أخبار رئيسيةالقدس والأقصىومضات

لجنة فتيات الأقصى.. 5000 متطوعة في خدمة المسجد والمصلين

منال حجازي

منذ عام 2008، تؤدي لجنة فتيات المسجد الأقصى دورًا محوريًا في الحفاظ على النظام داخل المسجد، وسط تزايد أعداد الزوار والمصلين، خاصة في شهر رمضان المبارك. تأسست اللجنة لحماية المسجد من السرقات والتسول، ولتعزيز بيئة هادئة تساعد المصلين على العبادة.

التقى موقع “موطني 48” بالزهراء حمّاد (28 عامًا)، المسؤولة في لجنة فتيات المسجد الأقصى، للحديث عن عمل اللجنة ودورها في حماية المسجد وتهيئة بيئة مريحة للمصلين، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

وقالت حمّاد إن اللجنة شهدت تطورًا مستمرًا منذ نشأتها، حيث بلغ عدد الفتيات اللواتي تطوعن فيها على مدار السنوات أكثر من 5000 فتاة، وما زالت تحتفظ بعدد كبير من المتطوعات اللواتي التحقن بها منذ البداية.

دور اللجنة في تنظيم المسجد

وحول طبيعة عمل الفتيات داخل المسجد الأقصى، أوضحت حمّاد أن مهام اللجنة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، يمكن اختصارها بكلمة “هام”. فحرف “الهاء” يشير إلى الهدوء الذي تحرص الفتيات على توفيره في ساحات المسجد ومصلياته، خاصة في قبة الصخرة والمرواني، لضمان راحة المصلين. أما “الألف”، فيرمز إلى تعزيز الأمن داخل المسجد، من خلال منع الظواهر السلبية كالتسول والسرقات، في حين يعكس “الميم” دور الفتيات في فتح المسارات أمام المصلين، وتسهيل حركة لجان الإسعاف والدفاع المدني عند الحاجة.

وأضافت حمّاد أن الفتيات يتوزعن في مناطق محددة داخل المسجد، منها سطح قبة الصخرة ومصلاها، إضافةً إلى المصلى المرواني والساحات الشرقية، حيث يعملن بشكل متواصل على الحفاظ على النظام وخدمة الزائرات.

آلية الانضمام إلى اللجنة

وفيما يتعلق بفرص التطوع، أكدت حمّاد أن اللجنة تستقبل الفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن 15 عامًا فما فوق، وتحرص على الالتزام بالزي الشرعي أثناء فترة التطوع. وأوضحت أن التسجيل يتم عبر إعلان سنوي تنشره اللجنة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للفتيات إرسال بياناتهن الشخصية ليتم إضافتهن إلى مجموعات خاصة على “واتساب”، ومن ثم استقبالهن في أول ليلة من صلاة التراويح لبدء العمل. كما يمكن للراغبات في التطوع الحضور مباشرة إلى مقر اللجنة على سطح قبة الصخرة والتسجيل هناك.

القيم التي تعززها اللجنة

وأشارت حمّاد إلى أن اللجنة لا تقتصر فقط على تنظيم المصلين، بل تساهم أيضًا في ترسيخ مجموعة من القيم لدى الفتيات، مثل تقوية العلاقة بالمسجد الأقصى، وتعزيز مفهوم الأخوة والصحبة الصالحة، من خلال إتاحة الفرصة للتعارف والتعاون بين المتطوعات. وأضافت أن اللجنة تحرص على ربط الفتيات بالقرآن الكريم، حيث تعقد لقاءات ومسابقات لحفظ بعض السور والأجزاء، وتقدم لهن جوائز تشجيعية.

كما شددت حمّاد على أن العمل داخل اللجنة يغرس في الفتيات روح العمل الجماعي والتعاوني، ويعلّمهن الصبر وسعة الصدر أثناء التعامل مع الزوار والمصلين، خاصة مع الأعداد الكبيرة التي يستقبلها المسجد يوميًا.

تجربة المتطوعات: ارتباط وثيق بالأقصى

وفي هذا السياق، التقى “موطني 48” بالمتطوعة نور عباسي (22 عامًا)، التي تحدثت عن تجربتها داخل اللجنة، مؤكدة أنها كانت من أفضل التجارب في حياتها.

وأوضحت عباسي أن انضمامها للجنة عزز من شخصيتها، وعلمها الصبر وتحمل المسؤولية، إلى جانب تقوية علاقتها بالقرآن الكريم من خلال مجالس العلم التي تحضرها مع زميلاتها. وأضافت أنها أصبحت أكثر تعلقًا بالمسجد الأقصى، حيث بات أولوية في حياتها، وتنصح الفتيات بالانضمام للجنة لما لها من أثر إيجابي على حياتهن وشخصياتهن.

عبادة وخدمة في آنٍ واحد

وحول كيفية محافظة الفتيات على عباداتهن أثناء العمل، أوضحت حمّاد أن اللجنة تشجع الفتيات على الجمع بين أداء واجباتهن التطوعية وعباداتهن، حيث تتناوب المتطوعات على الصلاة وقراءة القرآن أثناء فترات العمل، مما يجعلهن يجمعن بين خدمة المسجد وأهله والتقرب إلى الله في الوقت ذاته.

واختتمت حمّاد حديثها بالتأكيد على أن اللجنة مستمرة في أداء دورها عامًا بعد عام، بهدف خدمة المسجد الأقصى وتأمين أجواء روحانية تساعد المصلين على أداء عباداتهم بسكينة وأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى