أخبار عاجلةدين ودنيامحليات

الطفلان آية وليث فادي بدارنة من عرابة يتمّان حفظ القرآن الكريم

"موطني 48" يحاور الوالدين حول منهجيتهما في عملية التحفيظ وانعكاس الحفظ على سلوكيات الطفلين

طه اغبارية

ليس مفهوما ضمنا أن يُتمّ طفلان لا يزالان في المرحلة الابتدائية، حفظ القرآن الكريم كاملا، فالعملية تحتاج إلى جهود متفانية من الأهل، من خلال المتابعة المكثفة والمراجعة الدائمة.

الطفلة آية فادي بدارنة في الصف السادس (11 عاما) وشقيقها ليث في الصف السادس (12 عاما)، من مدينة عرابة، نجحا مؤخرا في صناعة ما قد يبدو مستحيلا عند أقرانهما وعند الكبار أيضا، وهو إتمام حفظ القرآن الكريم كاملا.

غير أنّ عملية التحفيظ، كانت منهجية بإشراف الوالدين، فادي بدارنة وإيمان عبيد (حاصلة على الدكتوراه في العلوم الشرعية) مع اعتراف الوالد أن الفضل الأكبر -بعد الله تعالى- كان للأم د. إيمان.

التدرج
يقول السيد فادي بدارنة -والد الطفلين- إن عملية تحفيظ آيات وسور وأجزاء من القرآن بدأت مع ليث وآية وهما في فترة الطفولة المبكرة، من خلال والدتهما (إيمان) إلى جانب انتساب الولدين إلى معهد “عباد الرحمن” في عرابة.

فيما تؤكد الدكتورة إيمان، أن هذه المسألة لم تكن سهلة على الإطلاق لا سيما وأننا نتحدث في نهاية الأمر عن طفلين لهما عالمهما الخاص.

وتضيف في حديث لــ “موطني 48″، أنّه “بدأتُ معهما وكانا في سنّ مبكرة في عملية تحفيظ ميسرة لآيات معدودات يوميا، ثمّ بعد أن تمكنا من اتقان القراءة رفعتُ معيار الحفظ وفي آخر 3 سنوات قمتُ بتكثيف العملية مع الإبقاء على وتيرة يومية ثابتة في تسميع ومراجعة ما حفظاه، باستثناء يومي العطلة، الجمعة والسبت، هذا إلى جانب استغلال العطل المدرسية الثلاث وخاصة العطلة الصيفية لتكثيف عملية التحفيظ”.

التفوق الدراسي
لم يؤثر برنامج الحفظ والتسميع اليومي لآيات وسور من القرآن الكريم إلى جانب المراجعة لحفظ سابق، على تحصيل ليث وآية في المدرسة التي يرتادانها وهي المدرسة الأهلية “المعالي” في كفر كنا، فهما من المتفوقين، إلى جانب اجتيازهما بامتياز لامتحان الموهوبين القطري، كما يقول والدهما فادي بدارنة لـ “موطني 48”.

يشير إلى أن مداومة طفليه على حفظ القرآن شجّع العديد من زملائهما في صفيهما بالمدرسة وفي معهد “عباد الرحمن” على تكثيف عملية حفظهم لسور وأجزاء من القرآن الكريم.

ويرى أن بدء الطفل في حفظ القرآن في جيل مبكرة، يشعره بالمسؤولية وقد يميزه عن غيره من أبناء جيله من حيث يجعله أكثر انضباطا.

الثبات والمراجعات اليومية
تؤكد الدكتورة إيمان عبيد أن عملية تحفيظ القرآن للأبناء، يجب أن تتميز بالثبات والمراجعات اليومية، وقالت “مهم أن يكون للقرآن في حياة الطفل ورد يومي للحفظ والتسميع والمراجعة حتى خلال ممارسة حياته الاعتيادية”، وتكمل “عملنا على تحفيز الولدين من خلال التقدير والجوائز مع إدراكهما أن ما يقومان به إنما هو لله وليس من أجل غاية التكريم أو غاية دنيوية”.

تحذّر عبيد، الأهل من رفع سلم التوقعات من أداء أبنائهم في سن مبكرة خلال الحفظ، وأنه مهم جدا عدم اليأس والاستمرار، وهذا يكون من خلال النية الخالصة لله تعالى. كما تقول.

وتنصح الأهل الذين يسعون إلى تحبيب حفظ القرآن إلى أبنائهم أن يصبروا عليهم وأن يغرسوا فيهم إلى جانب التحفيظ القيم التربوية الإسلامية.

تُجمل الدكتور إيمان، في أنه يمكن أن يتم الولد أو البنت حفظ القرآن الكريم، في غضون عامين أو ثلاثة، في حال اتباع المنهجية الصحيحة من قبل الأهل من خلال “المثابرة والتضحية ودوام المراجعات اليومية لعملية الحفظ والتسميع”.

آية وليث فادي بدرانة من عرابة، يشعران بالفخر والاعتزاز بعد تمكنهما من حفظ القرآن، ويعيدان الفضل -بعد الله تعالى- إلى الوالدين وخاصة الوالدة على حسن المتابعة، وهما إلى جانب ذلك، يمارسان حياة الطفولة مع أقرانهما ويتفوقان في الدراسة، وفي هذا رسالة إلى الأهل، أنه يمكن أن يكون ابنك حافظا لكتاب الله تعالى دون أن يحرمه هذا من عالمه وطفولته وتحصيله في الدراسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى