أخبار وتقاريرعرب ودولي

الغارديان تحذر من مخاطر توافق خطط اليمين الإسرائيلي مع ترامب بشأن غزة

حذرت صحيفة الغارديان البريطانية من مخاطر توافق خطط اليمين الإسرائيلي المتطرف مع سياسات ورؤى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة وذلك عقب استئناف الهجمات العسكرية الإسرائيلية في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت الصحيفة إن الأجواء في غزة، نهاية هذا الأسبوع، كانت أكثر قتامة مما كانت عليه في أي وقت مضى خلال حرب الإبادة الطويلة المروعة.

إذ يوم الثلاثاء الماضي، شنت الطائرات الحربية والدبابات والمدفعية والطائرات المسيرة والسفن الإسرائيلية موجة من الغارات، مما أدى إلى تقويض الهدنة الهشة التي جلبت هدوءًا للقطاع المدمر لما يقرب من شهرين. كما أن وقف إطلاق النار جلب أملًا، وهو ما جعل عودة التصعيد، كما قال الفلسطينيون في غزة، أكثر صعوبة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد يومين، ومع استمرار الغارات الجوية واستيلاء جيش الدفاع الإسرائيلي على ممر استراتيجي رئيسي يقسم غزة، أصدر وزير الجيش الإسرائيلي إسرائيل كاتس إنذارًا نهائيًا لحركة “حماس” لتسليم الأسرى الإسرائيليين المتبقين وإلا “ستخسر المزيد والمزيد من الأراضي”.

وتحدث كاتس علنا عن أن قوات الاحتلال “ستستخدم “كل الضغوط العسكرية والمدنية، بما في ذلك تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي ترامب للهجرة الطوعية لسكان غزة”.

وعلقت الغارديان “كانت هذه السطور الأخيرة مهمة. كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في يناير/كانون الثاني قبل ثلاثة أسابيع، وأن تُفضي في نهاية المطاف إلى نهاية نهائية للحرب”.

وأبرزت الصحيفة أن أحد الأسباب الرئيسية لتخلي دولة الاحتلال عن وقف إطلاق النار، مُفضّلةً هدنة لمدة 30 إلى 60 يومًا دون تحديد نهاية نهائية، هو أن كبار صناع القرار في “إسرائيل” لا يشعرون فقط بالتمكين، بل حتى بالإلهام، من شاغل المنصب الجديد في المكتب الأبيض في إشارة إلى ترامب.

وقد اعتمدت الحكومة الإسرائيلية مصطلحات ترامب المتعلقة بالأعداء الداخليين. وفي الأسبوع الماضي، شنّ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، هجومًا حادًا على الدولة العميقة اليسارية التي يُزعم أنها تعارض إرادة الشعب الإسرائيلي.

تحقيق خطط اليمين المتطرف

قالت الغارديان إن اقتراح ترامب الصاخب بتهجير سكان غزة بالكامل حتى يمكن تحويلها إلى ” ريفييرا الشرق الأوسط ” جعل الرغبة غير المعلنة من قبل العديد من الجهات الفاعلة المؤثرة بشكل متزايد في “إسرائيل” مشروعًا يمكن مناقشته علنًا – وربما حتى تحقيقه في الأمد القريب نسبيًا.

إذ تُحاكي تهديدات كاتس تصريحات ترامب حرفيًا تقريبًا. نشر الرئيس الأمريكي في وقت سابق من هذا الشهر: “إلى أهل غزة: مستقبل جميل بانتظاركم، ولكن ليس إذا احتجزتم أسرى. إن فعلتم، فأنتم أموات”.

ونبهت الغارديان إلى الهدنة الهشة في منتصف يناير/كانون الثاني، والتي أثارت في البداية بعض الأمل، قد يُنظر إليها الآن على أنها الهدوء النسبي الذي يسبق مرحلة جديدة وحشية من الحرب. وتُنبئ تهديدات كاتس وترامب ونتنياهو بما هو آتٍ.

ولفتت إلى أن الجنرال إيال زامير، رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد، أبلغ نتنياهو أن السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الحرب المعلنة لإسرائيل “هو استخدام قوة هائلة وغير مقيدة، بمشاركة أعداد كبيرة من الجنود على الأرض، وفقًا لخبراء إسرائيليين مطلعين. وهذا ما يريد رئيس الوزراء وحكومته، وخاصةً تلك المنبثقة من اليمين المتطرف الصاعد في “إسرائيل”، سماعه.

وأشارت إلى أن خطة الاستيلاء على جزء كبير من غزة و”إعادة ترتيب مساحتها بما يتناسب مع مصالحها”، يدعم خطة الإدارة العسكرية، تتوافق أيضًا مع تفكير اليمين الإسرائيلي الذي يرى فرصة سانحة الآن لإفراغ غزة جزئيًا على الأقل من الفلسطينيين.

وإحدى طرق تحقيق ذلك هي جعلها غير صالحة للعيش، ثم إيجاد طريقة تسمح لسكانها بالمغادرة. هناك مسؤولون عسكريون وسياسيون إسرائيليون يبحثون حاليًا عن سبل لتشجيع “الهجرة الشرعية” – حتى لو كانت أي هجرة، في ظل الظروف السائدة في غزة، غير قانونية بموجب القانون الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى