المواجهات العسكرية المحدودة على حدود غزة وسياسات عض النواجذ
صالح لطفي: باحث ومحلل سياسي
انتهت جولة جديدة من المواجهات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بدت معالمها الاولى يومي الاحد والاثنين الماضيين من هذا الاسبوع، إثر استشهاد اربعة مقاومين من حركتي حماس والجهاد من جراء قصف بالمدفعية الاسرائيلية وهو ما ترتب عليه رد فعل من المقاومة بدأ بأطلاق الصواريخ والقاذفات باتجاه مناطق المستوطنات المحيطة بالقطاع-غلاف غزة وحتى مدينتي أوفاكيم واسدود ابتداء من فجر الثلاثاء وحتى منتصف ليلة الاربعاء، فيما قصف الاحتلال العديد من المواقع العسكرية لحركتي الجهاد وحماس دون وقوع اصابات، وعاد الهدوء “الحذر” الى المنطقة بعد وساطة مصرية وقبول اسرائيلي بشروط المقاومة وتأكيدها أن المعادلات السابقة التي كان يفرضها الاحتلال ما عادت قائمة وأنَّ المقاومة أذ اطلقت وابلا من صواريخها فأنها فعلت ذلك بعد العدوان الاسرائيلي فقد جاء في البيان المشترك للكتائب والسرايا: “أولاً/ إن العدو الصهيوني هو من بدأ هذه الجولة من العدوان ضد أبناء شعبنا واستهداف مجاهدينا ومواقعنا العسكرية خلال الـ 48 ساعةً الماضية، في محاولةٍ للهروب من دفع استحقاق جرائمه بحق المدنيين السلميين من أبناء شعبنا، تلك الجرائم التي ضجّ لها العالم لبشاعتها ودمويتها…. ثانياً/ إن ردنا المشترك اليوم بعشرات القذائف الصاروخية على المواقع العسكرية الصهيونية وعلى الطيران المغير على قطاع غزة لهو إعلانٌ لكل من يعنيه الأمر بأن هذه الجرائم لا يمكن السكوت عليها بأي حالٍ من الأحوال…. ثالثاً/ إن المقاومة إذ تدير معركتها مع العدو الصهيوني بما تمليه مصلحة شعبنا الفلسطيني من واقع القوة والاقتدار، فإنها لن تسمح للعدو أن يفرض معادلاتٍ جديدةٍ باستباحة دماء أبناء شعبنا وتحذره من التمادي والاستمرار في استهداف أهلنا وشعبنا، وستكون كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة فالقصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن”..
تكمن اهمية هذا البيان المشترك في انه حدد معالم العلاقة مع الاخر الاسرائيلي وان خطوطا جديدة قد تمَّ ترسميها من طرف المقاومة ومن ثم فأنَّ الحقيقة الأهم من كل ما حدث خلال الاربع والعشرين ساعة التي شهدتها البلاد هو في ثبات المقاومة وإمكانها مفاجأة الاحتلال واستمرار قذفها المستوطنات على مدار الساعة دون توقف- من الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساء ثم تلاه رشقات اخيرة قبيل منتصف ليلة الاربعاء أي مع اقرار وقف التراشق بين الطرفين- وهو ما أعاد للذهنية الاسرائيلية التي تعيش نشوات “غير طبيعية” في ظل الفوضى التي تعتور المنطقة أنَّ المقاومة الفلسطينية ما زالت حية وقادرة على أن تغير المعادلات وأن الشروط التي تم الاتفاق عليها- ايضا برعاية مصرية- عليها في عام 2014 لا يمكن احترامها من طرف واحد، وأن المقاومة هي التي تضع هذه المرة شروط التوافق، كما اثبتت المقاومة انها فعلا قوة استراتيجية على الاحتلال ان يحسب لها الف حساب خاصة في ظل التوافق والانسجام الميداني العملياتي الذي ظهر بين اجنحة المقاومة في القطاع وهو ما ينعكس ايجابا على الفعلين السياسي والمدني في القطاع وعلى السكان المدنيين.
وقف اطلاق النار بين الطرفين اكدّ مجددا ان سياسات العض على النواجذ بين الطرفين وتحمل الصليات النارية هو الخيار الانسب بين الطرفين في هذه المرحلة مع إقرار مبطن واضح من الطرفين أن ثمة جولات قادمة لا يمكن التكهن بها، ولكن بات واضحا أن المقاومة مستعدة ومتنبهة وانها لن تأخذ على حين غرة كما حدث معها عام 2008 كما ان الالتفاف الشعبي الذي تحظى به جعل هذه المقاومة تبين في بيانها وبوضوح انها تتحمل سلامة المدنيين تماما كما ان حكومة نتنياهو تهمها سلامة المدنيين وفي ذلك رسائل واضحة، من انَّ المساس بالمدنيين خط احمر خطته المقاومة سيكون مقابله مس بالمدنيين الاسرائيليين ويبدو ان العسكر في اسرائيل مدركين لمعنى هذه الرسائل ومدى تأثيرها على الشارع الاسرائيلي.
حلم رابين وشارون يتحطم على صخرة المقاومة …
لطالما حلمَ رئيس وزراء اسرائيل المقتول اسحاق رابين أن يستفيق يوما ويجد غزة وقد غرقت في البحر، أو أن يتخلص من كابوسها وجاء من بعده آرئيل شارون وتخلص من كابوسها بأن انسحب منها عام 2005، فقد تحدث -كما روى محاميه وأمين سره دوف فايسغلاس – شارون امام قيادات المستوطنين قبيل انسحابه من القطاع قائلا : “لقد خسرنا المعركة، ولكن إذا سمحتم لي بالتحرك فإنني سأضمن الكتل الاستيطانية، التي يعيش فيها 80 في المائة من المستوطنين-أي المستوطنات في الضفة الغربية- ، وإذا أردتم عرقلة ما أريد القيام به فإننا سوف نفقد حتى هذه الكتل الاستيطانية”…. لقد انسحب شارون من القطاع ولكن تحت الضغط الامني والسياسي ابقى على نظرية التخلي والتحلي، أي ترك القطاع عمليا عبر انسحاب شامل من أراضيه والبقاء مسيطرا عليه عبر انابيب ضخ الحياة له من ماء ودواء وغذاء وغاز وكافة مستلزمات الحياة اليومية، فالاحتلال انسحب بجيشه لكنه تركه خلف الاسوار يحرك الحياة، لم يقل لأهل غزة ها أنا اترككم وشأنكم وافعلوا ما تشاءون .. اترك البر والبحر ولن أتدخل في بناء ميناء أو مطار او صناعات ثقيلة وسأحدد الحدود ومن تعدى عليَّ فلي الحق بالمواجهة والحرب السافرة … لم يفعل أي مما ذكرت بل على العكس تماما أحال حياة الاهالي الى جحيم واستغل مآسي الناس لتجنيد أكبر كم منهم ليكونوا خناجره المستقبلية في جسد القطاع، ومع ذلك ما كان بإمكان شارون ضمان تنفيذ استراتيجيته لولا الدور المصري كضابط امني\سياسي استراتيجي في القطاع يضمن له بقاء السكان تحت السيطرة دون ان يتحمل تكاليف احتلاله.
سياسات القتل المباشر والاغتيالات التي اعتمدها شارون ومن جاء بعده، والحصار الذي فرض على القطاع بشراكة عربية فلسطينية والحروب الثلاثة لم تلن من عزيمة السكان بل كما تشي الاحداث الاخيرة وتحديدا منذ انطلاقة الثلاثين من اذار فأن الفصائل الفلسطينية تعمل بذكاء شديد جمع بين السياسي والمدني، وكشف للعالم حقيقة الاحتلال وعراه امام اقرب الدول اليه وهو ما جعله يصاب بهستيريا وفوبيا غزة ليرتكب جرائمه اليومية منذ التاريخ الانف الذكر الى ان توج جريمته الكبرى الفاضحة يوم الاثنين الاسود بقتل اكثر من ستين مدنيا من الفلسطينيين، تزامنا مع افتتاح سفارة طرامب في القدس.
حلم رابين بالتخلص من غزة لم يحدث، وتحول القطاع الى موئل للمقاومة التي يصفها معهد دراسات الامن القومي بالخطر الاستراتيجي، وحلم شارون في الامساك بالضفة وضم مناطق “ج” حيث الكثافات الاستيطانية بات شبه وشيك مع فارق بسيط ان المقاومة في وعي الشعب الفلسطيني استحالت الى حقيقة يقينية بدونها لا يمكن تحرير الوطن وان تطورت وتضخمت المستوطنات وبلعت كل الارض الفلسطينية فالكفيل الوحيد بعودة الامور الى نصابها الصحيح هي المقاومة، خاصة بعد فشل مسيرة اوسلو والكوارث التي أنزلتها على الشعب الفلسطيني وبذلك خسر شارون ورابين رهاناتهما على كسر شوكة الشعب الفلسطيني وإقناعه أنَّ الأفضل له البقاء تحت سلطة الاحتلال يأكل ويشرب ويعيش دون كرامة، ففشل سياسات “العلو” التي انتهجها الاحتلال في القطاع أدت الى نتائج عكسية، فغزة المحاصرة لم تخنع وترضخ لا لعباس ولا لنتنياهو ولا للسيسي ومن معهم من المتآمرين، وأثبتت المقاومة الفلسطينية أنها تستفيد من كافة ما يحيط بها رغم تعقيداته السياسية والامنية والمدنية، وكشف القطاع عن وعي قلَ نظيره بين الشعوب الساعية للتحرر فصبرهم غير المحدود على لأواء الحياة وشظفها التي فرضت عليهم، ووعي المقاومة وتعزيز قدراتها باستمرار، وقراءة السياسيين والاستراتيجيين في القطاع للعقل الاسرائيلي قراءات موضوعية منحتهم إمكانيات تحليل النفسية الاسرائيلية والتعرف على مناطق قوتهم وضعفهم وهو ما تجلى بوضوح في الاحداث الاخيرة وابتداء المقاومة بقصف غلاف غزة بقذائف وصواريخ محلية الصنع، وصواريخ قصيرة المدى وتعمدها قصف مدن اوفاكيم وسديروت فيه رسالة “غليظة ” أرسلتها المقاومة الى الاحتلال الاسرائيلي.
النضال السلمي والحرج الاسرائيلي..
لقد فقدَ الاحتلال الاسرائيلي وعيه من نظام وتقاسم الادوار بين السياسي والمدني والميداني في القطاع ونأي الجهاز العسكري للفصائل عن الفعل المدني والنضال السلمي، وحاول إعلامه جاهدا ان يربط الفعل النضالي السلمي بالأجنحة العسكرية لكن دون جدوى.
تفعيل البعد المدني المحبب للغرب اليوم وضع العالم اجمع بما فيه الدول العربية الماضية في الركب الامريكي تحت امتحان صعب وبسرعة غير متوقعة كشف اللثام عن حجم النفاق الدولي الذي يصم أذنه عن الحصار ويسارع لعقد المؤتمرات وتفعيل ادواته أذا ما أصاب الاحتلال أي مكروه.
وكشفت نضالات غزة السلمية أن ما يهم الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة هو اسرائيل ولا بأس أن يقتل كل يوم فلسطيني او اكثر فضريبة الدم وفاتورته عند الاسرة الدولية مسجلة ومعروفة والاصل ان لا تكون كلفتها عالية، أي ان قتل فلسطيني كل يوم لا بأس به اما قتل مجموعة كبيرة فسيسبب حرجا كبيرا للساسة خاصة العرب منهم كما حدث يوم الاثنين الاسود، فكلفته عالية وقد يحدث بلبلة ورفضا كبيرا بين شعوب العالم، لذلك عاشت اسرائيل حالة من التوتر ترجم مؤخرا بالاعتداء على عسكريين من حماس والجهاد رأت فيه الكتائب والسرايا تخط للحدود الحمر، استوجب الرد الذي فاجأ الاحتلال ودفع “الاسرة الدولية” لانتقاد المقاومة معبرا عن نفاقه الفاضح الذي رفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلا ولم تنجح رواية الاحتلال باختراق اعلام العالم من ان صاروخا سقط على روضة للأطفال لما يكونوا فيها ولو كانوا هناك لقتلوا جميعا وحدثت كارثة انسانية ، وطبعا علينا ان نعترف ان اسرائيل في علاقاتها الدولية الرسمية والسرية سواء مع دول عربية او اجنبية يدها هي العليا ومن ثم فروايتها مكررة رسميا ومُدَافع عنها وهو ما فعلته مندوبة واشنطن في مجلس الامن وسعت لاستصدار قرار يدين حماس والجهاد وهو ما افشلته الكويت.
ان غزة المحاصرة من حقها الاخلاقي والمدني والسياسي رفع هذا الحصار بعدئذ تقاعس العالم اجمع عن نصرة مليوني محاصر وباتت القضية تختصر بحجم الاغذية والادوية التي تدخلها منظمات انسانية من هنا وهناك. ولأن القطاع خاضع للاحتلال رغم خروجه من اراضيه، الا انه اغلق عليه منافس الحياة فكان احتلالا فاحشا يقتل دون ان يتحمل كلفة القتل، وقد شن ثلاثة حروب مدمرة على القطاع ولم يحاسب بسبب الحماية الدولية وفي مقدمتها حماية الولايات المتحدة ولأن هذا الاحتلال يتعاون دوليا وعربيا وفلسطينيا على تعزيز عزل القطاع بحجة محاربة الارهاب دون ان يقوم احد قط بإماطة اللثام عن الدور الارهابي الذي يمارسه في قتل المدنيين المحاصرين من مرضى ومحتاجين ولأن هذا الاحتلال بات مفضوحا على مستوى الكثير من شعوب الارض، وبالتالي فكل ممارسة ونشاط يقوم به الفلسطينيون في القطاع للتخلص من هذا الاحتلال شرعي ويتوافق مع مقررات الامم المتحدة وحريات الشعوب.
في ظل ما سبق فإنّ لإسرائيل كاحتلال حساباته الخاصة، فالغزيون شرعوا بعمل مقاوم من نوع جديد، وهذا العمل المقاوم السلمي واجهته اسرائيل بالنار والحديد وقد أدرك الاحتلال انه وقع في فخ المقاومة بسبب غباء بعض السياسيين الذين لا يدركون جدلية العلاقة القائمة اليوم -بعد ثلاثة حروب-بين المقاومة والاحتلال.
ردود افعال اسرائيلية تكشف غياب التفكير السياسي
يوميا نكتشف حجم الغباء عند السياسي الاسرائيلي، وحجم حقده على الاخر العربي وتحديدا الفلسطيني وحجم الضخ العنصري الذي يتعرض له من قبل الاعلام والحاخامات، فنحن نعيش في دولة قارب ان يحكمها الحاخامات وما يسمى شباب التلال، والسياسي الاسرائيلي اعتاد الرقص على دم الفلسطيني لتحقيق مكاسب انتخابية سياسية، بيدَّ ان ما قامت به المقاومة اربك هذا السياسي الذي لا يفكر بعقلية سياسية استراتيجية، وتركت المجال للعسكري ورجال الامن وقليل من الساسة يقودون زمام الحملة ويتفقون على وقف إطلاق النار بناء على تفاهمات 2014.
المعادلات التي كتبتها المقاومة ستتكشف اهميتها في أي امتحان قادم ويبدو لي ان العسكر في اسرائيل قد استوعبوا الدرس جيدا وادركوا حجم التعقيدات الضاربة في عمق الاحداث الجارية، فثمة مداولات سرية بوساطات عربية ودولية تعمل على ازالة الحصار عن القطاع وفقا لتفاهمات بين المقاومة والاحتلال يبدو في أضابيرها أن الاحتلال تنازل عن مسألة نزع سلاح المقاومة مقابل ان المقاومة ستُمكن دخول قوى اجنبية تسير الحياة المدنية والاقتصادية وتعيد عجلة الحياة الى القطاع برعاية عربية دولية وضمانات مصرية ويمكن القول قطرية كذلك.
وهذه المفاوضات الجارية رافقتها احداث هذا الاسبوع منذ الاحد وحتى منتصف ليلة الاربعاء لتحدد نهجا جديدا وجديا للعلاقة بين الاطراف الثلاثة: اسرائيل، المقاومة، مصر .. في حيثياتها ان المقاومة صبرها يؤول الى الصفر في أي عملية تستهدف المدنيين، وحتى العسكريين دون سبب عسكري وجيه، وقد ترجمت المقاومة فعلها بسياقات منضبطة تجمع بين استمرار الافق السياسي وتأكيد البعد العسكري وهذا بحد ذاته تطور كبير في التفكير الاستراتيجي للسياسيين والمقاومة وواضح ان التنسيق بينهما على اعلى المستويات ولو اجرينا مقارنة بسيطة بين تصريحات السياسيين في القطاع والسياسيين في اسرائيل لوجدنا حجم الهوة بين الطرفين وحجم فقدان المسؤولية السياسية والاخلاقية عند الاسرائيلي لجهله المطبق بطبيعة التحولات الجارية في القطاع وكمثال على ذلك تصريحات وزيرة القضاء التي هي عضو في المجلس الوزاري المصغر.
سيناريوهات قاتمة ..
الاحتلال اليوم محكوم بعدة سيناريوهات كلها قابلة للتحقق في حال خوضه حربا مباشرة واجتياح للقطاع- على غرار اجتياحه لبعض اجزاء القطاع عام 2014-، تبدأ من سيناريوهات احتلال القطاع والكلفة البشرية التي سيتحملها جنوده من قتل واعتقال قد يطال كبار القادة العسكريين، وقد يؤدي الى انتفاضات في كل فلسطين التاريخية وقد تتجدد العمليات التفجيرية وقد تستهدف القيادات السياسية والعديد من المنشآت الحيوية، هذا كله الى جانب تأكد الاحتلال أن مدنا في اواسط البلاد ستكون اهدافا سهلة وهو ما سيترتب بناء عليه هروب مئات الالاف الى داخل وخارج البلاد- في عام 2014 استضافت بعض البيوت العربية والبلدان العربية عوائل واسر يهودية – وهذا بحد ذاته ضربة قاتلة للمشروع الصهيوني برمته، فالحرب بحد ذاتها في كفة وخروج المئات من الالاف في كفة اخرى خاصة في ظل المقايسات التي ستحدث مع القطاع الصابر منذ عدد سنين والذي تعرض لعدة حروب، الى جانب الضغط الدولي الذي سيمارس والتحسب من عودة العرب في بلدان الاستبداد العربي الى الشوارع، بعد ان تم قتل الربيع العربي في مهده وهو ما يعني انتهاء احلامهم بأحكام السيطرة على المنطقة من محيطها الى بحرها عبر دمى تم تصنيعها خصيصا في مختبرات لندن- باريس-واشنطن- موسكو.