مشروع “حفظ النعمة” في أم الفحم يتألق بدعم العائلات المحتاجة في رمضان
توزيع أكثر من 1200 طرد غذائي و4 أطنان من اللحوم
في الأيام الأولى من رمضان والخير متواصل
طه اغبارية
قبل نحو 15 عاما، فتحت لجنة الزكاة في مدينة أم الفحم، بابا جديدا من أبواب الخير، انبثق عنه مشروع “حفظ النعمة”، وما بدأ كمشروع “يحفظ النعمة” من الهدر فيما يتبقى من طعام طازج في المناسبات السعيدة والأعراس، وتوزيع الوجبات على العائلات الفقيرة والمتعسرة بظروفها الاقتصادية والمعيشية، تحول إلى مؤسسة ضخمة، تكفل العائلات على مدار السنة وتمدها بالدعم التمويني والكثير من اللوازم المنزلية للتغلب على شظف العيش وسوء الأحوال الاقتصادية.
“أبو شريف” و”أبو عايد” و”الأستاذ خلدون” و”وباسم” و”مصطفى عارف” وغيرهم الكثير من العاملين المتطوعين في مشروع “حفظ النعمة”، يعملون على مدار العام، يطرقون الأبواب لجمع التبرعات أو يطرقونها لتقديم التبرعات والوجبات والطرود الغذائية، أو يستقبلون في مقر “حفظ النعمة” في عمارة “الشافعي” بمنطقة “عين النبي” بالمدينة، التبرعات والعائلات التي تأتي لتأخذ نصيبها المقدر من اللحم والمواد التموينية والوجبات الطازجة.
في رمضان الخير والصدقات، يعمل القائمون على “حفظ النعمة” على مدار الساعة، ولا يجدون وقتا للراحة، فهم بين تجهيز طرود غذائية أو إعداد حصص من اللحم أو إعداد ضحية وتقطيعها، تبرع بها فاعل خير لتوزيعها على المحتاجين أو غير ذلك من الفعل الملتحم مع الناس المتفقد لأحوالهم الساهر على تلبية احتياجاتهم.
إشراقات “حفظ النعمة” في رمضان
بدأت الجهود المضاعفة لمشروع حفظ النعمة، مع اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، واستقبل القائمون على المشروع التبرعات من أضاحي ولحوم ومواد غذائية ووجبات ساخنة دفع ثمنها أهل الخير لبعض المطاعم في المدينة والتي تواصلت بدورها مع مشروع “حفظ النعمة” لتوزيعها على العناوين المستحقة.
يقول الشيخ محمد أحمد شريف (أبو الشريف)، أحد القائمين على مشروع “حفظ النعمة”، إن أبواب الخير التي فتحها هذا المشروع في مدينة أم الفحم، أكبر من أن تحصى، وإن أهل الخير ممن يخرجون الصدقات والتبرعات بالسر لهذا المشروع لا يمكن حصرهم بعدد معين، وتحدث عن فاعل خير، يقوم لوحده منذ نحو سنة، بالتبرع بأضحية، عبارة عن عجل وأحيانا أكثر كل شهر، وتطرق إلى فاعل خير تبرع بنحو 40 كرتونة من التمور لتوزيعها على المساجد خلال شهر رمضان، وغيرهما هناك العديد من فاعلي الخير ممن لا يحبون أن تذكر أسماؤهم، يقدمون الأضاحي بشكل دائم وغيرها من التبرعات، كما نوّه إلى تعاون وتبرع العديد من المحال التجارية والمطاعم والملاحم في المدينة للمشروع.
وعن إشراقات الخير لمشروع حفظ النعمة خلال هذا الشهر الكريم، أشار أبو الشريف إلى أن “حفظ النعمة” وزّع حتى لحظة إعداد التقرير أكثر من 1250 من الطرود الغذائية إلى جانب توزيع 3.5- 4 كيلو من لحوم العجل والخروف مع كل طرد غذائي على عائلات محتاجة ومستورة في مدينة أم الفحم، بما يعني توزيع نحو 4 طن من اللحوم خلال هذه الفترة فقط من شهر رمضان المبارك.
كما تم توزيع 100 وجبة إفطار متكاملة على عائلات، تم التبرع بثمنها من أهل الخير لمطعم “المطمورة” في المدينة، والذي قام بدوره بالتواصل مع مشروع “حفظ النعمة” ليتم توزيعها بمعرفة القائمين على المشروع، بسبب خبرتهم الطويلة في هذا المجال.
ولفت أبو الشريف إلى أن إشراقات الخير في رمضان لا زالت في بداياتها، مشيرا إلى أن العديد من أهل الخير يخرجون تبرعاتهم وأضاحيهم في أواخر الشهر الكريم.
الثلاجات لا تنقص من اللحوم على مدار العام
لم يحدث أن كانت ثلاجات “حفظ النعمة” منذ انطلق المشروع فارغة من اللحوم، هكذا يدلل أبو الشريف على حجم الخير والعطاء المتأصل لدى الفحماويين من أهل الخير والإحسان، ويضيف: “يحدث أحيانا أن نستقبل في اليوم الواحد أكثر من 5 أضاحي، ولعلها مناسبة لشكر الأخوة في ملاحم المدينة، الذين يتطوعون لذبح الأضاحي كم أشكر الأخ أحمد العبد محاجنة، لتطوعه في ذبح الأضاحي التي نستقبلها عندنا أو يتم التبرع بثمنها، حيث يقوم بذبحها وتقطيعها وتجهيزها للتوزيع كحصص على العائلات المحتاجة”.
في رمضان تحديدا، تتضاعف الجهود ويعمل المتطوعون في مشروع “حفظ النعمة” في بعض الأحيان أكثر من 16 ساعة متواصلة، بين توزيع للطرود الغذائية واستقبال الأضاحي وتقطيعها.
ومسيرة “حفظ النعمة” متواصلة على مدار العام، كما يقول الشيخ محمد أبو الشريف، وتكفل لجنة حفظ النعمة، نحو 500 عائلة على مدار السنة، وتقوم بتزويدها بطعام الأعراس والطرود الغذائية وما يتيسر من اللحوم شهريا وأسبوعيا، كما ينشط مشروع حفظ النعمة بدعم العديد من العائلات بالأثاث الصالح وأطقم الصالون والأدوات الكهربائية من ثلاجات وغيرها، ويتبرع بها أهل الخير في أم الفحم وضواحيها.
السعادة ترافق المتطوعين رغم الجهود المضنية
رغم هذه الجهود والأعباء، يقول أبو الشريف إن كل العاملين في مشروع “حفظ النعمة” يشعرون بالسعادة والراحة الكبيرة جدا، خلال عملهم، لأنهم يشعرون ان ما يقومون به يخفف من معاناة الأهل ممن تعسر بهم الحال، ويضيف: “مثلا أحد الأخوة من المتطوعين، وهو المربي المتقاعد خلدون محاميد، ويملك محلا للأدوات الكهربائية المستعملة، يترك محله ويقدم جهده الجسدي من أجل مشروع حفظ النعمة، في كل لحظة يشعر أننا بحاجة إلى مؤازرة، وكذلك باقي الأخوة المتطوعين في هذا المشروع”.
يتلقى القائمون على المشروع اتصالات من المدارس ورياض الأطفال، حين ينظمون فعاليات خيرية مثل الطرود الغذائية، بحيث يقوم مشروع النعمة بتوزيع هذه الطرود على المستحقين، كما يقدّم الاخوة في حفظ النعمة أحيانا، بتواصلهم مع طلاب المدارس المواعظ والفوائد التي خبروها بعملهم في المشروع للطلاب بهدف تذويت حب العطاء والتطوع في نفوس الأطفال والطلاب.
وحين سألنا عن حالات الفقر في المدينة، قال أبو شريف، إن هناك بعض العائلات لا تجد فعلا قوت يومها، وهناك عائلات بحاجة إلى دعم متواصل، مشيرا إلى أن حالة الفقر والحاجة تتفاوت بطبيعة الحال بين العائلات التي يشرف عليها مشروع “حفظ النعمة”.
في الختام تقدّم أبو الشريف بالشكر الجزيل لكل “الشباب العاملين الساهرين في هذا المشروع الطيب، كما نشكر لجنة الزكاة التي ترعى هذا المشروع، ونشكر كل من يدعم ويساهم ويتبرع لهذا المشروع، فجزاهم الله كل خير، وبارك الله في جهودهم الطيبة المباركة”.