أخبار وتقاريرمقالاتومضات

يميني متطرف كاره للعرب والإسلام.. ضيف شرف على الإمارات

الإعلامي أحمد حازم

قد لا يكون من حقنا التدخل في سياسة بلد، ولكن من حقنا (وهذا واجبنا) أن نحلل الحدث. سفير إسرائيل في الإمارات، يوسي شيلي قام بتنظيم زيارة لليميني العنصري المتطرف يائير رفيفو رئيس بلدية اللد (المختلطة عربا ويهودًا) على رأس وفد من رؤساء البلديات المختلطة، الأمر الذي يعتبر عملًا استفزازيًا لشعور فلسطينيي الـ 48.

كما أنَّ الإمارات وقعت في فخ مبادرة السفير الإسرائيلي في دبي. لماذا؟ شيلي يعرف تماما النهج المتطرف لضيف الشرف يائير رفيفو وموقفه المعادي للعرب بشكل عام وفلسطينيي الداخل بشكل خاص.

فلماذا يبادر بدعوته شخصيا أو يقترح اسمه ليكون ضيف شرف على الإمارات؟ ومن جهة ثانية لماذا تقبل الإمارات استضافة شخص مثل يائير رفيفو؟ ولماذا لم تفحص الإمارات للتأكد من هوية “ضيف الشرف” مسبقا قبل استقباله؟ المصيبة ليست انهم لم يفحصوا، بل المصيبة الأكبر لو أنهم يعرفونه ورغم لك استقبلوه.

يائير رفيفو يا سادة الامارات هو يميني عنصري كاره للعرب والإسلام. اسمعوا ما كتبت عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الرسمية في شهر أكتوبر عام 2016 مبينة عنصريته بكل وضوح: “رئيس بلدية اللد يائير رفيفو يتعهد بحجب صوت الأذان بصلاة يهودية ويقول إن الأذان يزعج سكان المدينة، وأنه سيقوم بحجبه من خلال إسماع صلاة شماع يسرائيل عبر مكبرات الصوت”.

وفي العام 2015 لمّح رفيفو إلى “أن سكان اللد العرب يشكلون تهديدا أمنيا”. وفي الثلاثين من مايو/أيار عام 2021 ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن رئيس بلدية اللد يائير رفيفو “حذر من أن تصبح اللد مدينة عربية، وأن الثقافة العربية عنيفة بطبيعتها”.

إنسان بهذه الصفات العنصرية كيف يمكن لدولة عربية استقباله؟ وكيف يمكن أن نصدقه عندما يقول في كلمته خلال مأدبة الإفطار الاحتفالية التي أقيمت في منزل السفير الإسرائيلي في الإمارات، يوسي شيلي: “أؤمن بأن الشراكة الحقيقية تقوم على الثقة والاعتراف المتبادل. فإننا في اللد نسعى لتعزيز التعاون بين جميع المجتمعات، من خلال مبادرات اجتماعية وتعليمية ناجحة تثبت نفسها يوميًا”.

كيف يمكن تصديقه وهو الذي يقول إنَّ “الثقافة العربية هي ثقافة عنف”. يائير رفيفو يقول “نحن في مدينة اللد نرى في رمضان شهرًا يعزز القيم الإنسانية المشتركة، وبناء جسور التفاهم بيننا. ويتيح للجميع فرصة للتقارب والتفاهم المتبادل”. كلام رفيفو هو مجرد ذر الرماد في العيون وهو يقول ما لا يفعل وفلسطينيّو اللد خير شاهد على ذلك.

وكانت سفارة الإمارات في إسرائيل، وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أيضًا قد استضافت في شهر ديسمبر العام 2022 اليميني المتطرف إيتمار بن غفير زعيم الحزب العنصري “عوتسما يهوديت” خلال حفل استقبال أقامته السفارة بمناسبة فعاليات اليوم الوطني للإمارات.

باراك رافيد، المراسل السياسي للقناة 13 الإسرائيلية، وهو وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الإسرائيلية، قال في تغريدة له على حسابه في تويتر، صيف العام 2020 “ان محمد بن زايد يقود تحالفا سريا معنا منذ 25 عاما”. هذا الكلام يعني الكثير. فلماذا الاستغراب من دعوة يمينيين متطرفين إسرائيليين؟ وسفير أية دولة لا يتصرف دبلوماسيًا الا بضوء أخضر من دولته.

لقد صدق المثل الشعبي الذي يقول “النار بتخلّف رماد” وهذا ينطبق بالفعل على الراحل الشيخ زايد مؤسس دولة الامارات وابنه محمد بن زايد وريثه في الحكم. اسمعوا بكلمات قليلة كيف كانت سياسة الراحل إزاء إسرائيل:
أقر الشيخ زايد في أيلول/ سبتمبر من العام 1972 مرسومًا لا يزال منشورا على الموقع الرسمي للدولة، وهو البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة”، يتضمن: “يحظر على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل، أو منتمين إليها بجنسيتهم، أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما أقاموا، وذلك متى كان محل الاتفاق صفقات تجارية أو عمليات مالية أو أي تعامل آخر أيا كانت طبيعته”.

وأقرّ الشيخ زايد في المرسوم على أن أي شركة لها مصالح أو فروع أو توكيلات في إسرائيل، فيحظر التعامل معها. كما يحظر القرار دخول إسرائيل، أو التبادل التجاري معها. ويعاقب المرسوم أي شخص يتعامل مع إسرائيل بالسجن من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات.

وما تفعله الامارات اليوم في عهد محمد بن زايد هو بالضبط نقيض ما فعله والده الراحل الذي قدم حتى وفاته دعما سياسيا وماليا للقضية الفلسطينية والفلسطينيين. ولو عاد الشيخ زايد للحياة ورأى تصرف ابنه فماذا سيفعل يا ترى؟؟؟ من المؤكد أنه على الأقل سيضرب ابنه بحذائه. فعلًا النار بتخلف رماد. عيد فطر سعيد وكل عام ومجتمعنا العربي أكثر وعيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى