أخبار عاجلةعرب ودولي

أردوغان: السكوت عن مجازر إسرائيل مشاركة في الجريمة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن السكوت عن مجازر إسرائيل يعد مشاركة في هذه الجرائم.

وفي كلمة بالافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع، الجمعة، شدد أردوغان على أن إسرائيل “دولة إرهاب”.

وأكد أن الوقوف بوجه الهجمات الإسرائيلية على غزة بأقوى الأشكال واجب إنساني وليس من مقتضيات الأخوة فحسب.

وأضاف: “إسرائيل ترتكب منذ عام ونصف إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني متجاهلة كل حقوق الإنسان والقانون الدولي”.

وجدد أردوغان دعوته مجلس الأمن والمجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء في غزة والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.

وأردف: “من الصعب جدا إحلال سلام دائم بغزة مع استمرار إسرائيل في ممارسة إرهاب دولة وتقويض مساعي وقف إطلاق النار ومواصلتها قصف المدنيين الأبرياء”.

وأشار إلى أن تركيا اليوم هي نفسها التي استضافت على هذه الأرض اليهود المطرودين من أراضيهم قبل 500 عام.

وفي السياق، لفت إلى أنه لا يمكن لأحد أن يشوه نضال الشعب الفلسطيني البطولي ضد الاحتلال عبر وصمه بالـ “إرهاب”.

وتساءل الرئيس التركي قائلا: “هل يمكن لدولة شرعية، حتى في زمن الحرب، أن تتصرف بهذه الطريقة؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه الذي تمارسه دولة؟ لذلك، فإن إسرائيل هي دولة إرهابية، ولا يمكن أن تُسمى بغير ذلك”.

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتسعى لفرض نكبة ثانية عليهم.

وحذر أردوغان، من أن إسرائيل، التي لا تُحاسب قانونياً على أي من جرائمها، تزداد شراسة ووحشية في كل هجوم جديد.

وأضاف أن الفلسطينيين يدافعون عن أرضهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأنهم مصدر فخر للإنسانية.

وشدد على أن الشعب التركي، كما كان عبر التاريخ، يقف اليوم أيضاً في تضامن كامل مع الشعب الفلسطيني.

وأرسلت تركيا، بحسب أردوغان، منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة، أكثر من 101 ألف طن من المساعدات الإنسانية بمساعدة من دول في المنطقة.

ولفت إلى أنّ تحقيق السلام الدائم في المنطقة سيكون بالغ الصعوبة ما دام الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل في غزة مستمراً، وما دامت جهود وقف إطلاق النار تُقوَّض من قبلها، وما دامت القنابل تتساقط على الأبرياء.

وشدد أردوغان، قائلا: “السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس حل الدولتين في القضية بين إسرائيل وفلسطين”.

وأكد أن السلام مرتبط بإقامة دولة فلسطينية حرة، ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود عام 1967.

الإنسانية أكبر من الدول الخمس بمجلس الأمن
وشدد الرئيس التركي أن العالم أكبر من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لأن الإنسانية أكبر من هذه الدول.

وأشار إلى أن النظام الدولي لا يظهر نفس النجاح في مواكبة العصر مقارنة بما تحققه البشرية من قفزات تكنولوجية جديدة ومتتالية.

وقال: “نعيش في فترة نواجه فيها مشكلات تمس البشرية جمعاء، مثل الإرهاب، والجوع والفقر والعنصرية ومعاداة الإسلام والمهاجرين وأزمة المناخ، ومع ذلك نشهد بكل أسف أن المجتمع الدولي عاجز عن تطوير سياسات أكثر عدلا وإنصافا”.

وتابع الرئيس أردوغان: “العالم أكبر من خمسة. لأن الإنسانية أكبر من خمسة. هدفنا من هذا التأكيد هو ترسيخ هذا المفهوم”.

وزاد أن “تركيا بما تملكه من خبرة وتاريخ وثروة بشرية وعمق ثقافي تعد، من بين الدول التي يمكنها إيصال هذه الرسالة إلى العالم بأوضح طريقة”.

وأكمل: “لسنا دولة تقع في منطقة بعيدة عن الأزمات، تتمتع بالراحة. بل نحن موجودون في منطقة ذات أهمية استراتيجية، ولكنها في الوقت نفسه عرضة للأزمات. وهذا حالها عبر التاريخ”.

لسنا مجرد سكان بل أصحاب هذه الجغرافيا
وقال الرئيس التركي: “لسنا مجرد سكان في هذه الجغرافيا، بل نحن أيضا أصحابها. كنا هنا منذ ألف عام، على هذه الأرض. وبإذن الله، سنبقى هنا لقرون عديدة قادمة”.

وشدد على أن سياسة تركيا قائمة على أن تكون هذه المنطقة العريقة تاريخيا، أرضاً للحضارة والسلام والأمان والاستقرار.

واستطرد: “لم نعد نرغب في رؤية منطقة يسودها الصراع، بل نريد التفاهم، لا الانقسام بل الوحدة، لا الدم والدموع والألم والتوتر، بل الرفاه والاستقرار. نريد أن نعيش في عالم كهذا، وأن نترك لأبنائنا عالماً كهذا. وندرك بالطبع أن هذا ليس بالأمر السهل”.

وأوضح أنهم يدركون أن السلام يتطلب جهداً أكبر من الحرب، وتركيا انطلاقا من هذا المفهوم تسعى من أجل السلام والاستقرار في دول مثل أوكرانيا والسودان وليبيا والصومال، وكذلك يتحملون المسؤولية في إفريقيا وآسيا من خلال مبادرات الوساطة الحوار.

