محاكمة خطاب الثوابت..ملخص محاكمة الشيخ رائد صلاح
بقلم المحاميان مصطفى محاميد وعمر خمايسي-من طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح
لمحة عامة:
اعتقلت الشرطة الاسرائيلية، فجر يوم الثلاثاء الموافق 15.8.2017، الشيخ رائد صلاح من منزله في مدينة أم الفحم، حيث قامت قوات كبيرة من الشرطة معززة بالوحدات الخاصة بمداهمة منزله وتفتيشه ومن ثم اعتقاله واقتياده للتحقيق لدى وحدة التحقيقات الخاصة “لاهاب 433” في مدينة اللد لدى جهاز الأمن العام ‘الشاباك”، ثم مددت محكمة الصلح في مدينة عيون قاره (ريشون لتسيون) اعتقاله عدة مرات بلغ مجموعها تسعة ايام على ذمة التحقيق إلى أن قررت النيابة العامة في لواء حيفا تقديم لائحة اتهام خطيرة غريبة ضده بتاريخ 24.8.2017 وقدمت النيابة طلبا بإبقائه رهن الاعتقال حتى اتمام محاكمته،هذامحاكمته هذا بعد ان وافق المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية على لائحة الاتهام.
في يوم 6.9.2017 اصدرت محكمة حيفا قرارا صادقت فيه على طلب النيابة العامة في اعتقال الشيخ رائد صلاح حتى الانتهاء من اجراءات المحاكمات معللة ذلك ان للشيخ رائد صلاح تأثير كبير على العالم الاسلامي والعربي والفلسطيني وبالتالي فإنه يشكل خطر، وقررت وبالتالي فان ابقاءه خلف القضبان بحجة يحمي حماية امن وسلامة الدولهالدولة إسرائيل.
اما مصلحة السجون فمنذ اليوم الاول عملت على عزل الشيخ رائد صلاح عن باقي الاسرى الفلسطينيين ووضعه في عزل انفرادي في زنزانة ضيقة جدا عرضها متر ونصف وطولها متران فيها سريره وحمامه ومكان صلاته وطعامه لا يفصل بينهم أي ستار او حاجز، ناهيك عن كاميرات المراقبة التي وضعت في زنزانته آنذاك، وحبسه في سجن رامون الصحراوي ايضاً في قسم العزل الانفرادي ، وقام طاقم الدفاع عن الشيخ بالطعن في هذا القرار امام المحكمة المركزية في بئر السبع الا ان القاضي رفض الطعن وابقى الشيخ في العزل الانفرادي بادعاء ان تواصل الشيخ رائد مع باقي الاسرى او أي اسير منهم قد يؤدي للمساس في امن الدولة او امن السجون.
تفاصيل لائحة الاتهام
لائحة الاتهام التي قدمت ضد الشيخ رائد صلاح تتطرق لخطبتي الجمعة خلال الأسبوعين اللذين أغلق المسجد الأقصى فيهما، والاحتجاجات التي رافقت كانت بعد نصب البوابات الإلكترونية امام ابوابه، وكذلك تتطرق لخطبة الجنازة التأبين التي القاها الشيخ رائد أثناء تشييع جثامين الشهداء الثلاثة من مدينة أم الفحم الذين قضوا في عملية المسجد الأقصى من يوم 14.07.2017.
البند الاول في لائحة الاتهام تطرق الى تغريده نشرت في صفحة الفيسبوك التابعة للشيخ رائد والتي تم من خلالها دعوة الجماهير للحضور والتواجد في قاعة المحكمة التي بحثت في قضية الوقف الاسلامي لمقبرة القسام في مدينة حيفا على اثر بعد ان قدمت الدعوى التي اقامتها شركة تجارية دعوى للمحكمة لتمكينها من الاستيلاء على المقبرة ونقل قبور المسلمين منها المقبرة، وكان الشيخ قد وقع على هذه الدعوة بكلمات “عنهم الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح” حيث اعتبرت النيابة هذه التغريدة بمثابة دعم منظمة محظورة (القصد الحركة الاسلامية).
وكذلك شمل البند الاول في لائحة الاتهام اقوال للشيخ رائد تحدث في سياق حظر الحركة الاسلامية ومؤسسات اهلية منها مؤسسة حراء لتحفيظ القران الكريم والتي ضمت اكثر من 12 الف طالب وطالبه يتعلمون ويحفظون القران، فقال “أنا أنهي وأؤكد ما قلته في الماضي؛ إن من يعتقد خاطئا أنهم أعلنوا إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، أؤكد لهم وأقول: اليوم بدأت الحركة الإسلامية، وستبقى الحركة الإسلامية التي أعلنوها وهم واهمون، إعلان حظر حراء،… إذا كنتم رجالا مع عضلات فتعالوا وأغلقوا أبوابنا كي تغلقوا مؤسسة حراء، نحن مستمرون حسب مبادئنا”.
ثم قال لاحقا: “وفي الختام أقول للأطفال، لأطفالنا، أنتم أبطال، أنتم أبطال، الظلم الإسرائيلي صنع منكم أبطالا، وأنتم في طفولتكم، ونحن سوف نضحي لأجلكم، ونحن سنفرح للسجون من أجلكم، ونحن سنفرح للأذى والتهديدات من أجلكم، ونحن سنفرح أن نموت شهداء من أجلكم، يا أطفالنا، لأنكم، لأنكم فرحة حاضرنا، وعنوان مستقبلنا الذي سينتصر قريبا بإذن الله. نحن ضحينا بجيل التضحية، وأنتم يا أطفالنا، أنتم جيل السيطرة بإذن الله، نحن قلنا: الأقصى في خطر، وأنتم أيها الأطفال ستقولون: الأقصى منتصر بإذن الله”.
واعتبرت النيابة هذه الاقوال دعم لتنظيم محظور وفقا للقانون الاسرائيلي.
في يوم 5.4.2016 كتب الشيخ رائد صلاح مقالا بعنوان “نتنياهو وجنون العظمة ” وفي سياق المقال كتب الشيخ فيما كتب، ما يلي: “ونحن سنبقى كما نحن، والحركة الإسلامية باقية ونامية بعد حظرها، كما كانت قبل حظرها، وسيبقى رئيسها كما كان قبل حظرها، ونحن سنبقى متمسكين بكل ثوابتنا الإسلامية العربية الفلسطينية، وسنبقى منتصرين لكل هذه الثوابت وعلى رأسها انتصار القدس والمسجد الأقصى المباركين”.
اعتبرت النيابة هذه الاقوال تأييد لمنظمة محظورة.
البند الثاني في لائحة الاتهام تطرق لخطبة الجمعة التي كانت في يوم 21.7.2017 حيث اعتبرت النيابة اقوال الشيخ رائد في هذه الخطبة بمثابة التحريض على الارهاب وجاء في الخطبة ما يلي: “من هنا، من هذه الصلاة، ومن مدينة أم- الفحم، أهنيء المرابطين والمرابطات الذين الآن في باب المجلس، وباب الأسباط، في المسجد الأقصى المبارك، وفي منطقة وادي الجوز القريب من المسجد الأقصى المبارك وفي كل الأماكن التي يصلي فيها أهلنا في أقرب مكان من المسجد الأقصى المبارك، تحية لهم جميعا، لكل النساء والرجال، المحررِّين، الأحرار، الذين لم يتوقفوا منذ 8 أيام عن حماية هذه الثغرة، ثغرة المسجد الأقصى المبارك، ينوبون بذلك عن الأمة الإسلامية، والعالم العربي، والشعب الفلسطيني، منذ 8 أيام لا يتوقفون عن الحماية مرددين: بالروح بالدم نفديك يا أقصى، لا يتوقفون عن الحماية يواجهون الاحتلال الإسرائيلي، ويواجهون أسلحة الاحتلال الإسرائيلي، وهراوات الاحتلال الإسرائيلي، لا يخافون أن يصابوا، أن يصابوا، أن يعتقلوا، لا يخافون إلا من الله، الله العظيم الملك خالق السماوات والأرض، بفضل الله”.
ثم قال بعد ذلك: “أنا أقول هذا عن إيمان ووعي وثبات ورباط في الأقصى. حتى هذه اللحظات فإن الاحتلال الإسرائيلي جرح 79 من الأهل المرابطين والمرابطات في الأقصى، بعضهم في حالة خطيرة، مصابون بالرأس والصدر، سفكت دماؤهم الزكية”.
ثم قال بعد ذلك: “لذلك أدعو الله أن يشفي جميع المصابين في الأقصى المبارك، وأدعو الله أن يتقبل جميع شهداء المسجد الأقصى المبارك، من الشهيد الأول في التاريخ، أدعو الله أن يتقبل جميع شهداء المسجد الأقصى اليوم، الشهيد محمد والشهيد محمد والشهيد محمد، أسأل الله أن يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”.
البند الثالث في لائحة الاتهام تطرق لخطبة الجنازة كلمات التأبين التي القاها الشيخ رائد صلاح يوم 27.7.2018 في مقبرة حي الملسا في مدينة ام الفحم اثناء ايواء جثامين الشهداء الثلاثة حيث قال الشيخ خلال التأبين ما يلي:
“بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” (آية 169 من السورة 3). في هذه اللحظات علينا أن نقف كبيت واحد وكأسرة واحدة، نودع شهداءنا محمد ومحمد ومحمد، ندعو لهم أن يلحقوا بالنبيين والصديقين والشهداء. في هذه اللحظات ندعو الله أن يرفع مقامهم في الفردوس الأعلى من الجنة”.
وقال بعد ذلك: “أيها الإخوة، في هذه اللحظات لا يمكننا إلا أن ندعو الله تعالى أن يغفر لجميع موتانا، وجميع أحيائنا. وفي لحظات كهذه نسأله أن يقبل دعاءنا من عميق قلوبنا، ونقول اللهم ارحمهم واغفر لهم، وأكرم نزلهم وأدخلهم الجنة دار السلام بسلام، واجمعهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كما جمعتهم مع آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم في الدنيا، واجمعهم بهم يوم القيامة في الفردوس الأعلى، اللهم أكرمهم بشربة ماء سوية مع النبي محمد عليه السلام، شربة لا يظمأون بعدها أبدا. اللهم أكرمهم بصحبة رسول الله عليه السلام على حوض رسول الله، مع صحابة رسول الله ومع التابعين ومع السلف الصالح. اللهم إنا ندعوك في هذا الدعاء، اللهم استجب لنا، استجب لنا، استجب لنا”.
ثم قال بعد ذلك: “رحم الله من وقف وقرأ سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا”.
واعتبرت النيابة هذه الاقوال بمثابة تحريض على الارهاب.
البند الرابع في لائحة الاتهام تطرق لخطبة الجمعة التي القاها الشيخ في استاد السلام في ام الفحم 28.7.2017 حيث جاء فيها كتالي: “في هذه الأجواء بإذن الله رب العالمين أنقل إليكم الحقيقة الصحيحة من النبي عليه السلام. لنا، للمسجد الأقصى، للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، لجميع أهلنا المرابطين رجالا ونساء في كل القدس”.
ثم قال بعد ذلك: “هناك ضرورة أن نوضح باختصار معنى الحقيقة النبوية، التي لا تشوبها أخطاء لأنها من الله، في هذه الحقيقة يقول النبي عليه السلام: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين” فمن هم؟ من هم؟ كل حرّ في العالم يقول بدون تردد إن هذه الطائفة الظاهرة على الحق هم المرابطون والمرابطات الذين يرابطون منذ سنوات طويلة على أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام الاحتلال الإسرائيلي، يرابطون بدون خوف، واثقين، يصرخون، ويُسمِعون كل العالم ويقولون بصوت واحد: بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.
ثم قال بعد ذلك: “في هذا الخطاب الإسلامي في هذا الخطاب الإسلامي العروبي الفلسطيني الذي لا يخاف الا الله لا يخاف بنادق الاحتلال الإسرائيلي لا يخاف عصي الاحتلال الإسرائيلي لا يخاف فرق خيالة الاحتلال الإسرائيلي بل لا يخاف فرق حمير الاحتلال الإسرائيلي لا يزالون مرابطين على أبواب المسجد الاقصى ثم ماذا يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام لعدوهم قاهرين الله.. الله.. الله يا رسول الله صلى الله عليك يا رسول الله كأني تعيش بيننا في عام 2017 كأني بك تتجول ما بين باب الأسباط وباب حطة وباب المجلس كأني بك تتجول ما بين القدس القديمة وسلوان ووادي الجوز الله يا رسول الله لعدوهم قاهرين من الذي قهر غرور الاحتلال الإسرائيلي بالبث المباشر هم المرابطون والمرابطات من الذي مرغ غرور نتنياهو بالتراب هم المرابطون والمرابطات من الذي أخرس الأصوات النشاز القبيحة التي انطلقن من أردان ومن ليبرمان ومن جالند ومن كاتس ومن كل هذه الجوقة المشؤومة انطلقت أصواتهم تقول مدعية أن لها سيادة في المسجد الأقصى فصاح بهم المرابطون والمرابطات صاحوا بهم ولا يزالون يؤكدون المسجد الأقصى حق قرآنيا لنا إرث حضاري تاريخي لنا هو لنا في الماضي هو لنا اليوم وهو لنا في المستقبل وكل احتلال يتطاول على المسجد الأقصى هو الى زوال سيزول صغيرا طريدا شريدا مهزوما ذليلا مهانا بإذن الله رب العالمين”.
ثم قال بعد ذلك: “ثم ماذا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء لا بد من الألم لا بد من التضحيات لا بد من العطاء الثمين بقدر التضحيات ترتفع منزلة المضحي ليس من قدم قرشا كمن قدم مليون قرش ليس من قدم حبة تمر كمن جاد بروحه ليس من قدم كأس ماء كمن جاد بدمه ليس من صبر على فتنة الزعامة كمن صبر على فتنة السجون”.
ثم يقول بعد ذلك: “. خلال الأسبوع الماضي قدم المرابطون والمرابطات ثمانية شهداء سبحان الله شاء الله إذا أردنا ان نتعرف عن أسمائهم أن نبقى نردد محمد ومحمد ومحمد ومحمد ومحمد هذه ارادة الله هذه ارادة الله هذه ارادة الله تعالى حتى الآن حتى الآن حتى الآن بإذن الله رب العالمين ثمانية شهداء حتى الآن 1100 جريح حتى الآن مئات المعتقلين البارحة فقط تم اعتقال 120 مرابط البارحة فقط تم اصابة 110 مرابطين…”.
واعتبرت النيابة هذه الاقوال بمثابة التحريض على الارهاب.
مجريات المحاكمات ما بعد تقديم لائحة الاتهام
كما ذكرنا اعلاه اعتقل الشيخ بتاريخ 15.8.2017 وتم تقديم لائحة الاتهام في يوم 24.8.2017 وما زال الشيخ معتقلا حتى كتابة هذه السطور وما زالت إجراءات المحاكمات مستمرة.
لوعدنا وراجعنا تصرف النيابة العامة والمحاكم منذ تقديم لائحة اتهام حتى هذا اليوم لوجدنا ان هناك مماطلة مقصودة من قبل النيابة تهدف الى اطالة مجريات المحاكمة الى اطول فترة ممكنة مستغلة قرار المحكمة بوقف الشيخ حتى انتهاء اجراءات المحاكمات، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، بعد ان قدمت النيابة لائحة الاتهام بدأت بتقديم طلبات لتعديل لائحة الاتهام واضافة شهود ممن تسميهم مختصين او خبراء في شؤون الحركات الاسلامية او اللغة العربية او علاقة الخطيب مع جمهور المستمعين وبذلك استطاعت ان تأجل بدء سماع الشهود اكثر من مره علما ان هذه الامور من المفروض ان تقدم مع تقديم لائحة الاتهام وكذلك قامت النيابة بتعديل الترجمة التي ارفقتها للائحة الاتهام الاصلية وتقديم ترجمات جديدة ومختلفة لنفس الخطب المشمولة في لائحة الاتهام حتى وصل عدد الترجمات الى ثلاث ترجمات مختلفة.
من المفروض في كل اجراء جنائي وفقا للقانون الجنائي لأي دولة تحترم قانونها ان تعتبر ظاهرة التعديل المستمر والتخبط في الترجمة المتناقضة ان تعتبر سببا في ابطال لائحة الاتهام والغاء قرار الاعتقال او على الاقل الافراج عن الشيخ حتى انتهاء المحاكمات نظرا لظهور ضعف في بينات وادلة النيابة على خلاف الصورة التي رسمتها النيابة للمحكمة في بداية الطريق.
مع بدء الاستماع لشهود النيابة بعد مماطلة اشهر طويلة تبين ان شهود النيابة اللذين حُضروا للمحكمة لم يستطيعوا تعزيز واثبات التهم بل ظهرت تناقضات جوهرية في شهاداتهم وبان واضحا ضعف موقف النيابة وبدء الملف الذي بنت النيابة بالانهيار قانونيا، الا اننا على قناعة تامة ان مثل هذه الملفات هي ملاحقة سياسية بحته ولا علاقة لها بالقانون.
من الجدير ذكره، ان الشيخ رائد صلاح أكد منذ البداية ان هذا الملف هو محاكمة على الثوابت الاسلامية والعربية والفلسطينية وبالتالي فقد رفض أي اقتراح للأفراج المشروط وطالب بإلغاء محاكمته من حيث الاصل، الا ان محكمة الصلح رفضت هذا التوجه وابقت الشيخ معتقلا في الظروف الصعبة والحبس الانفرادي وبعد ستة أشهر قامت المحكمة المركزية في بئر السبع بتمديد عزل الشيخ رائد صلاح الانفرادي ستة أشهر اخرى بنفس الحجج الواهية المذكورة اعلاه. في ظل هذه ظروف الاعتقال القاسية والقلق الحقيقي على سلامة الشيخ رائد صلاح والمماطلة الممنهجة من طرف النيابة الاسرائيلية قامت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني مع طاقم الدفاع بتقدير الموقف مرة اخرى ورأت ان المصلحة تقتضي ادارة الملف القضائي من خارج السجن وعلى الشيخ رائد صلاح ان يقبل بنصيحة طاقم الدفاع بوجوب لأفراج عنه حتى لو كان ذلك بشروط قاسية ، وقد استجاب الشيخ رائد لتوجه المتابعة وطاقم الدفاع.
بناء عليه تم تقديم طلب لمحكمة الصلح بالأفراج عن الشيخ لبيته في مدينة ام الفحم لحبس منزلي، الا ان محكمة الصلح رفضت الطلب ونوهت في قرارها انها قد توافق على حبس منزلي خارج مدينة ام الفحم مع شروط مقيده اخرى.
وعليه قدم طاقم الدفاع اقتراحا ثانياً للأفراج عن الشيخ لحبس منزلي في قرية كفر كنا وقد وافقت محكمة الصلح على الطلب ولكنها اضافت في قرارها شروطا مقيدة قاسية منها حبس منزلي مع اسوره الكترونية، وملازمة كفلاء من عائلته لمدة 24 ساعة بحيث يبقى معه احدهم على الاقل ملازما، بالإضافة لكفالات مالية ومنع الشيخ من التواصل مع الاعلام باي وسيلة بما في ذلك منع مرافقيه او كفلائه من حمل هواتف نقاله اثناء تواجدهم معه ومنع وجود خدمة انترنت في البيت كما واصدرت قرارا بمنعه من السفر لخارج البلاد.
بالرغم من الشروط القاسية التي فرضتها المحكمة على الشيخ قامت النيابة العامة بتقديم استئناف فوري للمحكمة المركزية، والتي بدورها قبلت استئناف النيابة والغت قرار الافراج وابقت الشيخ في الحبس الانفرادي في ظروف قاسية.
المثير في قرار المركزية هي مسوغات القرار حيث قال القاضي ان الشيخ رائد هو شخصية مؤثرة جدا على الجماهير العربية والاسلامية وان تأثيره يكمن في كلماته التي تشكل خطرا على امن الدولة وحسب نظرة القاضي فانه لا يمكن الحد من خطورة الشيخ لا بحبس منزلي ولا باسوره الكترونية ،كونه رجلا يحمل فكرا وعقيدة (سجين أيديولوجي حسب تعبير القاضي)، ولذلك فان الطريقة الوحيدة للحد من “خطره” ابقاءه في السجن.
** طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح.