روسيا تجدد قصفها العنيف لأوكرانيا ومعارك كورسك بأسبوعها الرابع
أعلنت أوكرانيا أن روسيا هاجمت العديد من مدنها لليوم الثاني بالصواريخ والمسيرات مما أسفر عن قتلى، في حين دخلت المعارك في مقاطعة كورسك الروسية أسبوعها الرابع.
وقال الجيش الأوكراني إن العاصمة كييف (شمال) وكريفي ريه (وسط) ومناطق أخرى تعرضت لهجمات روسية متلاحقة بالصواريخ والطائرات المسيرة فجر اليوم الثلاثاء.
من جهتها، قالت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية إن البلاد بالكامل عرضة لخطر هجوم بأسلحة باليستية روسية.
واستمرت التحذيرات من الغارات الجوية في كريفي ريه وكييف ومناطق وسط وشرق أوكرانيا في معظم فترات الليلة الماضية.
وسمع في وقت مبكر اليوم الثلاثاء دوي انفجارات في كييف، ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن العاصمة شهدت 3 موجات من الانفجارات اللليلة الماضية.
وقالت السلطات إن قاذفات إستراتيجية من طراز تو-85 وأخرى اعتراضية فرط صوتية من طراز ميغ-31 أقلعت فجرا من مطارات روسية باتجاه أوكرانيا، مما استدعى وضع الدفاعات الجوية في حالة تأهب بعد هجوم جوي روسي ضخم استهدف شبكة الطاقة الأوكرانية.
قتلى مدنيون
وأعلن مسؤولون في كريفي ريه مقتل مدنيين اثنين الليلة الماضية في قصف صاروخي روسي دمر ليلا فندقا بالمدينة.
وأظهرت صور متداولة أضرارا بأحد الفنادق المأهولة في المدينة بعد إصابته بصاروخ، في وقت واصلت فيه فرق الإنقاذ البحث لساعات عن 5 أشخاص آخرين يعتقد أنهم كانوا تحت الأنقاض.
وفي زاباروجيا (جنوب شرق) التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها، قتل شخصان في هجوم بالمسيرات، بحسب حاكم المقاطعة.
وكانت روسيا أطلقت أمس الاثنين أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة على عدة مناطق بأوكرانيا بينها العاصمة كييف، وأسفر القصف عن مقتل 7 أشخاص وانقطاع الكهرباء عن عدة مناطق بعد تضرر منشآت للطاقة.
وكان هذا أوسع هجوم جوي تشنه روسيا منذ بدء حربها على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، واعتبرت موسكو أنه كان ردا على التوغل الأوكراني في مقاطعة كورسك بغربي روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هجمات أمس أصابت “جميع الأهداف المحددة” في منشآت الطاقة الحيوية التي تغذي الصناعية العسكرية الأوكرانية، بيد أن كييف أكدت أنه ألحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية المدنية.
ووفقا لمحللين في “معهد دراسة الحرب” (مقره في واشنطن)، فإن روسيا “تفتقر على الأرجح إلى الإمكانات الصناعية الدفاعية لتكون قادرة على شن مثل هذه الضربات الضخمة على نطاق مماثل بشكل منتظم”.
وندد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الاثنين بالهجوم على شبكة الطاقة الأوكرانية، واعتبر أن روسيا “لن تنجح أبدا” في الحرب التي تخوضها على أوكرانيا، متعهدا بمواصلة دعم كييف.
معارك كورسك
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الثلاثاء أن دفاعاتها الجوية أسقطت 5 طائرات مسيرة أوكرانية في مقاطعتي كورسك وبيلغورود.
ومع دخول المعارك في كورسك أسبوعها الرابع، قالت الوزارة إن قواتها أحبطت محاولة تقدم باتجاه بلدة مالايا لوكنيا.
من جهتها، نشرت وسائل إعلام روسية مقطع فيديو يظهر جنودا روسيين وهم يعلنون استعادة السيطرة على بلدة كان الجيش الأوكراني قد سيطر عليها في السابق.
كما نشرت وكالة أنا نيوز الروسية صورا لآليات أوكرانية محترقة، قالت إنها لقوات كانت تحاول التوغل في أحد محاور مقاطعة كورسك.
وقالت الوكالة إن القوات الروسية قضت على مجموعة من القوات الأوكرانية المتسللة، ودمرت ما لا يقل عن 3 آليات عسكرية تابعة لها.
وفي الأيام القليلة الماضية، تحدث مسؤولون أوكرانيون، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، عن استمرار تقدم قواتهم في المقاطعة الروسية.
وبحسب كييف، فإن قواتها سيطرت على نحو 1250 كيلومترا مربعا وأكثر من 90 بلدة وقرية.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات المحلية في مقاطعة بيلغورود الروسية عن إغلاق 3 بلدات حدودية مع أوكرانيا بسبب تدهور الأوضاع فيها.
وقال حاكم المقاطعة فياتشيسلاف غلادكوف إنه سيتم إجلاء سكان هذه البلدات وإغلاق مداخلها بشكل كامل، وإن السلطات ستساعد سكانها في الخروج، وستقدم لهم التعويضات المالية.
يأتي هذا التطور وسط مخاوف من توغلات أوكرانية جديدة في المناطق الحدودية، وكانت موسكو شكلت مؤخرا 3 وحدات عسكرية لحماية هذه المناطق.