أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

واشنطن بوست: لا منتصر في الأزمة الخليجية .. ربما إيران

في الأزمة الخليجية الحالية لا يوجد أي رابح سوى إيران على ما يقول إيشان ثارور في صحيفة “واشنطن بوست”. وقال إن عام كاملا مضى منذ أن فرضت السعودية والإمارات العربية المتحدة مقاطعة إقليمية ضد قطر. ففي الخامس من حزيران (يونيو) 2017 قامت الدولتان إضافة لمصر والبحرين بقطع العلاقات مع الدوحة أدت إلى انطلاق أزمة مستمرة وأدت إلى هز الوضع القائم في الخليج وأربكت إدارة الرئيس دونالد ترامب وخلقت خطوط صدع جديدة في الشرق الأوسط. ويقول الكاتب إن الخلاف متجذر في التناحرات الشخصية بين العائلات الحاكمة في الخليج وكذا النزاع الأيديولوجي الأوسع بالمنطقة. فالرياض وأبو ظبي اتخذتا موقفا معاديا من الإستقلالية التي تميزت بها السياسة الخارجية القطرية وشجبت تمويلها للمؤسسة الإخبارية،الجزيرة واتهمتها الدوحة بتمويل التطرف في أجزاء عدة من العالم.

ورفض القطريون هذه الإتهامات وتجاهلوا قائمة المطالب التي وصلت إليهم عبر الوسطاء الكويتيين. وعوض الإحتياطي الكبير من ثروة الدولة من موارد النفط من الإرتباكات التي تسبب به إغلاق حدودها البرية. ولمنع انقطاع إمدادات الطعام قامت قطر بفتح طرق إمدادات جديدة عبر عمان وطلبت المساعدة من دول مثل تركيا وإيران. وقامت في الوقت نفسه بحملة علاقات عامة لمواجهة الجهود التي يقوم بها الطرف المعادي. يرى الكاتب أن المفهوم العام الآن وبعد عام الحصار هو أن السعودية والإمارات ليس لديهما الكثير لإظهاره من نتائج حصار عام كامل. وفي الوقت الذي صفق فيه الرئيس دونالد ترامب للمواجهة مع قطر إلا أن إدارته قررت أن تتخذ لاحقا موقفا محايدا. ودعت واشنطن للمصالحة واحتفظت بعلاقات جيدة مع القطريين الذين يستضيفون أكبر وأهم قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وحاولوا تجنب الإنتقادات الحادة لتصرفاتهم السابقة من خلال سلسلة من الإجراءات لمواجهة تمويل الإرهاب. وخففت قطر من دعمها التكتيكي للجماعات الإسلامية في سوريا وغيرها من المناطق. ويشير الكاتب هنا لما كتبه حسن حسن في “فورين بوليسي” أن المعايير الجديدة لا تعبر عن تحول استراتيجي كبير في السياسة لكنها منحتها مصداقية ضد ناقديها في الغرب. وكتب سلطان بركات، من جامعة يورك في موقغ الجزيرة “التزمت قطر طوال الأزمة الأخلاقية العليا من خلال اللجوء للإنتقام وتبنت دبلوماسية هادئة واتبعت القانون الدولي بحذافيره بشكل أدى إلى تحول الرأي العام لصالحها”.

وكتب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في صحيفة “نيويورك تايمز″ “حصار قطر- الذي قام على مزاعم كاذبة كما ينظر إليه وبشكل واسع – أثر على استقرار الشرق الأوسط”. وقال: ” وأصبح من الواضح الآن أن لا “رابحين” في النزاع وحان الوقت لأن تتخلى دول الحصار عن وهم النصر ومنح الأولوية للمصالح الأمنية لكل الشرق الأوسط وإنهاء الحصار”. إلا أن المواجهة ليست قريبة من النهاية. ويبدو أن السعوديين والإماراتيين راضون عن الوضع الحالي ومواصلة الحصار لأمد طويل. ويصف السعوديين القطريين بأطفال مدرسة خرحوا عن السيطرة ويجب ضبطهم. ويرى القطريون أن السعوديين يريدون منهم التبعية الكاملة. ومع أن المواجهة العسكرية قد تلاشت لكن حربا على الإنترنت اندلعت عبر جيش من الذباب الألكتروني والبوتس. وخاضت السعودية وقطر هذا الأسبوع حربا كلامية بشأن محاولات الدوحة شراء أنظمة دفاع جديدة من فرنسا وروسيا حيث هدد السعوديون بعمل عسكري ورد القطريون بالدفاع عن سيادتهم. وأدت الأزمة لإعادة تشكيل مجلس التعاون الخليجي حيث اتخذت الإمارات والسعودية موقفا صقوريا ومتشددا في السياسة الخارجية كما بدا في حرب اليمن. كما كتب جون كامبريل في “أسوسيتدبرس″ .

وأشار للعلاقة القوية والمتنامية بين ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، 56 عاما وولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان. أما البحرين التي تعتمد على المال والمساعدات السعودية فقد رمت بثقلها وراء الرياض وأبو ظبي. وفي الوقت الذي تجاوزت فيه قطر الحصار إلا أن طوله ستكون كلفته عالية عليها بشكل يعرض الترتيبات التي تقوم بها لاستقبال مباراة كأس العالم 2022 للخطر. ويرى فراس مقصد، مدير مؤسسة الجزيرة العربية المقربة من السعودية في واشنطن “ما هو واضح ان ضرر أصاب سمعة كل الأطراف لكن الثمن المالي والسياسي سيقع على قطر وبطريقة غير متناسبة” مضيفا ان الحفاظ على الحصار ستكون كلفته قليلة على السعودية وحلفائها وليس قطر. وبالنسبة لواشنطن فالأزمة تعتبر صداعا لا تسعى إليه. وكما كتب جيرالد فييرستين، الدبلوماسي المخضرم والزميل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن فالأزمة “همشت مجلس التعاون الخليجي كمنظمة فاعلة يمكن أن تعمل معنا” وقال إن الأزمة “كشفت عن انقسامات” و “تستطيع إيران استغلالها”.

وفي الوقت الحالي لا تزال خيارات قطر مفتوحة حيث قال وزير دفاعها ان قطر لن تشعل حربا ضد إيران بشكل يثير أسئلة حول قدرة الولايات المتحدة شن حرب ضد الإيرانيين من قطر. وقال مايكل غرينوولد، الملحق المالي السابق في قطر والكويت لموقع بلومبيرغ “إيران هي المنتصر الوحيد” ويضيف أن الدينامية الجديدة هي أهم مظهر مثير للقلق من المواجهة. وكشفت الأزمة عن اختلاف السياسة القطرية عن تلك في السعودية والإمارات. فلطالما حنقت هاتان الدولتان على دعم قطر للحركات الشعبية في العالم العربي. وكما كتب حسن حسن فإن الدوحة تستطيع تقديم نفسها كداعمة للحركات والقضايا الشعبية في العالمين العربي والإسلامي بدلا من التركيز على المكاسب الذاتية. وفي العالم العربي ينظر الناس وبشك متزايد للإمارات والسعودية ومن معهما كمؤامرة ديكتاتورية وقفت وبشكل دائم ضد انتفاضات العرب عام 2011.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى