المجلس الإسلامي للافتاء: تخصيص زيارة المقابر يوم العيد لا ينسجم مع مقاصد العيد الشرعية والاجتماعية
جرت عادة النّاس بعد صلاة العيد التّوجه للمقابر لزيارة موتاهم من باب المواساة لأنفسهم وتهدئة نار الفراق في صدورهم .
وبخصوص الحكم الفقهي لهذه المسألة نقول :
إنّ تخصيص زيارة المقابر بيوم العيد وإن كان قد قال به طائفة من أهل العلم كما جاء في بعض كتب فتوى السّادة الشافعية والحنفية وروي عن بعض السّلف فعله ولكن ليس هذا هو الهدي المأثور عن السّلف الصالح رضوان الله عليهم .
وممّا يؤكّد ذلك ما ورد في صحيح البخاريّ عن البراء بن عازب مرفوعاً :
” إنّ أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلّي ثمّ نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب .. ” .
فلم يذكر من أعمال العيد زيارة المقابر .
لذا فالأحوط والأولى عدم تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر لئلا يعتقد أنّ له مزيد خصوصية أو فضيلة في السنة .
ولئلا يخرج العيد عن مقصوده الشرعيّ من إظهار للفرح والسّرور كما هو مشاهد على أرض الواقع من البكاء وتجديد الأحزان على المقابر يوم العيد ومنعاً للإختلاط .
– وممّا يؤكّد عدم استحباب تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر أنّ أكثر من يقوم بزيارة المقابر يوم العيد هي النساء .
وقد كره أكثر أهل العلم زيارة المرأة للمقابر بل بعضهم حرّم ذلك ويتأكد المنع باتفاق الفقهاء إذا كانت المرأة في عدة ( طلاق / وفاة ) وخرجت من البيت لهذا الغرض وهو زيارة المقابر .
المجلس الإسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني
29 رمضان 1439 ه