أخبار رئيسيةشؤون إسرائيليةومضات

تل أبيب لن توجه ضربة استباقية وتنتظر رد إيران وحزب الله: توقع عمليات في الخارج

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله اللبناني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، فيما حددت المواقع التي قد تتعرض لهجوم، وسط تقارير عبرية عن تراجع نية تل أبيب عن توجيه ضربة استباقية، لكن لطالما كانت الرسائل والتصريحات الإسرائيلية العلنية موضع شك.

وتتعامل إسرائيل بدورها بحذر مع ما تستشفه من رسائل إيران وحزب الله بأنهما غير معنيين بحرب شاملة أو حرب إقليمية، رغم تكرارهما أنّ الرد سيكون “مؤلماً”، وتحافظ على حالة التأهب القصوى. وأشارت تقارير إسرائيلية، منها في صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، إلى تراجع إسرائيل عن توجيه ضربة استباقية، وتفضيلها انتظار الرد الذي قد يكون له تأثير في قراراتها المقبلة.

أهداف قد تهاجمها إيران وحزب الله
وتضع إسرائيل سيناريوهات مختلفة بشأن الأهداف التي قد يهاجمها حزب الله وإيران، منها رموز الدولة، مثل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، ومكتب رئيس الحكومة ومقر إقامته، ومقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، بالإضافة إلى قواعد سلاح الجو وقواعد الاستخبارات ومقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وقاعدة جهاز الأمن العام (الشاباك).

كما تتخوف إسرائيل من استهداف محطات الطاقة، والموانئ، والمطارات وخزانات الوقود والأمونيا، وكذلك شوارع ومحاور طرق رئيسية. لكنها تعوّل في الوقت ذاته على أنّ حزب الله وإيران يدركان، وفقاً للصحيفة، أن جيش الاحتلال قادر على الرد بقوة على هجمات من هذا النوع وتوجيه ضربات قاصمة لمواقع نفطية في إيران على سبيل المثال، أو لبنى تحتية مدنية في لبنان.

وفي حال قرر حزب الله وإيران استهداف مرافق وأماكن مدنية أيضاً، وعدم التركيز فقط على البنى التحتية والمنشآت العسكرية، فقد يوجه ضربة إلى تل أبيب وحيفا أو مدن أخرى، لكن مثل هذه العملية، بحسب الصحيفة العبرية، ستؤدي حتماً إلى تصعيد، تقدّر إسرائيل أنهما غير معنيين به، وبالتالي يسود اعتقاد في أوساط المسؤولين الإسرائيليين بأن هذا لن يحدث. كما تتوقع إسرائيل هجمات إلكترونية (سيبرانية) في محاولة للمساس بالإنذارات والتشويش على الاتصالات الخليوية.

عمليات في الخارج
ومن بين الاحتمالات التي تضعها إسرائيل تنفيذ إيران وحزب الله عمليات ضد إسرائيليين في الخارج أو استهداف دبلوماسيين إسرائيليين وسفارات إسرائيلية. ومنذ اغتيال هنية وشكر، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن جهوزية قصوى في سفاراتها وبعثاتها، على النحو الذي ساد في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأوعزت إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين باتخاذ أعلى مستويات الحذر.

ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن دبلوماسي إسرائيلي كبير لم تسمه قوله “وضعنا خطير جداً على مستوى البعثات”، مضيفاً أنّ الكثير من ممثلي إسرائيل في الخارج يشعرون بالتهديد، خاصة أنّ الهجوم قد يستهدف رموز الدولة. واعتبر المسؤول الإسرائيلي أنّ استهداف سفارة أو سفير أسهل نسبياً من استهداف أماكن أخرى، مثل الكنيست ومكتب رئيس الحكومة.

وذكر تقرير آخر في الصحيفة ذاتها، أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أمس الثلاثاء، أبقى على التقديرات الإسرائيلية بأنّ الحزب يبحث عن توجيه ضربة مؤلمة لإسرائيل، ولكن ليست على نحو يؤدي إلى حرب واسعة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني لم تسمّه قوله إنّ “استراتيجية إسرائيل لم تتغير” وإنها “غير معنية بحرب شاملة على جبهة أخرى وتحويل لبنان إلى الجبهة الرئيسية، لذلك فإنّ احتمال خروج إسرائيل في حرب استباقية بات مطروحاً على نحو أقل، والسبب الرئيسي في ذلك، بالإضافة إلى عدم الرغبة في فتح جبهة كبيرة أخرى، هي أنّ عامل المفاجأة قد تبدد”. لكن المسؤول قال في الوقت ذاته إنّ إسرائيل ستحبط أي تحرّكات ترصدها، من قبيل إخراج منصات إطلاق صواريخ من المخازن بهدف إطلاق صواريخ نحو إسرائيل.

أصوات من داخل الجيش تطالب بالحرب
في المقابل، ثمة أصوات متزايدة داخل الجيش الاسرائيلي تعتقد أنّ هناك فرصة لن تتكرر من أجل تغيير الوضع الاستراتيجي على جبهة لبنان، ذلك أنّ البلدات والمستوطنات القريبة من الحدود خالية من السكان، ومنظومة الدفاعات الجوية منتشرة على أوسع نطاق، كما أن الجبهة الداخلية جاهزة أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى أن قيادات المنطقة الشمالية صدّقت على خطط للدخول في عدة أيام من الحرب لجباية ثمن من حزب الله، وإتاحة عودة المستوطنين إلى منازلهم في شروط أفضل.

وفي صحيفة هآرتس، رأى المحلل العسكري عاموس هارئيل، اليوم الأربعاء، أنّ حزب الله هو الذي سيقود الهجوم على إسرائيل، لافتاً إلى أنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنّ خطط المحور الذي تقوده إيران ستركّز على محاولات حزب الله توجيه ضربات قوية لقواعد عسكرية إسرائيلية ومنشآت أمنية في الشمال، وفي منطقة تل أبيب الكبرى. وذكر أنه حتى لو خفّت ذروة التوتر لاحقاً بعد تبادل الضربات، فلا حلول للمشكلة الاستراتيجية في الشمال الذي يتعرض للقصف منذ عشرة أشهر متتالية، وقد تم إجلاء نحو 60 ألفاً من سكانه، “فيما يد الدولة عاجزة عن إنقاذهم”.

وفي صحيفة معاريف، كتب الباحث في برنامج إيران في معهد أبحاث الأمن القومي داني سيترونوفيتش، اليوم الأربعاء، أنّ خطاب نصر الله أمس، يوحي باعتقاد نصر الله أنّ إسرائيل ليست قادرة على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية، وفضلاً عن هذا “ولدت معادلة متوازنة بين الثمن الذي يدفعه محور إيران والثمن الذي تدفعه إسرائيل”. وأضاف الباحث أن الأطراف موجودة على شفا تصعيد متعدد الجبهات، ولكن حتى لو تم مع ذلك، فمن الواضح أنه دون وقف إطلاق النار في غزة لا ينوي حزب الله أبداً وقف إطلاق النار في الشمال، بغض النظر عمّا ستفعله إسرائيل.

ويزيد هذا من احتمالات التصعيد، برأي الباحث، الذي يميل إلى أنّ حزب الله لا يريد حرباً واسعة مع إسرائيل، “لكنه على استعداد للمخاطرة بحرب كهذه من أجل منع إسرائيل من تحقيق هدفها بالقضاء على حركة حماس، لأنه يرى أنه بدون حركة حماس في قطاع غزة والضفة الغربية، ستكون مسألة وقت حتى توسّع إسرائيل سيطرتها على الشرق الأوسط. ولذلك لا مفرّ من وضع حدّ لها بغض النظر عن الثمن الذي سيُدفع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى