باراك: الإطاحة بغالانت واستبداله بساعر وسيلة نتنياهو لاستمرار الحرب
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك، أن الإطاحة بوزير الأمن يوآف غالانت ودخول زعيم حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر إلى الحكومة هو وسيلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمان استمرار الحرب.
وقال باراك في مقال نشره في الموقع الإلكتروني للقناة 12 الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء: “الإطاحة بغالانت ودخول ساعر هو وسيلة نتنياهو لضمان استمرار الحرب”.
وأضاف في إشارة إلى نتنياهو: “المسؤول عن الفشل ليس هو من سيصلحه، وترك عجلة القيادة بين يديه وصفة لكارثة وطنية غير مسبوقة”.
5 سيناريوهات
ورسم باراك 5 سيناريوهات للوضع في إسرائيل، مشيرا إلى أن “السيناريو الأول والذي تبدو احتمالاته معتدلة هو استمرار الوضع الراهن”.
وقال: “هذا سيناريو سيء للغاية بالنسبة لإسرائيل؛ حرب استنزاف بلا نهاية هي نوع من الهزيمة، إنه يخدم حماس ويتعارض مع المصلحة الوطنية لإسرائيل”.
وأضاف باراك: “من المفارقات أن الأطراف الوحيدة التي قد ترى في هذا السيناريو بعدا إيجابيا لأسباب معاكسة هي، نتنياهو و(رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى) السنوار، ولكل منهما أسبابه الخاصة”.
وأردف: “بحسب هذا السيناريو فإن إسرائيل تبقى عالقة في غزة، وحماس محطمة كقوة مقاتلة، لكنها على قيد الحياة وتواصل حرب العصابات التي تسبب خسائر بشرية، والأهم من ذلك، لا تزال الحركة في السلطة بغزة، ولا توجد صفقة مختطفين، ومن أسبوع لآخر يموت بعضهم أو يقتلون”.
وتابع باراك: “العنف يتصاعد في الضفة الغربية ويمتد إلى إسرائيل، وهناك المزيد والمزيد من الاشتباكات العنيفة بين المستوطنين والفلسطينيين، وتستمر حرب الاستنزاف ضد حزب الله في الشمال، ويتزايد التوتر بين جنود الاحتياط ورؤساء مؤسسة الدفاع ونتنياهو، وبالإضافة إلى ذلك يستمر تآكل مكانة إسرائيل في العالم، ويتعمق الضرر الذي يلحق بالاقتصاد”.
واعتبر أن “نقاط التحول المحتملة في هذا السيناريو نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، والانتخابات في إسرائيل في أوائل عام 2025 على خلفية الصعوبات في تمرير الميزانية، وأزمة دستورية، أو مسألة التجنيد، أو حدث أمني، أو سياسي صادم، أو عصيان مدني غير عنيف وواسع النطاق، على خلفية فقدان كامل لثقة الجمهور في قيادته”.
بن غفير وسموتريش
وذكر باراك أن “السيناريو الثاني واحتماله متوسط إلى مرتفع هو “سيناريو (وزيري الأمن الداخلي والمالية) إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش السيطرة الدائمة على غزة، وتعميق الصراع في الضفة الغربية، ومواجهة في الحرم القدسي”.
وقال: “هذا هو السيناريو الأخطر بالنسبة لإسرائيل وأمنها ومستقبلها، احتماله متوسط إلى مرتفع، هذا هو السيناريو الذي يسعى إليه بن غفير وسموتريتش باستمرار وبنجاح كبير، مستفيدين من ضعف نتنياهو وقلقه أو إذعانه، فهو يريد البقاء على قيد الحياة بغض النظر عن التكلفة”.
وأضاف باراك: “أهداف بن غفير وسموتريتش هي أولا الحكم العسكري الإسرائيلي الدائم في غزة وفي المستقبل إقامة المستوطنات، وثانيا الضم الكامل للضفة الغربية، وإعداد خلفية لطرد الفلسطينيين في فرصة مناسبة، وثالثا مواجهة حادة في الحرم القدسي”.
خطة أمريكية
أما السيناريو الثالث بحسب باراك فهو “الخطة الأمريكية: صفقة رهائن، هدنة استراتيجية”.
وقال: “هذا هو السيناريو المعاكس بنسبة 180 درجة لسيناريو بن غفير وسموتريتش احتماله في الوقت الحالي منخفض”.
وأضاف باراك: “مع ذلك، هذا هو المسار الاستراتيجي يحاول نتنياهو إحباطه بأي ثمن، لأنه بقدر ما يتماشى مع المصلحة الوطنية لإسرائيل، فإنه يتعارض مع مصلحته الخاصة في البقاء”.
وتابع: “الحرب منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) كانت الأكثر فشلا من بين جميع حروبنا، على الرغم من شجاعة وثبات وتضحيات الجنود والقادة”، مشددا على أن “المسؤولية واللوم تقعان على أكتاف المستوى السياسي الاستراتيجي، الذي لا يليق بالجنود”.
هجوم واسع في الشمال
والسيناريو الرابع، وفق بارك، هو “مبادرة هجومية واسعة في الشمال (مع حزب الله في لبنان) وحرب إقليمية شاملة”.
وقال: “هذا سيناريو عالي الاحتمال، أود أن أحذر من أن مبادرة هجومية واسعة النطاق في لبنان في هذا الوقت، على عكس موقف الإدارة الأميركية دون توقف لعدة أشهر تشمل صفقة رهائن وتسليح ستكون خطأ استراتيجيا باهظ التكلفة ومن الممكن أن تفرض مثل هذه المواجهة الشاملة على إسرائيل، لكن مصلحتنا هي تعظيم الفرص أولا بصفقة الرهائن والهدنة”.
وأضاف باراك: “المشكلة في هجوم واسع النطاق في لبنان هي أن بدايته ستكون ناجحة، سيهزم حزب الله وسنسيطر على منطقة أمنية متاخمة للحدود”.
وتابع: “لكن سيكون من الصعب فرض نهايتها، ولن تتمكن إسرائيل من احتلال كل لبنان أو المناورة إلى بيروت وبعلبك، ومن خلال الحدود السورية قد تنضم إلى “حزب الله” ميليشيات عراقية ومتطوعون شيعة من جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد يكون هناك استنزاف لا ينتهي ومخاطر التدهور إلى مواجهة مع إيران”.
ورأى باراك، أن “ما يفكر فيه نتنياهو هو مبادرة هجومية في الشمال مع تغيير الرجال في الحكومة كوسيلة لضمان استمرار الحرب”.
ساعر وغانتس
وأما السيناريو الخامس، بحسب باراك وهو احتمال مرتفع جوهره هو أن نتنياهو يدعو ساعر أو بيني غانتس إلى الحكومة، حتى على حساب استقالة بن غفير وسموتريتش”.
وأضاف باراك: “ومع وجود ساعر أو غانتس أو كلاهما في حكومة تتمتع بقاعدة دعم واسعة، فإنه (نتنياهو) يضغط من أجل شن هجوم واسع النطاق في الشمال، وهذا سيزيد من فرصة تخفيف معارضة الأميركيين المشغولين بشكل رئيسي بالانتخابات الرئاسية”.
وتابع: “سيستخدم نتنياهو التبادل من أجل إقالة غالانت واستبدال رئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، فهو سيعين رئيساً خاضعاً للشاباك ورئيساً للأركان أكثر مرونة، وسيطلب من ساعر أو غانتس أو كلاهما الالتزام مسبقا بالحفاظ على الحكومة في أي وضع، حتى عام 2026، دون حق النقض في أي قضية”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن نتنياهو يتجه إلى إقالة غالانت واستبداله بجدعون ساعر رئيس حزب “اليمين الوطني” والقيادي السابق في “الليكود” (حزب نتنياهو).
فيما نفى مكتب نتنياهو صحة الأنباء المتداولة بقوله عبر بيان، إن “المنشورات المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة”.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية (خاصة) عن مقربين من ساعر لم تسمهم إنه “لا يوجد جديد في الموضوع”.
وازدادت في الأيام الأخيرة خلافات بين نتنياهو وغالانت؛ على خلفية رغبة الأول في شن عملية عسكرية واسعة ضد “حزب الله” في لبنان.
والاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “غالانت يؤيد استنفاد المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة مع حزب الله، بينما يرغب نتنياهو في شن حملة عسكرية واسعة النطاق”.
كما يرى غالانت أن “أي عملية عسكرية في لبنان ستمس باحتمال إعادة المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة)؛ لأن الجيش سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية (لبنان)”، وفق الهيئة.
وفي مارس/ آذار 2023 قرر نتنياهو إقالة غالانت بسبب رفضه لتعديلات قضائية دفعت بها الحكومة وتقول المعارضة إنها تمثل انقلابا وتتيح للسلطة التنفيذية السيطرة على القضاء، لكن في الشهر التالي تراجع نتنياهو عن قرار الإقالة.