نتنياهو يفضح نتنياهو: داني الفاضح وبنيامين المفضوح
الإعلامي أحمد حازم
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يبدو أنه وكما يقولون بالعامية “متمسح”، وما عادت تهمه الفضائح الاجتماعية لكثرتها، تضاف إليها قضايا سياسية. وكان النائب العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت قد وجّه لنتنياهو في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019، تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وذلك في القضايا المعروفة باسم 1000 و2000 و4000. وهناك تهم أخرى كشف عنها ابن عمه دان نتنياهو في مقابلة مع موقع Bequest 12، حيث اعترف دان بأنه ” يشعر بالخجل من أن رئيس الوزراء هو أحد أفراد عائلة نتنياهو”. أفرغ داني ما في جعبته من سلبيات ضد “ابن عمه اللزم”، ولكن، لا أحد يعرف السبب الرئيس الذي دعا داني “لبق البحصة” وفضح من هو من لحمه ودمه. والخلافات بينهما قد تكون سياسية أو مادية أو اجتماعية.
دان أكد في المقابلة ما يتحدث عنه الجميع بالنسبة لمماطلة نتنياهو في المفاوضات مع حماس، وقال إنّ بنيامين “يحبط صفقة الأسرى خوفا من انسحاب اليمين المتطرف من حكومته”. وشدّد ابن عم رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن “بنيامين نتنياهو يهمل ويدمر البلاد منذ سنوات، أمنيا واقتصاديا”، مشيرا إلى أن بنيامين يعمل باستمرار على تقويض الديمقراطية الإسرائيلية من خلال تشريعات تضر باستقلال المحكمة العليا، ومنذ اندلاع الحرب عبر تغيير القواعد التي تمّ استخدامها منذ عقود، مثل تعيين القضاة على هوى وزير العدل، والشرطة التي تستخدم العنف ضد المتظاهرين وعائلات المحتجزين والقتلى، والمطالبة بالولاء الشخصي لحراس البوابة الجدد، والهجوم المستمر على المستشار القانوني للحكومة”.
ولكن، كيف ينظر دان نتنياهو إلى حزب الليكود في عهد ابن عمه بنيامين؟ دان -وعلى الأكثر- تناول “حبة جرأة” من العيار الثقيل قبل الإدلاء بتصريحاته، لأنه قال كلاما خطيرا وأوضح ذلك في النقاط التالية: “نتنياهو حوّل الليكود من حزب ديمقراطي إلى مجموعة من البلطجية والمجرمين، وتخلى عن أمن إسرائيل من خلال إقناع الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي، وتخلى عن الضمان الاجتماعي لمواطني البلاد حيث يعيش حوالي 31% منهم في حالة انعدام الأمن الغذائي، ويحبط نتنياهو بشكل متكرر صفقة إطلاق سراح المختطفين خوفا من انسحاب اليمين المتطرف من حكومته”.
وفيما يتعلق بقضية السفن والغواصات، لفت دان نتنياهو انتباه المهتمين بالأمر إلى أنّ لجنة التحقيق الحكومية قررت أن “نتنياهو عرض أمن الدولة للخطر وأضر بالعلاقات الخارجية والمصالح الاقتصادية لدولة إسرائيل”.
واختتم دان نتنياهو قائلا: “إنه حقا لا يبالي بدمار البلد ولا بالمختطفين، والغرض من جميع أفعاله هو واحد: تمديد حكمه إلى أجل غير مسمى ورفض إنشاء لجنة تحقيق حكومية للتحقيق في الأحداث التي أدت إلى إضعاف الديمقراطية واندلاع الحرب”.
وكان دان نتنياهو، قد شنّ هجوما لاذعا على طريقة قيادة بيبي (الاسم المختصر لرئيس الوزراء الإسرائيلي). للبلاد، سواء منذ بدء حرب غزة أو ما قبلها. وفي مقال له لموقع “والا” الإخباري العبري، قال دان نتنياهو إنه حتى انتخابات عام 2015، كان يؤيد بيبي لكن موقفه تغير بعد الاتهامات التي وُجهت إليه في قضية فساد قبل سنوات، وكتب داني: “أدركتُ أنني خُدعت أيضا بأكاذيب نتنياهو على مر السنين”. وأضاف: “خان نتنياهو البلاد ودمرها لسنوات، سواء من حيث الأمن أو الاقتصاد”.
واعتبر دان نتنياهو أن رئيس الوزراء “يخرب مرارا وتكرارا الصفقات لإطلاق سراح الرهائن، خوفا من أن يتخلى عنه اليمين المتطرف في حكومته”.
وتساءل دان: “هل تدمير الدولة لا يهمه والرهائن لا يهمونه؟ هذا صحيح. وهدفه الوحيد تمديد حكمه إلى أجل غير مسمى وتجنب لجنة تحقيق حكومية في الأحداث التي أدت إلى اندلاع الحرب”.