هكذا أثرت حرب غزة على الإسرائيليين.. معطيات كئيبة وإحصائيات صادمة
مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عامه الثاني، فإن أعراض الحرب لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، الذين يعانون القتل والدمار والتشريد، حيث تشير البيانات الإسرائيلية إلى زيادة أعراض التوتر والقلق والأضرار الاقتصادية، وانخفاض ثقة الجمهور الإسرائيلي في المؤسسات الحكومية، وطالما أن هذه الحرب لا تلوح نهايتها في الأفق، فسيبقى المجتمع الإسرائيلي يتأرجح بين أجواء اليأس والشعور بالحرمان، رغم ما يدعيه الجيش الإسرائيلي من “إنجازات” عسكرية بين حين وآخر.
ليئورا مينكا، الرئيسة السابقة لحركة “عمونا” النسائية القومية الدينية، ذكرت أن “إحدى أبرز معالم الحرب على الإسرائيليين، والنتائج المتوقعة فور توارد الأخبار عن سقوط الجنود وإصابة الآخرين في معارك غزة، تتمثل في إبلاغ الكثير من الإسرائيليين عن صعوبات في النوم، وتظهر الأبحاث التي أجرتها صناديق التأمين الصحي أنه منذ اندلاع الحرب حدثت قفزة ثلاثة أضعاف في استهلاك مضادات القلق ومسكنات الألم، وبالنسبة لمستوطني غلاف غزة، فإن الأرقام أكثر إثارة للقلق الإسرائيلي”.
وأضافت في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، أنه “بحسب المسوحات، فقد أبلغ نحو 40% من الإسرائيليين عن أعراض التوتر النفسي والقلق بسبب الحرب، وتشير بيانات وزارة الرعاية الاجتماعية إلى زيادة بنحو 25% في طلبات المساعدة النفسية والاجتماعية، وتظهر الدراسات ضررًا بالغًا على الشعور بالأمن الشخصي، فيما يؤثر المجال الاقتصادي أيضًا على المجتمع الإسرائيلي، لأن الأضرار التراكمية التي لحقت بسبل عيش جنود الاحتياط تخلق صعوبات جمة”.
وأوضحت أنه “بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء، فقد ارتفعت نسبة البطالة بين الإسرائيليين من 7% قبل الحرب إلى نحو 12% اليوم، وتقدر الأضرار التي لحقت بالإنتاج والسياحة والتجارة بنحو 30 مليار شيكل، إضافة للحاجة إلى الاستثمار في ترميم البنى التحتية والمباني المقدرة بعشرات مليارات الشواكل”.
وأشارت إلى أنه “بحسب استطلاعات الرأي العام، فقد تراجعت ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية بعد الحرب بنحو 15%، فيما يستمر حضور الجنود إلى صفوف جيش الاحتياط، لكن الشعور يتزايد بينهم وبين عوائلهم المنهارة، بأن توزيع العبء الأمني والاقتصادي غير عادل، وأن الائتلاف الحكومي “يحاول” تكريس هذا الواقع”.
وأكدت أنه “كي ينتقل المجتمع الإسرائيلي من الاكتئاب إلى الأمل، فلا بد من تغيير السلوك القيادي للدولة، وهذه هي الأشياء المطلوبة: القيادة الملهمة، التي تقدم رؤية واضحة للمستقبل، وتلهم التفاؤل، وتحفز العمل، وتشجع التعاون، وتقوم على التمثيل المتنوع لجميع أجزاء المجتمع، ولا يساعد على الانقسام الاجتماعي؛ القيادة التي ستتخذ القرارات الصعبة بشكل متوازن، بحيث يكون واضحًا ومتفقًا عليه لدى الجمهور، أن الدافع الوحيد لاتخاذ القرارات هو مصلحة المجتمع، وليس اعتبارات أخرى”.
وشددت على أن “الإسرائيليين اليوم يفتقرون للقيادة المتصلة، التي ستكون مثالًا شخصيًا لعامّتهم، في حين أن القيادة الحالية لا تُظهر الشراكة في تحمل العبء؛ رغم أن المطلوب منها هو التواصل الشفاف والموثوق، والالتزام إزاء التحدث بنزاهة، وقول الحقيقة للجمهور، وتوفير الشعور بالأمان، وإظهار التعاطف والحساسية.. قيادة تحدد استعادة ثقة الجمهور كهدف مركزي، وتقود التغييرات في الواقع الإسرائيلي الذي يبدو فوضويًا من خلال اتخاذ قرارات تتعلق بتخفيض عدد الوزارات الحكومية، وإدخال برامج إعادة تأهيل المدنيين”.