وفد من عارة والظهرات يحمل المعونات للاجئين السوريين في ولاية “اورفا” التركية
مساعدات مالية للاجئين في المغارات والخيام وكفالة “مخيطة” لتشغيل الأرامل
طه اغبارية
ضمن نشاطات حملة “الجسد الواحد” لدعم وإغاثة اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية، أنهى وفد من قرية عارة والظهرات يضم الشيخ نضال أبو شيخ والسيد محمد أحمد مصاروة، مؤخرا، جولته في ولاية “أورفا” التركية، حيث أشرف على توزيع المعونات التي جمعت خلال حملة “الجسد الواحد” للاجئين السوريين (يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الولاية نحو 500 ألف لاجئ)، وذلك بالتعاون مع جمعية “القلوب الرحيمة” في الداخل الفلسطيني، وبالتنسيق مع جمعية “عطاء” الخيرية التي رافقت الوفد في جولته على مناطق تواجد اللاجئين وأطلعته على العديد من الحالات الإنسانية والمشاريع الخاصة باللاجئين والتي تحتاج إلى الدعم الفوري.
سكان المغارات والخيام!!
وكانت المحطة الأولى للوفد في إحدى المناطق التي ضاقت فيها الدنيا على اللاجئين السوريين وسكنوا المغارات، نجاة بعائلاتهم من بطش ميليشيات الأسد، وقدّم الوفد مساعدات مالية عاجلة للاجئين السوريين في المغارات، ووقفوا على حجم معاناتهم جراء التهجير والبطش.
كما زار الوفد لاجئين سوريين يعيشون في الخيام على الحدود التركية السورية في ولاية “أورفا”، وجرى توزيع طردين غذائيين على كل عائلة من عائلات اللاجئين في هذه الخيام، وقد عبّر أعضاء الوفد عن بالغ تأثرهم من المأساة التي يعيشها اللاجئون في تلك الخيام.
وفي محطة أخرى من محطات وفد عارة والظهرات، تم تقديم مساعدات مالية لعدد من العائلات السورية التي تعيش في بيوت مستأجرة، كما شملت زيارة الوفد، في محطة أخرى، الالتقاء بعشرات الأيتام السوريين وأهاليهم، ونظم لهم برنامج حافل اشتمل على وجبة إفطار في أحد المطاعم الفاخرة، وساعة ترفيهية للعب على ألعاب مدفوعة الثمن، كما تلقى كل طفل يتيم قسيمة شراء من أحد المجمعات التجارية في المنطقة.
المطبخ المتنقل
وفي إشراقة أخرى من إشراقات الخير التي حملها وفد عارة والظهرات، إلى اللاجئين السوريين، فقد ساهم الوفد في مشروع “المطبخ المتنقل”، والذي تنفذه جمعية “القلوب الرحيمة” في الداخل الفلسطيني، والمشروع عبارة عن شاحنة متنقلة، تحمل معدات للطبخ وتجوب المناطق التي يتواجد فيها اللاجئون السوريون، ويقدم المشروع نحو 600 وجبة يومية للعائلات السورية، خلال شهر رمضان المبارك، وأفاد القائمون على هذا المشروع، في أنه سيستمر على مدار السنة ولن يكون مقتصرا على شهر رمضان.
كفالة “مخيطة” لتشغيل الأرامل وإعالة الأيتام
إلى ذلك تبنى وفد قرية عارة والظهرات، مشروعا لتشغيل الأرامل السوريات بهدف مساعدتهن في إعالة أولادهن، وهو عبارة عن “مخيطة” تكفل بتمويل نفقاتها الوفد، بحيث تشرف جمعية “عطاء” على هذا المشروع وتقوم بتوفير فرص عمل للأرامل من النساء السوريات، كما ساهم وفد عارة والظهرات في حملة إغاثة ومساعدات مختلفة إلى النازحين السوريين من منطقة الغوطة الشرقية في الداخل السوري، وستقوم جمعية “عطاء” بالتعاون مع جمعية “القلوب الرحيمة” بتقديم تلك المساعدات إلى اللاجئين.
“من نكبة شعبنا إلى الشعب السوري”
عضو وفد الإغاثة من “عارة والظهرات” إلى اللاجئين السوريين في ولاية “أورفا” التركية، الشيخ نضال أبو شيخة، تحدث لصحيفة “المدينة” عن الزيارة والانطباعات التي تركتها لديه في بعدها الإنساني كونه ابن الشعب الفلسطيني، الذي يعاصر النكبة، لكنه عاصر نكبة الشعب السوري ومأساته مع اللجوء والتهجير القسري.
وقال أبو شيخة: “ما رأيناه من مآسي لدى إخواننا السوريين، جعلنا نتذكر ما حكاه لنا آباءنا وأجدادنا عن نكبة شعبنا الفلسطيني وجراحه التي لا زالت تنزف، ويعجز اللسان فعلا عن وصف المأساة بكل أبعادها النفسية والإنسانية وأثر ذلك على إخواننا السوريين، ولو زارت لجان “حقوق الحيوان” مناطق لجوء السوريين في المغارات والخيام، لأشفقت على غير البشر في تلك المناطق، فكيف إن كان اللاجئون من إخواننا السوريين يعيشون تلك الأوضاع المأساوية”.
وأكد أن زيارة وفد الداخل الفلسطيني، من عارة والظهرات، كان فيها العزاء الكبير للأهل السوريين، حيث أن أهل نكبة فلسطين، بكل جراحها، يهبون لإغاثة إخوانهم من اللاجئين السوريين.
ولفت الشيخ نضال أبو شيخة إلى أن حجم التبرعات التي قدّمها الأهل في عارة والظهرات، لإخوانهم السوريين، تجاوز الـ 200 ألف شيقل، كان فيها البركة والخير الكثير، ما خفّف من معاناة اللاجئين ورسم البسمة على شفاه أطفالهم.
وتوجّه أبو شيخة بالشكر الجزيل لأهالي عارة والظهرات وقال: “نشكر أهلنا على ثقتهم الكبيرة بالأخوة الذين أشرفوا على هذه الحملة، فبارك الله بأموالهم وصدقاتهم، ونسأل الله تعالى أن نكون قد أدينا الأمانة لمستحقيها، كما أشكر الأخوة في جمعية “القلوب الرحيمة”، على مشاريعهم الإغاثية والإنسانية، سواء في فلسطين او تركيا حيث إخواننا من اللاجئين السوريين، ونسأل الله تعالى أن يعجّل بنصر أهلنا في الشام، وأن يعودوا الى ديارهم قريبا بإذن الله تعالى”.