سايكس بيكو انتهاء عصر دول ما بعد الحرب العالمية الأولى وهذا ما لن تسمح به هذه القوى وهي التي تملك ما لا يملكه المشرق والمغرب العربيين من إمكانات وإبداعات.
لا ينتطح عنزان أن الربيع العربي ما جاء إلا بعد نفاذ صبر الجماهير على فرط وغلول ملوك ممالك الموز وعلى رؤساء جمهوريات الموز العربية التي صار الفساد فيها أساس الحكم وتراجعت أحوال الناس والعامة إلى أسفل سافلين على كافة المستويات ابتداء من لقمة العيش والحياة الكريمة وانتهاء بكرامة الإنسان، وما كانت هذه الثورات لتحدث لولا أنها وصلت لحظة الغليان الشعبي-الجماهيري بيدَّ أنها كانت تفقد الموجه والمحرك والزعيم لذلك قفز عليها من قفز من المتسلقين، وحال دون إتمام دورها الطبيعي أموال ممالك العرب والمد البشري المضاد القادم من دول مختلفة تحت لافتات الفتنة الكبرى؛ فتنة الطائفية والعرقية، والفتنة الصغرى؛ فتنة العلمانيين والإقصائيين ممن يعتقدون أنهم هم المثقفون والواعون والفاهمون، ومعهم فتنة علماء الشريعة الذين يتسولون ابواب الملوك والزعماء فكان ما كان من سقوط للربيع ما زالت تداعياته الى هذه اللحظات وما سبب ذلك كله إلا خوف الغرب الصليبي من أن يستأنف العرب، دورتهم الحضارية الإسلامية بتأسيس عالمية إسلامية ثانية تنهي الهيمنة الغربية على هذا العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى وشروعها بالسيطرة عليه عبر ما يسمى المنظمات الدولية وفي مقدمتها عصبة الأمم ومن ثم الأمم المتحدة، فكان لا بدَّ من تفعيل من تمّ تربيتهم في محاضن الغرب الصليبي من سياسيين وعسكريين ومثقفين وأكاديميين، لإعلان حرب لا هوادة فيها على هذا الربيع ولو تطلب الأمر قتل عشرات الملايين، فملوك ممالك الموز تمول الانقلابات المضادة، والمحميات العسكرية “الجمهوريات” تدفع بمادتها البشرية من جنود ومليشيات وعسكر وموالين إلى أتون المعارك مهما طالت، فالمهم أن تنتهي هذه الجولة بالانتصار ولو بالنقاط لصالح مشروع الهيمنة الغربية الصليبية فبوتين تدغدغه أحلام العودة للقيصرية الرومية المشرقية، وترامب تدغدغه أحلام الالفية الثالثة والانتصار النهائي والمطلق للمسيحية الإنجيلية بعودة المسيح وحكم العالم منطلقا من “أورشليم”، والفرس تدغدغهم أحلام يقظة عودة كسروية بلباس علوي يتلفع المظلومية الحسينية، والصهيونية تحلم ببقاء دولتهم، والمستبدون العرب ممن لا حول لهم ولا قوة متواطئون على شعوبهم يظنون أنه ببقاء هذه القوى المعادية للأمة الإسلامية سيبقون، لذلك ينفذون كل ما يطلب منهم، وقد كان من تجليات هذه النقاط نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة أبدية لإسرائيل والاعتراف بالضفة الغربية “يهودا والسامرة” مناطق إسرائيلية إلا ما يتفق عليه، وما يسمى صفقة القرن.
المآلات المتوقعة.
في ظل التعنت الروسي الرافض لأي حلول تقدمت بها الفصائل المقاتلة بما فيها تسليم السلاح الثقيل، إلا بإعلانها عن الاستسلام التام وتقديم من وقف ضد النظام للمحاكمة ورفع الراية البيضاء، بمعنى كسر شوكة وكرامة وتحويل أهل الجنوب إلى أشلاء بشرية فإن احتمالات الصدام بكل جبروته، أضحت أكبر بكثير فقد نجم عن اتفاق روسيا واسرائيل بموافقة أمريكية تم فيها تجاوز الأردن ومصالحه فيها، وموافقة سوريا على بنود هذا الاتفاق الذي يتضمن موافقة إسرائيلية لتواجد عسكري للنظام على الحدود مع إسرائيل ومعه أسلحة “محددة ” وإبعاد الايرانيين عن الحدود نهائيا إن فتحت الأبواب لحرب شاملة روسية-سورية- شيعية مليشيوية على الجنوب وهو ما سيؤدي إلى نزوح كبير للسكان- نزح حتى كتابة هذه المقالة قرابة 400 ألف مواطن باتجاه الحدود الأردنية والجولان- وتهديد روسي بتدمير درعا نهائيا، وواضح أن حربا غير متكافئة ستدور رحاها في الجنوب حتى الرمق الأخير وهو ما يعني أن هذه المنطقة ستشهد مذابح ومجازر ستفوق حلب وحمص، ففي مقابل إسقاط درعا كرمز خالص للثورة ومبتدأها ومنطلقها وسحق الثورة وتشريد أكثر من نصف السكان،سيتم إطلاق عنان إيران لنشر التشيع على غرار ما تفعل هذه اللحظات في ريفي حمص وحلب حيث تمنح العائلة السنية المتشيعة عشرة آلاف ليرة شهريا ويتم التعامل مع السكان أنهم إرهابيون وفقا للمنطق الروسي-السوري وهو ما يعني بقاءهم تحت أعين المخابرات والعسكر، وفيما ستبقى الولايات المتحدة في شرقي سوريا ترقب الأحداث عن قرب وتقرر إيقاع السياسات العامة. بعدئذ ضمنت أمن اسرائيل المطلق تنتظر سبل تطبيق الفيدرالية في سوريا على غرار العراق، حيث يتم من خلال هذه الفدرلة التحكم المطلق بمن تبقى من أهل السنة، تماما كما يحدث هذه اللحظات في العراق. وفي حالة اعتراض السنة على هذه السياسات والمنهج فلافتة التهديد بالإرهاب قائمة، ومن سيمول قتلهم من ممالك الموز موجودة ومن سيباشر القتل من عرب الجمهوريات موجود.
بسبب الطبيعة النفسية لساكنة الجنوب من ساكنة حوران ودرعا وبصرى الشام والقنيطرة، وغيرها فإنهم قد يتقبلون الخسارة لكنهم بالقطع لن يستكينوا لها وهذا ما يجعلني أشير إلى أن حوران ودرعا والجنوب ستكون البداية الثانية للخلاص من الاستبداد الروسي-الشيعي-العلوي –الأسدي.