تاريخ إسرائيلي حافل في إخفاء الأطفال وإجراء التجارب عليهم (شاهد)
انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة، من أجل تحسين صورة إسرائيل أمام العالم، وسط استمرار حرب الإبادة واستشهاد أكثر من 17 ألف طفل، وبلاغات عن حالات اختفاء واختطاف عديدة.
وقال نتنياهو: “لقد مكّنا الآن من تطعيم أعداد كبيرة من سكان غزة ضد شلل الأطفال، نريد تطعيم 90 بالمئة من سكان غزة، ونحن نخوض حربا عادلة بأدوات عادلة وما من جيش فعل ما فعلناه واتخذ الاحتياطات التي تتخذها إسرائيل لتقليل عدد القتلى رغم المخاطر الكبيرة”.
وبسبب الحرب الحالية استشهد أكثر من 40 ألف فلسطيني وأصيب نحو 100 ألف، وتم التبليغ عن فقدان آلاف الأطفال، في حين جرى رصد تواجد بعضهم مع جنود الاحتلال، وذلك بعد اعتراف جندي إسرائيلي قُتل لاحقا في خانيونس؛ لصديقه بأنه خطف رضيعة فلسطينية في قطاع غزة.
وأثار منشور آخر للجندي في الجيش الإسرائيلي ضمن كتيبة 432 للواء غيفعاتي، يدعى إيدو زاهار، على منصة إنستغرام جدلا واسعا، حيث ظهرت في الصورة طفلة فلسطينية دون وجود أي فرد من أسرتها، ثم تم حذف المنشور بعد ساعات، وتحوّل الحساب إلى خاص.
Where is 8 Yo Girl Doha Talat, last taken by the IDF near the Rafah crossing late July.
My latest story below
On August 30, we uncovered an Instagram post by Ido Zahar, a soldier from Israel's 432nd Tzabar Battalion. One of his pictures, featured a photo of himself with a young… pic.twitter.com/526o4rLwr7
— Younis Tirawi | يونس (@ytirawi) August 31, 2024
ووفقا لتقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال” بعنوان “الأطفال المفقودون في غزة”، أكد وجود ما يقدر بنحو 21 ألف طفل في غزة قد فُقدوا نتيجة العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك حالات اختطاف واحتجاز قسري.
Donde está Doha Talat, la niña que los soldados l$raelitas arrancaron de los brazos de su abuelo y ahora está desaparecida. La detuvieron por terr@rista? La tienen como rehén? La viol@ron? Venderan sus órg@nos? Todo es posible con estos bárb@ros. https://t.co/mr6nbGf5UL
— D FEBO (@D_FEBO) September 1, 2024
وللمؤسسة الإسرائيلية تاريخ حافل في قتل الأطفال وخطفهم واستغلالهم وحتى إجراء التجارب الطبية عليهم، رغم محاولات نتنياهو الحالية إظهار إسرائيل على أنها تعاونت وخصصت “أماكن آمنة” من أجل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.
وانتهى خطر فيروس شلل الأطفال منذ ستينيات القرن الماضي بعد تطوير لقاح فموي غير مكلف وسهل الإدارة ويُنتج مناعة ممتازة في الأمعاء، إلا أن الظروف الكارثية التي حلت بقطاع غزة بسبب الحرب أعادت خطره داخل البقعة الجغرافية الصغيرة والمعدومة من قطاع الصحة والرعاية الأولية.
أطفال اليمن
في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2016، وبعد ضغوطات مورست على الحكومة الاسرائيلية من طرف الشارع والإعلام، أفرج الأرشيف الإسرائيلي عن 3500 ملف تحوي 210 آلاف وثيقة تتعلق بقضية اختفاء أطفال اليمن في إسرائيل الذين لا تزال عائلاتهم تجهل مصيرهم حتى الآن، رغم انقضاء أكثر من نصف قرن على وصولهم إلى البلاد.
وتضمنت هذه الوثائق تراشق الاتهامات وتهربا من المسؤولية بين عدد من المسؤولين الحكوميين، والكشف عن ملامح عملية اختطاف ممنهجة للأطفال القادمين من اليمن لصالح اليهود الذين لم يرزقوا بالأبناء، بحسب موقع “واينت”.
وبإشراف الأطباء والشؤون الاجتماعية، فقد تم تفرقة الأطفال اليمنيين عن أمهاتهم بزعم حاجتهم للعلاج، ثم عرضوا على عائلات يهودية وأمريكية للتبني.
واستخدم بعض هؤلاء الأطفال كعينات للتجارب الدوائية باعتبار أطفال اليمن “أقل قدرا” من أطفال الأشكناز ((يهود الغرب وأوروبا)، بحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”.
צפיתי בכתבה של יגאל מוסקו על היעלמותה של היימנוט, והזדעזעתי. אם כל הסיפור היה מבהיל קודם הוא מבהיל ומפחיד יותר לאחר הכתבה – ילדה נעלמת כלא הייתה קיימת מעולם! אף אחד לא רואה אותה יוצאת מהבניין, אין עקבות והעדויות של האנשים שראו אותה אחרונים לפני היעלמותה היו שהיא בתוך בניין מרכז… pic.twitter.com/Wl0NYdzNZt
— 🇮🇱יפה טבג'ה – yaffa tebeje (@TebejeYaffa) March 18, 2024
والمفارقة، أن الأهالي الذين سلموا بفقدان أو وفاة أبنائهم، تلقى بعضهم في فترة الستينيات أوامر تجنيد لأطفالهم المفقودين، وهو ما أعاد فتح الملف والكشف عن هذه الجرائم من قبيل “المصادفة”.
وتوصل أكاديميون إلى حقيقة اختطاف 850 طفلا توفي منهم 733، بينما لم يعرف مصير 56، وكشفت تحقيقات تورط رجل دين يهودي بعمليات الاختطاف، بحسب الصحيفة.
ومن ضمن هذه الوثائق جرى الكشف عن قصة “يوسف إبراهيم”، وهو مهاجر من اليمن وصل عام 1949، وطلب من رئيس الحكومة حينها دافيد بن غوريون مساعدته في العثور على زوجته وابنه المفقودين.
وصل إبراهيم إلى البلاد مع زوجته واسمها “كتسيعا”، وابنته واسمها “مازال” وابنه “طوف” الذي كان يبلغ من العمر أسبوعا واحدا فقط.
وبعد وصولهم نُقلوا مباشرة إلى مخيم المهاجرين، وهناك تم فحصهم ثم أدخلوا المشفى لتلقي الرعاية الطبية، وبعد مرور أسبوع من الزمن شُفي الأب وغادر المشفى، إلا أنه لم يعثر على أثر لزوجته وأبنائه، وبعد ذلك تمكن من الوصول إلى ابنته، لكنه لم يستطع العثور على زوجته وابنه.
وفي تبرير “ضياع” الأطفال المدنيين المرضى، جرى في كثير من الأحيان إرجاع ذلك إلى حقيقة صعوبة الأسماء المركبة لليمنيين وصعوبة قراءتها أو تفسيرها من قبل العاملين في المجال الصحي، كما أن “د. م يهيل”، وهو مدير قسم المشافي في وزارة الصحة، الذي اتهم عادة يهود اليمن باستخدام “ستّة أسماء متواصلة لا يستطيع أحدٌ سواهم تفسيرها” بالتسبب في ضياع الأطفال.
وادعى “يهيل” أن العلاج الجيّد الذي تلقاه الأطفال اليمنيون تسبّب في عدم تعرف الأهالي على أطفالهم عندما حضروا لاسترجاعهم، فملامح الأطفال لم تعد كما كانت قبل تلقيهم للعلاج، إلا أنه كشف أن “الأشكناز البيض يدّعون موت الأطفال اليمنيين، ولكنهم كانوا يسرقونهم لأنّه ليس لديهم أطفال”.
تجارب طبية
كشفت ذات الوثائق أن مشفى “إيتانيم” الإسرائيليّ للطّبّ النفسي قام باستقبال أطفال رضّع وتشخيصهم طبيا بأنهم مصابون بأمراض نفسية، وبالتالي أبقاهم ضمن مرحلة العلاج لسنوات أجرى خلالها تجارب عليهم.
وتم ذلك خلال فترة الخمسينيات، وهي فترة الاختفاء المفاجئ لأكثر من ألف طفل يمني وبلقاني من مخيمات القادمين الجدد من اليهود.
وتظهر الوثائق بطاقة مريض فيها معلومات حول طفلة تبلغ من العمر عاما واحدا وصلت مدة مكوثها في المشفى إلى 1128 يوما دون أي تفاصيل عن سبب مكوثها، كما أنه تم نقلها عدة مرات من مشفى إلى آخر دون توضيح السبب أيضا.
ولم يظهر السجل الطبي توقيعا من أهلها بالرغم من أن البطاقة توضح أن الطفلة هي من “معفيرات زرنوقة”، وهي منطقة تجمع لليهود بعد النكبة، وتقع حاليا بجانب مدينة الرملة.
ועוד משהו בעניין ילדי תימן. רבים שואלים כיצד נעלמו כל כך הרבה תינוקות בלי שנותר להם זכר. לי יש שאלה אחרת: אם עשרות התינוקות האבודים ממחנה ראש העין נחטפו ולא מתו, מאיפה הגיעו לקברן צדוק חתוכה עשרות תינוקות שנקברו בלא תיעוד מספיק?https://t.co/ngvaCtzK8H pic.twitter.com/6Kjyp6mlnG
— הלל גרשוני Hillel Gershuni (@gershuni) December 21, 2019
وفي بطاقة أخرى، كتب بخطّ اليد: “مولود يمنيّ بلا عمر ولا عنوان مُحدّد.. صرّح بمكوثه بالمستشفى 9 أيام فقط”، بينما شطبت معلومات 35 يوما أخرى من مدة إقامته العلاجية، وبعد ذلك نُقل إلى مشفى هداسا في القدس.
كما أنه جرى نقل رضيعة تبلغ من العمر 7 أشهر فقط من مشفى “أساف هاروفيه” إلى مؤسّسة الأمراض النّفسيّة والعقليّة في “إيتانيم”، ومكثت فيها مدّة 778 يوما.
وخلال عام 1948، تواجد 35 ألف يمني في فلسطين، شكلوا 7 بالمئة من اليهود الإسرائيليين و40 بالمئة من اليمنيين اليهود حول العالم، بينما أصبح عددهم حاليا 260 ألفا، أي ما يعادل 3.4 بالمئة من يهود “إسرائيل”، بحسب صحيفة “هآرتس”.
ومنذ أحداث النكبة حتى عام 1952، وصلت الهجرة اليمنية الثالثة إلى البلاد، حيث وضع اليمنيّون في معسكرات خيام دون إمدادات طبية، رغم إصابة 5000 منهم بالملاريا. خلال تلك الفترة حدثت عمليات الاختفاء والاختطاف.