ومضى بالقول: “نسعى إلى تشكيل حزام من السلام والأمن حول بلادنا من خلال إقامة علاقات جيدة مع جيراننا، وتوسيع مجالات التعاون والتجارة، وبناء جسور الحوار بين الأطراف المتنازعة”.

وشدد على أن تركيا ليس لها أطماع في أرض أحد، أو في سيادة أو موارد أي دولة قائلا: “لا يمكن تأسيس مستقبل مزدهر على الاستغلال والصراع”.

إسرائيل تقوض ما أنجزه الشعب السوري
وأوضح الرئيس التركي أن إسرائيل، من خلال هجماتها خاصة على لبنان وسوريا، أصبحت تتحول إلى دولة تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة.

وأشار إلى أن هذه الهجمات تعرقل أيضاً الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.

واتهم الرئيس التركي إسرائيل بأنها تحاول تقويض ما أنجزه الشعب السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول وذلك من خلال “إثارة الانقسامات العرقية والدينية، وتحريض الأقليات في البلاد ضد الحكومة”.

وتطرق إلى التبعات التي تحملتها تركيا في الفترة السابقة جراء حالة عدم الاستقرار في سوريا قائلا: “لا يمكننا السماح بتضييع الفرصة التي أتاحتها ثورة 8 ديسمبر لتحقيق الاستقرار الدائم، ليس فقط في سوريا، بل في منطقتنا بأسرها. كما لا يمكننا التغاضي عن انزلاق سوريا مجدداً إلى دوامة من عدم الاستقرار”.

وأكد أن وحدة الأراضي السورية واستقرارها وأمنها لا يمكن فصلهما عن أمن تركيا واستقرارها.

وقال أردوغان: “الشعب السوري ذاق ما يكفي من الألم والظلم والحرب. على من يخطط لإعادة هذه المعاناة إلى أشقائنا السوريين أن يُعيد حساباته”.

وأضاف: “لا ينبغي لأحد أن يُسيء فهم رباطة جأشنا، وصبرنا، ونهجنا القائم على حل القضايا عبر الحوار. إن هدوءنا لا يجب أن يُغري البعض بأوهام خاطئة وخطيرة”.

وأكد الرئيس أردوغان على أن تركيا في سياستها الخارجية لا تتحرك وفق نوايا خفية أو أجندات سرية، بل تنطلق من مبادئ واضحة.

وشدد على أن ما تريده تركيا هو السلام، والاستقرار، والرفاه، والأمن لجميع شعوب المنطقة.

ولفت الرئيس التركي، إلى أنهم متفقون وعبر حوار وثيق مع جميع الأطراف المؤثرة في المنطقة، وفي مقدمتها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب.

وأكد على أنّ تركيا ستواصل بكل حزم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة في إطار هذا التفاهم، وفي ضوء الأمن القومي التركي، والتفاهمات القائمة بين تركيا وبين الحكومة السورية.

الانفتاح من جديد على آسيا
أوضح الرئيس أردوغان، أنهم من خلال سياسة “الانفتاح من جديد على آسيا”، يواصلون تعزيز الاتصالات والمشاورات السياسية مع دول آسيا يوماً بعد يوم.

وبعد الاستفاضة في حديثه عن تعزيز العلاقات مع دول الجوار قال الرئيس التركي: “أما الجمهوريات الشقيقة في آسيا الوسطى، فإنها تزداد أهمية ومكانة في سياستنا الخارجية يوماً بعد يوم”.

وتابع أردوغان حديثه قائلاً: “اتخذت منظمة الدول التركية في السنوات الأخيرة خطوات هامة نحو التكامل، وأسهمت بشكل كبير في تعزيز هذا التعاون. لقد كثفنا في الآونة الأخيرة جهودنا من أجل الاعتراف بالمساواة السيادية والوضع الدولي المتكافئ لشعب قبرص التركية. وسنواصل هذا المسار بصبر حتى يتحقق العدل في الجزيرة”.

هدف الاتحاد الأوروبي
أكد الرئيس أردوغان، أن العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي لا تزال هدفاً استراتيجياً لتركيا.

وبين أنّ الأمور التي تمنع الاتحاد الأوروبي من إظهار الإرادة اللازمة لدفع عملية عضوية تركيا وهي: المخاوف والأحكام المسبقة، وبسبب بعض الأطراف التي أسرت الاتحاد من الداخل”.

وقال: “إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد تجاوز التحديات الحالية، ويرغب بأن يحظى بمكانة لائقة في النظام العالمي المتغير، فعليه أن يتصرف على هذا الأساس، ويتخلص من أعبائه، ويمنح تركيا مقعدها في الاتحاد كعضو كامل دون تأخير”.

وأضاف: “نحن مستعدون وعازمون على المضي قُدماً في عملية العضوية، وننتظر من الاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة في هذا الاتجاه”.

وفي ظل النقاشات الدائرة حالياً حول مستقبل الناتو والهندسة الأمنية لأوروبا، أوضح أردوغان، أن الأمن الأوروبي لا يمكن تصوره بدون تركيا.

وقال: “تركيا، التي تقود ثاني أكبر جيش بري في الناتو، مستعدة لتحمّل المسؤوليات المستقبلية في أمن أوروبا، خاصة من خلال صناعتها الدفاعية التي حققت بها تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى