قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان
كثّف الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الخميس غاراته على مناطق عدة في لبنان أدت لسقوط قتلى وجرحى، في حين رد حزب الله بإطلاق مزيد من المسيّرات والصواريخ صوب شمال إسرائيل التي أقر أحد مسؤوليها بحجم الخسائر.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن 4 أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية على بلدة يونين في محافظة بعلبك الهرمل شرقي لبنان.
واستهدفت الغارات منذ صباح اليوم محيط بلدة المنصوري في قضاء صور جنوبي لبنان التي تعرضت أيضا لقصف مدفعي.
وشن الطيران الحربي بعدها غارتين على بلدتي أرنون وزوطر الغربية، ثم استهدف بلدة مجدل زون في قضاء صور، ومنطقة الحوش المتاخمة للمدينة، ومحيط بلدة عدلون بقضاء صيدا.
كما أفاد بأن المقاتلات الإسرائيلية أغارت على بلدة الشعيتية في قضاء صور، حيث تعرضت أيضا أطراف بلدتي القليلة والحنية لقصف بالمدفعية.
وبعدها، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارا بقصف مبنى داخل مدينة صور، وإنذارات أخرى بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
حزب الله يرد
في المقابل، واصل حزب الله -بدوره- الرد على القصف الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات من جنوبي لبنان باتجاه الجليل الغربي.
وبينما أعلن أنه قصف برشقة صاروخية قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا شمالي إسرائيل، أشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى احتمال عبور أكثر من مسيرة نحو شمالي إسرائيل، وذكرت القناة أن عمليات مطاردتها ومحاولات اعتراضها مستمرة.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن القوات الجوية “رصدت هدفا جويا عبر الحدود، والحادث لا يزال مستمرا”، كما أعلن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان وسقوط شظايا صاروخ اعتراضي في الجليل الغربي.
تسلل مسيرة
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت للمرة الثانية في رأس الناقورة ونهاريا للتحذير من تسلل مسيرة رُصدت في سماء نهاريا بشمالي إسرائيل، ثم عادت لتعلن أن حادثة الاختراق في منطقة الجليل الغربي انتهت دون تفاصيل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل شخص إثر سقوط شظايا صاروخية في مدينة نهاريا، وكانت المصادر الإسرائيلية أشارت قبيل ذلك إلى سقوط 3 صواريخ في المدينة.
وفي السياق، قال رئيس مجلس بلدة المطلة المتاخمة للحدود اللبنانية في الجانب الإسرائيلي إن أكثر من 60% من منازل البلدة تضررت، وهناك دمار هائل للبنية التحتية بسبب صواريخ حزب الله، مضيفا أن الحكومة على وشك التوقيع على اتفاق استسلام مع حزب الله.
غارات ومسيرات
وفي أحدث تطورات المعارك اليوم الخميس، أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي في شرق مدينة الخيام جنوبي لبنان بصلية صاروخية.
وقد أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي من لواء غولاني في المعارك الدائرة بجنوب لبنان، في حين كشفت وسائل إعلام محلية أنه قُتل خلال اشتباك مع عناصر من حزب الله في الموقع الذي قتل فيه عالم آثار إسرائيلي شهير أمس الأربعاء.
وأعلن الجيش مساء أمس مقتل العالم زئيف الرايخ، وهو من مستوطنة عوفر ويبلغ 71 عاما، بعد انضمامه من دون التصاريح المطلوبة إلى نشاط عملياتي لقوة من لواء غولاني تعرضت لكمين حزب الله.
وأسفرت المعارك أمس الأربعاء عن مقتل 4 جنود إسرائيليين، وفق ما كشفته مصادر إسرائيلية، بينهم جندي من وحدة النخبة “ماجلان”، كما جرح 10 آخرون.
حضور الجيش
في الأثناء، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن الجيش اللبناني يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب ويقدم ضباطه وعناصره التضحيات ذودا عن الوطن.
وفي وقت سابق اليوم، قال قائد الجيش اللبناني جوزيف عون إن قوات الجيش لا تزال منتشرة في جنوب البلاد وتقدم التضحيات، مؤكدا أن الجيش لن يترك الجنوب لأنه جزء من السيادة الوطنية اللبنانية.
ومنذ بدء المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 3544 شخصا على الأقل في لبنان وجرح أكثر من 15 ألفا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وباءت بالفشل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حتى الآن منذ تكثيف إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.