إسرائيل تنتقد عمدة أمستردام لتراجعها عن وصف اضطرابات المدينة بـ”المذبحة”
وجهت إسرائيل، اليوم الاثنين، انتقادات إلى عمدة أمستردام فمكا هالسما، عقب تراجعها عن وصف التوترات التي شهدتها المدينة بـ”المذبحة”.
وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أثارت أعمال شغب فجرتها هتافات عنصرية لمشجعي “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي ضد العرب والفلسطينيين، خلال مباراتهم بالدوري الأوروبي ضد “أياكس” الهولندي في أمستردام، غضبا واسعا من الجماهير الأوروبية.
ووصف مسؤولون إسرائيليون الحادثة بأنها “مذبحة” ضد الإسرائيليين.
ولكن مقاطع فيديو أوضحت أن الاضطرابات جاءت عقب اعتداءات واسعة من قبل الإسرائيليين، وهتافات بكلمات نابية ضد العرب وإزالة أعلام فلسطين من شرف منازل واعتداء على سائق سيارة أجرة، أدت إلى إصابة عدد من الإسرائيليين.
والأحد، قالت عمدة أمستردام هالسما لموقع “نيوز أور” الهولندي: “إذا عقدت المؤتمر الصحفي مرة أخرى في اليوم التالي لليلة الاضطرابات فلن استخدم كلمة مذبحة مرة أخرى”.
وأضافت: “لو كنت أعرف أنه سيتم استخدامه سياسيا بهذه الطريقة، وأيضا كدعاية، فلن أرغب في القيام بذلك على الإطلاق”.
واعتبرت عمدة أمستردام تبني استخدام كلمة “مذبحة” من قبل السياسيين الهولنديين “تمييزا ضد مسلمي أمستردام”.
وإثر ذلك، هاجمها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، متهما إياها “بالتستر”.
وقال ساعر في منشور على منصة “إكس”: “التصريح الذي أدلت به عمدة أمستردام غير مقبول على الإطلاق. ولا ينبغي أن يتفاقم الفشل الذي حدث في تلك الليلة بفشل خطير آخر: وهو التستر”.
وزعم أن “مئات من المشجعين الإسرائيليين الذين جاءوا لمشاهدة مباراة كرة قدم، تعرضوا للملاحقة والهجوم، واستهدفهم حشد يطلب جوازات سفرهم للتحقق مما إذا كانوا مواطنين للدولة اليهودية. ولا توجد كلمة أخرى لوصف هذا سوى مذبحة”.
وأضاف زاعما أن “استخدام مصطلح المذبحة لم يكن اختراعا إسرائيليا. فقد استخدمه سياسيون هولنديون أدركوا خطورة الحادث وطبيعته المعادية للسامية”.
وتابع ساعر، المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة: “لن نقبل أبدا مرة أخرى اضطهاد اليهود على أرض أوروبا أو في أي مكان آخر”.
ولم يتطرق المسؤولون الإسرائيليون على الإطلاق إلى الاعتداءات التي قام بها الإسرائيليين قبل وقوع الاضطرابات.
وأثارت الحادثة حالة من الانزعاج بين الأوسط الأمنية الهولندية، عقب إرسال “تقرير خاص” إلى النواب البرلمان الهولندي بشأن “الاعتداءات” في أمستردام.
والسبت، ذكرت صحيفة “دي فولكس كرانت”، إحدى كبريات الصحف الهولندية، أن وزارة الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلية أرسلت “تقريرا خاصا” إلى النواب قبل جلسة برلمانية بشأن أعمال العنف التي أثارها مشجعو مكابي في أمستردام.
وجاء في التقرير الإسرائيلي أن المنظمات الهولندية المشاركة في الأحداث “كانت مرتبطة بحركة حماس”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى من الوحدات الأمنية قولها إن “التدخل الإسرائيلي في السياسة الداخلية الهولندية كان وضعا غير مرغوب فيه”.
وصرح مصدران رفيعا المستوى، فضلا عدم الكشف عن هويتهما، أن التقرير المذكور كان “مصدر قلق على أعلى مستوى بيروقراطي في الوزارات العاملة بمجال الأمن”.