علمياً.. القلق يضعف عظام السيدات
لأول مرة، توصلت دراسة حديثة إلى أن القلق والتوتر يزيدان من خطر إصابة المرأة بضعف وهشاشة العظام، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
سبب هشاشة العظام
إن السبب الرئيسي وراء إصابة النساء بهشاشة العظام، بنسب أكبر بكثير بمقارنة بالرجال، هو هبوط الاستروجين بعد انقطاع الطمث، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض كتلة العظام.
إن هذه العملية حتمية، وتبلغ أقصى درجات حدتها في الغالب لأسباب وراثية. لكن دراسة إيطالية جديدة توصلت إلى وجود علاقة بين مستويات القلق لدى النساء وقوة عظامهن.
وتؤثر الاضطرابات بسبب القلق وترقق العظام بشكل غير متناسب على النساء في جميع أنحاء العالم، مع إصابة 33% من النساء بما سبق الإشارة إليه أعلاه.
ولكن حتى لو لم يتم التعامل معها كحالة طبية، فإن المستويات الشائعة من القلق والإجهاد يمكن أن يكون لها تأثيرات قابلة للقياس وضارة بالجسم.
الكورتيزول مزايا وسلبيات
يقوم الجسم بإفراز هرمون يسمى الكورتيزول، تحت الضغط وحالات التوتر. ويساعد هذا الهورمون أجسامنا جزئياً على التماشي مع الاستجابة لدافع “القتال أو الهرب”، كما يحقق التوازن بين احتفاظنا بالسوائل، وضغط الدم، مع كبح جماح عمليات الجسم الحيوية الأقل أثراً، مثل عملية الاندفاع وراء الرغبة الجنسية.
ولكن يقع اللوم أيضاً على الكورتيزول في ارتفاع السكر في الدم، وكذلك ضغط الدم، وانخفاض الرغبة الجنسية، وحب الشباب. فضلاً عن أنه يزيد من مخاطر السمنة لدى الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المزمن.
وتعد تلك من الآثار الجانبية الفسيولوجية الأقل للتوتر، إلا أن الباحثين في مستشفى ميسينا الجامعي رجحوا ارتباطه بكثافة العظام بشكل أكبر.
خطر التعرض للكسر
من جهته، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور أنطونيو كاتالانو، في تصريح لموقع “MedicalXpress” إن “تقييمنا العلمي هو أن النساء المصابات بالقلق يكن أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات صحية سيئة، مثل التدخين أو سوء التغذية”، مشيراً إلى أنه “علاوة على ذلك، يمكن اعتبار التأثيرات السلبية لهرمونات الإجهاد على وضع العظام هو بمثابة مؤثر يؤدي إلى زيادة خطر الكسر”.
وأجرى كاتالانو وفريقه البحثي دراسة صغيرة، جديدة من نوعها، شملت 200 امرأة، تجاوزن سن اليأس، وبمتوسط عمر 68 عاماً.
تغيرات درامية
عندما تمر المرأة بسن انقطاع الطمث، يحدث في جسمها عدد من التغيرات الدرامية، بسبب هرمون الاستروجين. ومن المعلوم أن عظام المرأة تنضج بشكل تام في حوالي سن الثلاثين. غير أنه بعد انقطاع الطمث، تبدأ العظام في الانهيار بسرعة أكبر من أية خلايا عظمية جديدة يتم إنتاجها بالجسم.
ويلعب الاستروجين دوراً مهماً في عرقلة عملية تعرف باسم ارتشاف العظام، تتحلل بسببها الخلايا العظمية إلى الأجزاء المركبة، بينما يقوم الدم بامتصاص المعادن المتبقية.
الاستروجين وسن اليأس
وبمجرد أن يكون هناك نقص في هرمون الاستروجين، الذي يدافع عن العظام، تتزايد سرعة وسهولة انكسار العظام.
إن النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام في فترات الدورة الشهرية المتكررة، يصبحن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام. ويعتقد معظم العلماء أن هذا يرجع إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لديهن.
لكن فريق الباحثين الإيطالي افترض أن هذا قد لا يكون السبب الوحيد الذي يسهم في تباين نسب مخاطر هشاشة العظام بالنسبة للنساء، بعد سن اليأس.
كسور الورك
كما وجد الباحثون أن النساء اللواتي لديهن مستويات عالية نسبياً من التوتر والقلق كن أكثر عرضة لخطر الإصابة بكسور عظمية بنسبة 4% خلال فترة 10 سنوات.
وكانت كسور الورك أكثر شيوعاً بنسبة 3% في المجموعة التي تعاني من القلق، واللاتي كن يملن بشكل عام إلى الحصول على درجات كثافة أقل للعظام.
نقص فيتامين D
وتعاني النساء اللواتي يعانين من القلق أيضاً من مستويات أقل من فيتامين D. وبدون فيتامين D، يكافح الجسم لتكسير الكالسيوم، ومن ثم حتى في حالة النظام الغذائي عالي الكالسيوم، فإن ذلك يساعد على تقوية العظام.
ونظراً للعلاقة المحتملة بين القلق وانقطاع الطمث وفقدان العظم، فإن النساء اللواتي يعانين من الإجهاد يجب أن يحاولن السيطرة على أنشطة في حياتهن، أي يسيطرن على عاداتهن.
ومن الأفضل للمرأة أن تتجنب التدخين، وتبقى نشطة. كما يمكن أن تساعد في إضافة الجرعة الموصى بها من الكالسيوم، التي تبلغ 1200 ملغ، وأخرى من المغنيسيوم، للحفاظ على قوة العظام.