أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

الخروج من فـخ النكبة

صالح لطفي: باحث ومحلل سياسي

يكاد التاريخ يجمع على أنه ما من أمة ابتليت بالغزو والاستعمار، إلا انهكها وأخذ خيرة شبابها وعمرها ومضى ينحت فيها وتنحت فيه، الى أن خرجت من فكه وفخاخه مثخنة الجراح تستعد للنهوض المدني والحضاري، هذا اذا امتلكت ناصية ولو اساسية من الوجود الحضاري بشقيه العمراني والقيمي وكانت هذه المنظومة كافية للوقوف للصمود أمام تغلغل هذا المستعمر بحداثته وفلسفته وطروحاته واكتشافاته، فالاستعمار بطبعه فاسد وظالم ومستبد ومتغطرس، وينظر الى المستَعمَر من عل، خاصة اذا كان يؤمن بالعرقية -التفوق العرقي-  والفوقية العقلية والحسية وحتى الدينية التي تمنحه حق القتل والابادة كما فعل الاستعمار الاوروبي في افريقيا والامريكيتين والكاريبي، وتفاضل الاجناس، وهي صفات اجتمعت عند كافة المستعمرين على مدار التاريخ، وتجلت في أبشع صورها في الاستعمار الاوربي القديم والحديث، فالجشع والطمع حاكمهم ومنطق المصالح بكل تناقضاته وتعرجاته هو الحكم الفصل في سياساتهم، ولذلك ضحوا بمئات ملايين البشر من أجل أن ينعموا بثروات تلكم الشعوب، ولذلك لا توجد أمة على وجه الارض تحررت من هذا الاستعمار بالمفاوضات والطروحات السلمية، حتى غاندي داعية السلام العالمي، رافقه في الهند طولا وعرضا عملا مسلحا ومكافحا ضد الانجليز، أجبروهم على الخروج منها خاسئين، وما لكان لأفريقيا أن تنجو من الابادة الا بفضل عوامل كانت خارجة عن سيطرة هذا المستعمر الجشع كالآفات والامراض التي حصدت من المستعمرين مئات الالاف .. وما من حركة تحرر نجحت في تحقيق التحرير الا قاربت المعرفة، وغادرت الجهل، وحكّمت العقل، وزاوجت بين العملين السياسي والعسكري المقاوم اذ لا مكان لما يسمى النضال السلمي في المواجهة مع مثل هذا المستعمر.

الاحتلال البريطاني تماثل الدين والمصلحة

عمد الاحتلال البريطاني منذ احتلاله فلسطين وحتى خروجه الى تعزيز تأسيس واقع على الارض يفضي الى دولة قومية لليهود، رافضا التعامل مع الفلسطينيين كشعب، وكان ذلك من منطلق صليبي- مسيحي صرف  كما تكشف العديد من الدراسات والوثائق الصادرة عن قيادات انجليزية وامريكية فالتربية التوراتية-الانجيلية أتت أكلها مع بلفور وودرو ويلسون وهاري طرومان، فسياساتهم بنيت- في الاساس من منطلق ديني صرف- على عدم اعترافهم بالفلسطينيين كشعب أو أمة، وقد ربطوا  بين الوجود الصهيوني والوجود التوراتي- الانجيلي الذي يرى باليهود معراج قصة الخلاص الانساني بعودة المسيح المنتظرة، ولذلك هناك واجب على الانجيليين يقضي بإعادة اليهود الى ارض فلسطين، وإقامة وطنهم القومي كمقدمة أساسية للقدوم الموهوم. لكنّ هذه الفلسفة، دفع ولا يزال يدفع ثمنها الفلسطينيون تحديدا، ومن ثم فهناك حاجة ماسة لتفكيك هذه الروايات، فكما يتضح يوما بعد يوم فإنَّ هذه العقيدة هي الموجه للكثير من حكومات عالم ما بعد الحرب العالمية الاولى، وتكمن أهمية هذا التفكيك في كشف اللثام عن حقيقة الابعاد الدينية الثاوية، خلف منطق المصالح الذي يتحدق -أي يدور حوله-به الكثير من دول العالم بما في ذلك دول عربية كبرى.

لقد كانت المنطلقات السياسية، عدم الاعتراف بالفلسطينيين كشعب حتى لا يقع الاحتلال البريطاني في مأزق سياسي هو بغنى عنه، لكنَّ الرياح جرت بما لا تشتهيه سفن هذا الاحتلال فالشعب الفلسطيني حيُّ، وإن لم يعترف به هذا الاستعمار، ومن يقف الى جانبه، فجاهده حق الجهاد، وكانت أحداث الثلاثينات في فلسطين، وما سبقها من ثورة البراق عام 1929، المعالم التأسيسية الفاضحة، كشفت الاحداث عن تغليب بريطانيا العظمى للسياسات الجامعة بين منطق المصالح وثبات العقائد والتماثل الديني، فكان أن غلبته على مصالحها فهيأت الارضية لدولة يهودية وحالت دون ذلك مع الفلسطينيين الذين كانت قد رسمت لهم مسبقا حدود اللجوء، فالدول العربية القائمة بفضلها مهيأة لاستقبالهم، ولطالما سمعنا ولا نزال قيادات صهيونية تقول: إن وطن الفلسطيني، الاردن، وإن له ملجأ في العالم العربي.

النكبة الغائب الحاضر في مسيرة الفلسطيني

على الرغم من مرور سبعة عقود على النكبة، إلا أنها لا تزال ماثلة أمام من تبقى من الفلسطينيين الذين عايشوا تلكم السنوات العجاف وكأنهم يرونها رأي العين، ولا تزال تتناقلها الاجيال، جيلا بعد جيل، فكان الفشل الذريع لنظرية بن غوريون: الاباء سيموتون والابناء سينسون، ولعل هذه الحقيقة: حقيقة مثول النكبة حاضرة في الواقع الفلسطيني، والوجدان الفلسطيني، والعقل الفلسطيني، تسكن فيه لا تفارقه، هو الحجر الاساس في الخروج من فك النكبة الذي اراد الاحتلال البريطاني ومن وافقه والاحتلال الصهيوني، تحويله الى حالة انكسار مستمر تغشى الفلسطيني  بين الفينة والاخرى سواء على يد اسرائيل او على يد غيرها، فتعيده الى مربعات من اليأس والإحباط والعجز، فيركن الى تمضية عمره ساعيا وراء النجاة والبقاء على قيد الحياة. وفقا لهذا المنطق الخبيث عملت ولا تزال تعمل دوائر الاستعمار الاوروبي ووكلائها في المنطقة وفي مقدمتهم اسرائيل باعتبارها المنجز الاهم للاستعمار الصليبي-المسيحي الاوروبي-بغض النظر إن كان الامر متعلقا بخلفيات عقائدية أصولية ام بخلفيات استعمارية مصالحيه صرفه، علما انه لا يمكن الفصل بين الامرين أو على الاقل تجاوز الاولى لصالح الثانية بالمطلق.

تكمن سياسات المواجهة مع الفلسطينيين منذ النكبة والى هذه اللحظات في ثلاثة دوائر يتداور عليها اسرائيل والدول العربية الماضية في الفلك الاستعماري اورو-امريكي والمجتمع الدولي: نكبات متتالية، إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني، لعبة السلام ومخرجاتها والدوران في فلك عتمتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع سوى تأزم المشهد السياسي-الاجتماعي الفلسطيني الداخلي، وتغول الاستعمار الاسرائيلي.

لقد مارس الاستعمار الاسرائيلي دورا أساسيا في مذابح الشعب الفلسطيني ولم تتوقف الى هذه اللحظات، وما زالت المؤسسة الإسرائيلية تمارس الحصار والقتل ضد الفلسطينيين في كل اماكن تواجدهم، ويبدو أن اجهزة أمن فلسطينية باتت متورطة في مثل هذه الجرائم، ولعل الحصار المفروض على غزة، ودور السلطة فيه، وفضيحة اغتيال البطش، الا غيض من فيض دور هذه الطغمة التي نجح الاستعمار الاسرائيلي في تحويلها الى اداة قتل لشعبها مقابل أثمان معلومة، واستمرارا في النكبة، قامت الاردن عام 1970 بمذبحة ايلول الاسود، وسوريا الاسد خلال الحرب الاهلية اللبنانية اشرفت على مجازر تل الزعتر  عام 1976 بل وشاركت فيها، وشاركت في مذابح المخيمات ووقفت جانبا في مذابح الكتائب والقوى المسيحية في صبرا وشاتيلا، وكان لها دور اساس في مذابح الشمال اللبناني، واكمل بشار الأسد المذابح خلال سنوات ثورة الشعب السوري في كافة مخيمات الشتات الفلسطيني في سوريا، ولا ننسى جرائم القذافي مع الفلسطينيين في ليبيا، وما قامت به المليشيات الشيعية في العراق بعد عام 2003 بحق الفلسطينيين، أما الاسرة الدولية فقد أرهقت الفلسطينيين بوهم السلام حتى ضاعت منهم الارض، ولم يبق سوى أطلال سلطة تتغذى على الام الشعب الفلسطيني، وتحولت المجموعة الاوروبية الى حالة امنية والى جلاد ليس له مثيل في تاريخ حركات التحرر المعاصرة، ويبدو ان نظريات المفكر والطبيب النفسي فرانز فانون، حول استعباد المستعمِر للمستَعمر خاصة نخبه وقياداته الوطنية، وتوصيفاتها في كتابه “معذبو الارض”، تنطبق بالكامل على الواقع الفلسطيني، فهو يسعى ابتداء لتفكيك الوحدة الوطنية وضرب الثقافة الوطنية وهذا ما حدث قبل النكبة، وبشكل أقوى وأعتى بعد اتفاقية اوسلو، فقد أورد فانون في كتابه المذكور، وسائل اجهاز الاستعمار على المعطى الثقافي للمقاوم، شعبا وحركة، وعلى الوحدة الوطنية عبر تفكيكها من الداخل، بعد ان يتخلص بمختلف الوسائل من القوى الصامدة الثابتة الرافضة للمساومة والمهادنة، وتمهيد الطريق لمن يعتقدون بالبرامجية كمطلق وبالواقعية كثابت للدخول في نفق المفاوضات، فالاستعمار يقوم بتفتيت مطالب الحزب الممثل للمسيرة الوطنية والتحررية، ويملك قاعدة شعبية لا منازع لها بعد أن كان قد تخلص من العناصر المتطرفة، مبقيا  على العناصر التي ذكرت، وحين تستنكر الحركات والاحزاب الأخرى ما يفعله الحزب المفاوض، يخشى الحزب الذي تسلم السلطة من خصمه فيقوم باتهامه بعدم الشرعية، وهذا الأسلوب نفسه تستعمله المعارضة الوطنية فيما بعد .ولقد  جسدت أوسلو بكل تفاصيلها وتبعاتها فكرة فانون فيما يتعلق بالاستعمار، فقد نجح الاستعمار  الإسرائيلي  بجر منظمة التحرير الفلسطينية الى المصيدة يعاونه في ذلك دول اوروبية وعربية وقيادات فلسطينية نافذة تم اختراقها مبكرا لهذه اللحظة التاريخية، ليقع في تلكم الدوائر المسبقة التي تم رسمها له وقد سبق ذلك التخلص من العناصر المتطرفة الرافضة للمفاوضات او المصالحات “التاريخية”، وواضح اليوم ان حركة فتح التي كانت يوما ما كبرى حركات التحرر، قد دخلت هذا النفق فقتلت رموزها ممن اعتبرتهم الدوائر الاستعمارية من المتطرفين امثال خليل الوزير وصلاح خلف، وغيرهم كثير في هذه القافلة ويبقى السؤال: هل  ستقع حركة حماس  تحديدا في هذا الفخ ؟.

ليس جلدا للذات

لا يمكن للباحث الموضوعي أنْ يبرئ المجتمع الفلسطيني مما حلّ به خاصة دور قياداته ونخبه التي كان المؤمل عليها قيادة سفينة هذا الشعب في الأزمات والصعاب كما لا يمكننا ان نتجاوز البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاشها الفلسطينيون اثناء سنوات الاحتلال وما رافق ذلك من مشكلات داخل البيت الفلسطيني، تركت آثارها على واقعه السياسي والنضالي العسكري، وما زالت قائمة الى هذه اللحظات، والى جانب ذلك كله، فأنه لا يغيب عنا قط الادوات التي استعملها الاستعمار البريطاني، ومن بعده الاستعمار الاسرائيلي في ضرب وتفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، وهي سياسات يعمد الاستعمار لاستعمالها لضرب المجتمعات الساعية للتحرر، مستغلا الفرص لنشر الفساد والفوضى بأيدي بعض من اصحاب البلاد، ممن قبلوا ان يكونوا عونا له، وأعين على شعبهم ولطالما شكلَّ العملاء على اختلاف مقاماتهم  الخاصرة الضعيفة والخنجر المسموم الذي تضرب منه هذه الشعوب.

الى جانب ذلك كله نربأ بأنفسنا أن نكون جلادين للشخصية الفلسطينية، ولمسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية على الرغم مما أصابها من نتوءات وصعاب وعراقيل في مسيرة التحرير، بدأ من سياسات بريطانيا وانتهاء بسياسات الحركة الوطنية نفسها، بيدَّ ان الفارق جد بعيد بين النقد الذاتي والمراجعات التي تفضي الى اكتشاف الطريق الامثل للتحرير، وهو ما نحتاجه اليوم، وهذا يدعوننا لدراسة مسيرة وصيرورة وتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، بعيدا عن الادلجة، والمواقف المسبقة، معتمدين على الموروث الفلسطيني الهائل والكم الكبير من الاراشيف التي باتت تفتح ابوابها امام الباحثين.

الخروج من فخ النكبة يبدأ بتثوير الوعي

الخروج من فخ النكبة الى فضاء التحرير يتطلب من القوى الحية الفلسطينية تحديدا العمل على ثلاثة مسارات متقابلة: مسار الوعي، مسار السياسة، مسار العمل .. اذ انَّ فاقد الشيء لا يعطيه فكم من شبابنا وبناتنا اليوم يعلم عن القضية الفلسطينية او حتى عن القرى المهجرة التي تركها اهلها غصبا ورهبا وكم من ابنائنا وبناتنا يعلم عن المذابح والتطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية والمحارق التي حدثت للفلسطينيين كمحرقة دير ياسين على سبيل المثال لا الحصر وكم من اهلنا في فلسطين يعلم عن مقدساتنا المنهوبة وأوقافنا المغتصبة، فمسألة الوعي في القضية الفلسطينية تتطلب من هذه الثلة التي ذكرت ان تعمل على تعريف الناشئة بالرواية الفلسطينية وتربية الناشئة عليها وتذويت معالمها وتذويت احترام القيادات الفلسطينية التي عاشت وماتت او استشهدت من اجل هذه القضية، كما يجب على هذه الثلة ان تبين للناشئة السيرة الذاتية للحركة الفلسطينية الاسيرة وشهداء هذه المسيرة، وماذا يعني ان تكون هذه المئات من الآلاف في أكبر سجن مرّ في التاريخ المعاصر، ومن جوانب تحقيق البعد المعرفي كأساس للخروج من هذه الفخ، تفكيك الروايات الاسرائيلية والاوروبية التي اعتمدت البعد الديني الانجيلي، ولا تزال، فيما يحاول بعض من المثقفين العرب والأكاديميين ابعاد هذا البعد نهائيا، وربط القضية من ألفها الى يائها في شق المصالح تحسبا منهم في اقحام الدين في سياقه الاسلامي، إن كموروث بتجلياته الحضارية والمدنية والاجتماعية، وصيرورات المسيرة الاسلامية بكل تجلياتها منذ لحظة القدوم المحمدي – صلى الله عليه وسلم- الى القدس والعروج به الى السماء، وتنزيل وجعل الرابطة رابطة عقدية لا انفصام عنها او كشريعة  تتجلى بالفقه واصوله والسياسات الشرعية وتفريعاتها والأحاديث النبوية ومرتباتها والمرويات الاخرى على اختلاف درجاتها، علما ان ما أشرت أليه يقابله في الوجود الاوروبي المسيحي والاسرائيلي الصهيوني والديني الالاف من الابحاث والدراسات والنشرات والمرويات التي تعمل على تجذير العلاقة بين مثلث الصهيونية والانجليكانية والماسونية وقد لحقهم في ذلك العديد من المجموعات المحسوبة على الكاثوليكية.

لا شك عندي أن مسألة الوعي الذي هو ضد الجهل اساس التحرر من كل نكباتنا أي كان نوع هذه النكبات، ولذلك يشكل الوعي حجر الاساس الذي لا مناص عنه للتقدم نحو الخطوات الاخرى، وكما قيل تبدأ مسيرة الالف ميل من خطوة واحدة. لا يمكننا التحرر من الاستعمار الا إذا تحررنا من إرثه وما أكثر إرث هذا المستعمر في حياتنا نحن الفلسطينيون.

لقد آن الاوان للقوى المفكرة الحية مالكة الارادة في الشعب الفلسطيني، أن تتكاتف لبسط الحقيقة ونشرها على الملأ وبيان عظم الجرم المرتكب بحق الفلسطينيين، منذ ان وطئت أقدام اول مستعمر بريطاني تحت اسم الاستكشافات وعلم الاثار أرض فلسطين اواسط القرن التاسع عشر، والى هذه اللحظات فتحت كل مساحة تراب فلسطينية قصة مأساة كاملة، رتب لها ونسقها وهيأ الارضية لها الاحتلال البريطاني الذي لا يزال يعيش حالة الصلافة ككل مستعمر مرَّ عبر هذا التاريخ. وهذا الامر يحتاج منا كفلسطينيين، والمقصود هنا بأولئك الذين هم على استعداد للعمل من أجل كشف الحقيقة الكاملة مع تحمل أثمانها وقبول كل نقد “تاريخي\سياسي” سيقدم ويكتب-وهو بالمناسبة كبير وكثير-الى تشكيل مجموعات عمل في الداخل والشتات متجاوزين المناكفات السياسية والفصائلية، لصالح شعب ما زال يعاني من جرائم الابادة الجماعية والقتل العمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى