استشهاد شاب برصاص أجهزة الأمن.. والسلطة الفلسطينية تطلق عملية “حماية وطن” في جنين ومخيمها
استشهد الشاب يزيد جعايصة أحد قادة “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، صباح اليوم السبت برصاص أمن السلطة خلال اشتباكات بين مقاومين وقوات السلطة الفلسطينية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية. وأوقعت الاشتباكات إصابات، بعضها خطيرة، في صفوف المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
واندلعت الاشتباكات عند فجر اليوم السبت بالتوقيت المحلي، بعد محاولة أمن السلطة التقدم نحو مخيم جنين من ثلاثة محاور رئيسية. وخلال الاشتباكات، استخدم المقاومون عبوات ناسفة محلية الصنع “كواع” لاستهداف تقدم الأمن نحو المخيم. وأشارت مصادر إلى أن قناصين من الأجهزة الأمنية أطلقوا النار على مارة في الشوارع وعلى المنازل، ما أوقع أربع إصابات من الأطفال والنساء، بينها حالات خطيرة.
من جهة أخرى، أطلق مقاومون داخل المخيم نداءات عبر مكبّرات الصوت لدعوة المقاومين في بلدات جنين المجاورة إلى التدخل والتصدي لمحاولات دخول أمن السلطة لمخيم جنين. تزامناً مع ذلك، أشعل محتجون وسط مدينة جنين الإطارات المطاطية، تعبيراً عن رفضهم لسياسات الأجهزة الأمنية وتصعيدها ضد المخيم.
في هذه الأثناء، قال الناطق الرسمي لقوى أمن السلطة أنور رجب، في تصريح صحافي، إنّ الأجهزة الأمنية، بدأت، فجر اليوم، تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة للعملية الأمنية “حماية وطن”. وأضاف رجب أن هدف الأجهزة الأمنية من هذه العملية استعادة مخيم جنين مما سماها “سطوة الخارجين عن القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان”.
وتابع رجب قائلاً إنّ أجهزة السلطة الأمنية “اتخذت التدابير والإجراءات كافة التي تجنّب المواطن أي تداعيات من شأنها أن تمسّ بحياته أو تؤثر بسير الحياة الطبيعة في مدينة جنين ومخيمها”. وشدد على أنّ “الأجهزة الأمنية تؤكد أنها ماضية بكل عزيمة وإصرار وبلا هوادة في إنفاذ القانون وتنفيذه، وملاحقة كل الساعين لتهديد السلم الأهلي والأمن المجتمعي من المرتزقة والمأجورين، وأصحاب الأجندات اللاوطنية والمشبوهة، ممن يسهلون على الاحتلال مهمته في تنفيذ مخططاته وسعيه لتقويض السلطة الوطنية تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية ومصادرة حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال”، وفق وصفه.
ورفضت السلطة الفلسطينية مبادرات محلية لنزع فتيل التوتر وحقن الدماء، مشيرة إلى قرار من قيادة السلطة بإنهاء ظاهرة المقاومة في مخيم جنين. وأشارت مصادر إلى أن هذه السياسة أثارت غضباً واسعاً بين أهالي مخيم جنين، الذين يرون في ما يجري ليس تصعيداً ضد المقاومة، بل ضد المخيم دون تمييز بين المقاومين وسكان المخيم المدنيين.
ويسود التوتر لليوم العاشر على التوالي في مدينة جنين ومخيّمها، حيث تستمر الاشتباكات المسلّحة بين أفراد أمن السلطة وعناصر مسلّحة من “كتيبة جنين” بالتزامن مع فرض حصار على المخيم. وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة في الخامس من الشهر الجاري، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة. وأعقب ذلك اعتقال السلطة لنشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله، وصولاً إلى مقتل الشاب ربحي الشلبي، الثلاثاء الماضي، في أحد أحياء مدينة جنين.
ومساء أول أمس الخميس، أقرت السلطة الفلسطينية بمسؤوليتها عن مقتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاماً) برصاص الأمن الفلسطيني قبل أيام، بعد محاولتها إنكار الحقيقة، في القضية التي تحولت إلى رأي عام وأثارت ضجة كبيرة. وجاء إقرار السلطة الفلسطينية بمسؤوليتها عن مقتل الشاب الشلبي الذي يعمل على دراجة لتوصيل البضائع، في بيانها الثالث حول الحادثة، بعد إصدارها بياناً أول حاولت فيه اتهام مقاومين بقتله، لكن بعد انتشار تسجيلات لكاميرات المراقبة تفند ادعاء السلطة، أصدرت بياناً آخر قال فيه إنها تتابع التحقيق بالحادثة، وصولاً إلى إصدارها البيان الثالث مساء الخميس، الذي أقرّت فيه بمسؤوليتها عن الحادثة تحت الضغط الكبير بعد انتشار فيديوهات وشهادات تؤكد بشاعة عملية قتل الشلبي.