غارات عنيفة تستهدف الضاحية الجنوبية وحزب الله يستهدف حيفا والخضيرة
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، منذ فجر الأحد، أكثر من 30 غارة عنيفة على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في المقابل واصل حزب الله اللبناني استهداف المدن والمواقع العسكرية الإسرائيلية وعلى رأسها حيفا والخضيرة والكرمل.
وجاءت الغارات العنيفة بعد وقت قصير من صدور أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين بإخلاء المنطقة المحيطة بثلاثة مواقع قال إنها تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد سمعت أصداء الغارات الإسرائيلية على الضاحية في العاصمة بيروت وغطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة.
وذكرت الوكالة أن الغارات استهدفت محطة وقود توتال على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بمنطقة الغبيري، إضافة إلى مناطق الصفير، وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات، وحي الأميركان، والمريجة والليلكي، وحارة حريك.
هجمات وتحذير
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه هاجم وسائل قتالية وبنى عسكرية لحزب الله في منطقة بيروت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش سيواصل ضرب حزب الله بقوة وتجريده من قدراته والبنى التحتية العسكرية في لبنان.
كما حذر أدرعي مجددا سكان عدد من المباني المحددة في برج البراجنة والليلكي وحارة حريك وقال إنه سيقصف تلك المباني خلال الفترة القريبة المقبلة.
في جنوب لبنان، تركزت الغارات الإسرائيلية على بلدات كفرشوبا وبنت جبيل وتبنين والبازورية وعين بعال ودير عامص في قضاء صور ما أدى إلى تدمير مبان عدة.
وفي شرق لبنان، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على بلدة نيحا في بعلبك، استهدفت مبنى يضم عدداً من المحال التجارية، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 2036 قتيلا و9653 جريحا.
ويركز الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة قصفه على البيوت، ويتعمد ارتكاب المجازر بحق سكانها الآمنين، إضافة إلى تدمير المباني المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية بهدف قطع وإعاقة التواصل بين البلدات، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
هجمات حزب الله
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين من نوع أرض أرض أطلقا من لبنان باتجاه منطقة الخضيرة والكرمل.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن شظايا الصاروخين سقطت في 5 مواقع إثر اعتراضهما.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مئات الآلاف من الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ من منطقة حيفا وحتى الخضيرة جنوبا.
كما أعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيرتين في أجواء البحر الأحمر وأخرى قبالة شواطئ تل أبيب أطلقت من الشرق دون إصابات.
ورصد الجيش الإسرائيلي 30 عملية إطلاق للصواريخ من لبنان باتجاه كريات شمونة، مؤكدا أنه تم اعتراض بعضها، بينما نقلت وسائل اعلام إسرائيلية أن الصواريخ التي أطلقت باتجاه كريات شمونة والمستوطنات المحيطة بها تسببت في نشوب حرائق وأضرار متفاوتة دون وقوع إصابات بشرية.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت كريات شمونة وعرب العرامشة بالجليل الغربي، بالإضافة إلى قيساريا والخضيرة وحيفا والكرمل شمال ووسط إسرائيل، بعد إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من جنوب لبنان.
كما طالبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية سكان منطقة كتسرين بالجولان السوري المحتل تقليص الحركة والبقاء قرب المناطق المحصنة.
من جهته أعلن حزب الله، أنه قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الاحتلال في مستوطنة المنارة ومحيطها وحقق إصابات مباشرة.
وأضاف الحزب أنه قصف بالصواريخ قوات العدو أثناء إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستوطنة المنارة.
وفي بيان منفصل، قال حزب الله إنه “قصف بالمدفعية قوة إسرائيلية لدى محاولتها التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا وأجبرها على التراجع”.
كما هاجم حزب الله بسرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية أماكن تمركز الضباط والجنود في قاعدة شمشون العسكرية.
ولفت حزب الله إلى أنه أحصى منذ بدء الجيش الاسرائيلي عملياته البرية باتجاه بلدات في جنوب لبنان مقتل أكثر من 25 ضابطا وجنديا وإصابة أكثر من 130 من صفوف النخبة بالجيش الاسرائيلي.
إخلاء أميركي
وفي سياق متصل، أجلت الولايات المتحدة مساء السبت نحو 145 شخصا إضافيا من لبنان على متن طائرتين متجهتين إلى تركيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان إن “رحلتين نظمتهما وزارة الخارجية أتاحتا المغادرة الآمنة لنحو 145 راكبا من بيروت إلى إسطنبول في تركيا دون أن يحدد جنسياتهم. وأضاف أن كل طائرة كان يمكن أن تقل “300 راكب”.
وتابع المتحدث “لقد ساعدنا حتى الآن 600 مواطن أميركي، مقيمين بشكل دائم في لبنان، بالإضافة إلى أفراد أُسرهم المباشرين، على مغادرة لبنان عبر رحلات جوية نظمتها الولايات المتحدة”.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وأسفرت تلك الغارات حتى نهاية يوم الجمعة، عن 1181 قتيلا و3318 مصابا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
ويرد حزب الله على الغزو الإسرائيلي لبلاده بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء إسرائيل.