دبلوماسي هولندي: مذكرة اعتقال نتنياهو كشفت ازدواجية معايير دول
قال الدبلوماسي الهولندي السابق نيكولاوس فان دام، إن تجاهل بعض الدول تنفيذ مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت “يضعف القانون الدولي”.
جاء ذلك في مقابلة صحفية مع فان دام، الذي عمل سفيرا لبلاده لدى إندونيسيا وألمانيا وتركيا ومصر والعراق، وتطرق خلالها لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير بشأن نتنياهو وغالانت.
وأضاف فان دام أن بعض الدول أظهرت ازدواجية معايير إزاء مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت، واصفا رد فعل واشنطن حول ذلك بأنه “قرصنة وأسلوب عصابات”.
وحذر من تداعيات تجاهل بعض الدول تنفيذ قرار الجنائية الدولية، قائلا إن ذلك سيجعلها تميل لتجاهل الاتفاقيات الأخرى.
معايير مزدوجة
قال الدبلوماسي الهولندي الذي شغل أيضا مناصبا مختلفة بوزارة الخارجية، إن ردود بعض الدول إزاء قرار الجنائية الدولية تظهر معايير مزدوجة حين يتعلق الأمر بإسرائيل.
وضرب مثالا على ذلك، ردود “الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية مثل ألمانيا والنمسا والمجر، وكذلك الدول غير الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية مثل الولايات المتحدة”.
وتابع: “استغرق إرساء القانون الدولي سنوات، والآن نرى أن بعض الدول لا تهتم بهذا القانون على الإطلاق، لا سيما حين يتعلق الأمر بحلفائها، كما هو الحال مع قضية إسرائيل (في الجنائية الدولية)”.
واستكمل في تعقيبه إزاء موقفهم: “إذا كان الشخص المعني ليس صديقهم، فإنهم يلتزمون بالقانون الدولي، ولكن إذا تعلق الأمر بصديق لهم فإنهم يتجاهلون القرارات”.
وأضاف: “هذا الموقف والسلوك يضعف القانون الدولي بصورة كبيرة”.
واستهجن فان دام تأخر صدور قرار الجنائية الدولية، قائلا: “ما فعلته إسرائيل واضح جدا، وما زلت مندهشا من أن المحكمة استغرقت كل هذا الوقت حتى أصدرت القرار”.
أسلوب العصابات
وفيما يتعلق بتهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول التي تلتزم بقرار الجنائية الدولية، قال: “هذا نوع من القرصنة، ومعاملة بأسلوب العصابات ضد المؤسسات ذات السمعة الحسنة”.
وأوضح أن هذا هو “الأسلوب الذي تستخدمه الولايات المتحدة وإسرائيل في كثير من الأحيان”، وأردف: “إذا وافقهم الأمر، فلا مشكلة، ولكن إذا خالفهم، هاجموه”.
ولفت إلى أن تجاهل دول لقرار المحكمة الجنائية الدولية سيجعلها “تميل لتجاهل الاتفاقيات الأخرى”.
وحذر مسؤولون أمريكيون من التفاعل مع قرار الجنائية الدولية، منهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي قال الأسبوع الماضي إن بلاده يمكن أن تنظر بفرض عقوبات على الدول التي تتعاون مع قرار الجنائية الدولية.
عزلة إسرائيل
وعن تأثير قرار الاعتقال على العلاقات الدبلوماسية، قال: “على سبيل المثال، أراد وزير خارجيتنا الذهاب إلى إسرائيل ومناقشة الوضع العام، لكنه لم يكن في موضع ترحيب (لدى إسرائيل)”.
وتابع: “حتى الحكومات التي من المفترض أن تكون صديقة جيدة لإسرائيل لم تعد مرغوبة هناك حين لم توافق مصالحها”.
وذكر أن إسرائيل تعلن أي دولة لا تفعل ما تريده إما عدوا أو خارج دائرة صداقتها.
وأشار إلى أن قرار المحكمة سيؤثر في العلاقات “بالشرق الأوسط إلى حد ما وسيزيد من عزلة إسرائيل”.
وحث فان دام الدول على ضرورة التصرف وفقا لمذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت.
وقال إزاء قرار الجنائية الدولية: “يجب أن يغير هذا القرار الموقف الرسمي للعديد من الدول تجاه إسرائيل”.
وأضاف: “مع ذلك، لم يتغير شيء حتى الآن بالنسبة لدول مثل المجر أو تشيكيا، التي هي دائما صديقة لإسرائيل مهما فعلت”.
المصدر: الأناضول