من كواليس مفاوضات وقف النار: فرنسا نصحت لبنان برفض انتهاك سيادته
نشر موقع أكسيوس الأميركي كواليس المفاوضات التي سبقت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مشيرًا إلى نصيحة فرنسية وُجهت إلى لبنان، لعدم القبول بحق إسرائيل في الردّ على انتهاكات حزب الله، وهو ما تدعمه واشنطن لإطلاق يد إسرائيل، ما هدد بإفشال الصفقة بأكملها، وفق مسؤول أميركي.
وبحسب التفاصيل التي نشرها الموقع، يلاحظ بأن الولايات المتحدة سعت لتأمين اتفاق يسمح لإسرائيل بالردّ على ما يمكن أن تعتبره “انتهاكًا” من حزب الله، فيما حرصت فرنسا على حفظ السيادة اللبنانية عبر تقديم نصيحة إلى اللبنانيين برفض هذه النقطة.
قال الموقع إنه بحلول منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين العمل مع لبنان وإسرائيل لصياغة معايير اتفاق لوقف إطلاق النار، لافتًا إلى أنه في 31 أكتوبر، قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، زار هوكشتاين إسرائيل، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي حضر اللقاء، قوله إن نتنياهو أبلغ هوكشتاين باعتقاده أن “هناك نافذة” للتوصل لاتفاق. وأضاف: “لمسنا في ذلك الوقت تغييرًا في الموقف وانسجامًا في كل من إسرائيل ولبنان بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار”.
وبعد 5 أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في مارالاغو، حيث قام بإخباره عن المفاوضات بشأن لبنان، وفق ما أكده مصدران مطلعان على المحادثة لموقع أكسيوس. وأكد أن ترامب لم يبدِ أي اعتراضات، بل إنه أظهر دعمًا لعمل نتنياهو مع الرئيس جو بايدن للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وتابع الموقع الأميركي أن ديرمر ناقش اتفاق لبنان على مدى اليومين التاليين مع هوكشتاين، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والمبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، لافتًا إلى أن هوكشتاين رأى في تلك اللحظة “ضوءًا في نهاية النفق”، وقرر إبلاغ فريق الأمن القومي التابع لترامب بأنه من المرجح أن يجري التوصل إلى اتفاق خلال أيام، وفق مسؤول أميركي.
وبحسب الموقع، كانت إحدى النقاط الخلافية الكبيرة الأخيرة هي ما إذا كانت إسرائيل تتمتع بالحق في الرد على انتهاكات حزب الله، حيث تحدث مسؤول أميركي عن أن فرنسا نصحت القادة اللبنانيين بعدم قبول هذا البند، لأنه يشكل انتهاكًا لسيادة لبنان، معتبرًا أن هذا الأمر “كان من الممكن أن يؤدي إلى إفشال الاتفاق بأكمله”.
وكشف المسؤول عن أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جانبًا في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في 19 نوفمبر الحالي، وأبلغه بأن الموقف الفرنسي يعرّض الاتفاق للخطر. وقال المسؤول الأميركي إن ماكرون وافق خلال هذا اللقاء القصير على أن تتوقف فرنسا عن إيصال هذه الرسالة إلى لبنان، لكن مسؤولًا فرنسيًا نفى ذلك.
وذكر الموقع أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، يمنح إسرائيل ترخيصًا بالرد على التهديدات الأمنية المباشرة من الأراضي اللبنانية، ولكن المسؤولين الأميركيين يأملون في أن يخفف نظام المراقبة من الحاجة إلى القيام بذلك.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي: “نريد أن تكون لدينا رسائل حية للتأكد من أنه كلما حدث انتهاك خطير، يجري التعامل معه على الفور. وإذا لم يجر التعامل معه وتطور إلى تهديد مباشر، فسوف تضطر إسرائيل إلى معالجته. وإذا لم نرفع أعيننا عن الكرة، فلن يكون ذلك ضروريًا”.
وفي سياق متصل، قال موقع أكسيوس إن الحفاظ على وقف إطلاق النار بين حزب الله في لبنان وإسرائيل، يشكل تحديًا كبيرًا للرئيس بايدن وخلفه الرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن التوصل إلى الاتفاق كان إنجازًا دبلوماسيًا صعب المنال، لكن منعه من الانهيار قد يكون في نهاية المطاف أكثر صعوبة.
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة ستكلف الآن بالحفاظ على الهدوء على طول إحدى أكثر الحدود تقلبًا في المنطقة، بين لبنان وإسرائيل، أثناء فترة التسليم والتسلم في الرئاسة، وفي خضم أزمة إقليمية أوسع نطاقًا لم تنتهِ بعد.
وأشار “أكسيوس” إلى أن الاتفاق يقدّم للولايات المتحدة مهمة شاقة تتمثل في مراقبة الانتهاكات، وربما كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهّد حتى قبل إنهاء الاتفاق، بالتخلي عنه إذا تجاوز حزب الله أحد الخطوط الحمراء العديدة التي وضعها.
وذكّر الموقع كيف فاجأت إسرائيل البيت الأبيض والعالم باغتيالها الأمين العام لحزب الله وقتها حسن نصر الله، في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من إعلان مبادرة وقف إطلاق النار الأميركية الفرنسية.
وأشار مسؤولون أميركيون تحدثوا إلى “أكسيوس” إلى أنّ قرار نتنياهو إبقاء بايدن في الظل خلق توترات.