تقديرات إسرائيلية: زيارة هوكشتاين لبيروت مؤشر إلى قرب التسوية
تنظر العديد من الأطراف بما في ذلك جهات إسرائيلية بتفاؤل إلى وصول المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الثلاثاء، باعتباره مؤشرًا إلى احتمال التوصّل إلى تسوية تنهي العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس الاثنين، إنه تم “إحراز تقدّم” في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وأضاف أن إدارة الرئيس جو بايدن “مصممة على المضي بالمفاوضات إلى ما بعد خط النهاية”.
وتقدّر تل أبيب أن وصول هوكشتاين إلى لبنان مؤشر إلى أن التسوية أصبحت قريبة، ويمكن إعلان ذلك خلال وقت قصير نسبيًا، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هوكشتاين سيعلن وقف إطلاق النار من لبنان أم من إسرائيل.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، تقدير إسرائيل أنّ إيران أعطت الضوء الأخضر لحزب الله للموافقة على وقف إطلاق النار، ربما لإرسال رسالة إيجابية إلى رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير، مطّلع على التفاصيل، من دون أن تسمّيه، قوله “من مجرد وصول هوكشتاين، يمكن للمرء أن يستنتج أن هناك فرصة لتسوية. لكن القول إن الأمر مؤكد فهذا مستحيل. هناك تفاهم كبير جدًا بيننا وبين الأميركيين. ووصوله (أي هوكشتاين) إلى إسرائيل يعتمد بالطبع على نتائج حواره هناك (في بيروت)، ولكن من المنطقي أن يأتي أيضًا إلى إسرائيل”.
ويبدو أنه في حال توصّلت الأطراف إلى تسوية، فسوف تعلن الولايات المتحدة وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. وتنظر إسرائيل إلى أنّ فترة تطبيق الاتفاق هذه تعتبر اختبارًا لمعرفة ما إذا كان حزب الله سيتراجع إلى حدود نهر الليطاني، وما إذا كان الجيش اللبناني سيتحرك نحو الجنوب.
وسيبقى الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان خلال هذه الفترة، ولكن من المتوقّع أن يكون الانتشار على الأرض مختلفًا بعض الشيء. وعلى أي حال، على الأقل وفقًا للخطة، سيبقى الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) فقط في جنوب لبنان بنهاية هذه الفترة من دون وجود عسكري لحزب الله.
وفي عام 2006 أيضًا، تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار تضمن آليات لتنفيذ القرار، لكن إسرائيل تعتبر أنه انهار بسبب عدم إمكانية تطبيقه على الأرض، علمًا أنها انتهكت الأجواء اللبنانية غير مرة طوال السنوات الماضية.
وذكرت الصحيفة العبرية أنّ هذه التسوية قد تكون مختلفة، على الأقل نظريًا وعلى الورق، إذ سيتم بناء آلية أكثر فعالية تشمل بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وجهات أخرى، فيما تحتفظ إسرائيل بما ترى أنه حقها “بحرية العمل” المرسّخ في التفاهمات، أي حرية شنّ هجمات على لبنان، إزاء ما قد تعتبره انتهاكًا من قبل حزب الله.
هل يعلن هوكشتاين مفاوضات بشأن ترسيم الحدود؟
في سياق متصل أفادت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، بأنه من المنتظر شروع إسرائيل ولبنان في مفاوضات غير مباشرة حول “تصحيح” الحدود على طول الخط الأزرق، لكن بحسب ما يبدو لن تبدأ الاتصالات بهذا الشأن إلا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين واستكمال تنفيذه على الأرض.
ويتولى صياغة الاتفاق المبعوث الأميركي إلى المنطقة عاموس هوكشتاين، ومن المتوقع أن يعلن على الملأ المفاوضات التي ستبدأ بين الطرفين حول هذا الموضوع، تحت رعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أخرى.
ويدور الحديث عن خلاف كبير بين لبنان وإسرائيل، وفقًا للصحيفة العبرية، حول موقع السياج، بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من المنطقة العازلة أو الشريط الأمني عام 2000 حتى الخط الأزرق. وعقب الانسحاب، أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل انسحبت بالكامل إلى خط الحدود الدولية (أراضي الـ 48)، لكن لبنان قدّم 13 نقطة على طول الحدود يطالب بإجراء تعديلات عليها، منها في مزارع شبعا التي تدعي إسرائيل أنها احتلتها من سورية وليس من لبنان.
وأفادت قناة كان 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس الاثنين، بأنه في إطار اتصالات التسوية مع لبنان، ستدير إسرائيل مفاوضات حول النقاط الخلافية المتعلقة بالحدود البرية، وهو ما رفضت القيام به في اتفاقيات سابقة.
لكن وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك، قالت، في حديث لإذاعة ريشت بيت العبرية، اليوم الثلاثاء، إنّ “هذا لن يحدث”، في إشارة إلى تعديل الحدود البرية.