مسودة أميركية تتيح لتل أبيب العودة إلى القتال في غزة بعد إبرام صفقة
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين، عن وجود مسودة موافقة أميركية تتيح للمؤسسة الإسرائيلية استئناف القتال في قطاع غزة في حال عدم نضوج المرحلة الثانية من الصفقة المقترحة، فيما أشارت القناة 13 العبرية إلى شروط جديدة يضعها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، من بينها إبعاد جزء من الأسرى الفلسطينيين الذين يتم إطلاق سراحهم في إطار الصفقة إلى دول أجنبية.
وبحسب الصحيفة، فإن الجلسة المشحونة بين نتنياهو وقادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي عُقدت يوم الأربعاء الماضي، وأكدت عدم ثقة المسؤولين الأمنيين بنتنياهو، شهدت في إطار النقاشات الحادة تطرقاً إلى المسوّدة المذكورة.
وذكرت الصحيفة أن مسألة رسالة الالتزام الأميركي بشأن إمكانية استئناف القتال أثيرت قبيل لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو في واشنطن، وتتعلق بشكل أساسي بإعطاء ضمانة لإسرائيل بأنها غير ملزمة بوقف إطلاق النار إلى الأبد تحت أي ظرف من الظروف.
وأوضح نتنياهو للمشاركين في اجتماعه مع قادة المؤسسة الأمنية أن هذه هي الرسالة التي يريد تقديمها إلى الجمهور الإسرائيلي. وكانت المفاجأة، على حدّ تعبير الصحيفة، أن أحد الحضور كان على علم بما يتحدث عنه نتنياهو، وقال له إن الولايات المتحدة سبق أن وافقت على تسليم إسرائيل مثل هذا الالتزام، بصيغة معيّنة أو بأخرى، وأن ثمة مسودة جاهزة. وعليه، كانت رسالة المسؤول لنتنياهو أن عليه البحث عن ذريعة أخرى إن كان يريد مواصلة إرجاء وعرقلة الصفقة، وعدم ربط ذلك بالرسالة الأميركية، ذلك أن الأميركيين وافقوا، في حين حاول نتنياهو إخفاء ذلك على قادة المؤسسة الأمنية، لكنهم قالوا (الأميركيون) إنهم سيرسلون الرسالة بعد التوقيع على الصفقة وليس قبل ذلك.
وقال المشاركون في الجلسة لنتنياهو، وفقاً للصحيفة ذاتها: “إننا نرى في صفقة المختطفين الآن فرصة، فيما تراها أنت بمثابة تهديد. صفقة المختطفين ليست مجرد مسألة إنسانية من الدرجة الأولى. في نظر كل مسؤول مهني، فإن الصفقة هي المفتاح الذي يمكن أن يفتح القفل الإقليمي، ويدفعنا جميعاً إلى الأمام”، فيما كان رد نتنياهو بالتذمر من أنهم بدلاً من ممارسة ضغوط كبيرة على حركة حماس، فإنهم يخرجون للإعلام ضده.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم من يتعاملون مع المفاوضات خلصوا إلى أن نتنياهو على وشك تفويت فرصة استراتيجية وليس أقل من ذلك، بسبب حسابات سياسة شخصية ضيقة، هي فرصة “إعادة المخطوفين الذين يموتون، على يد حماس أو بنيران قواتنا، وإعطاء حافز إقليمي.. يحول دون التحوّل إلى حرب إقليمية شاملة، بالإضافة إلى التوصّل لتسوية في الشمال، بحيث تبقي حزب الله بعيداً عن الحدود، وتقود لانتشار قوية دولية في كبيرة في الجنوب (اللبناني)، وتتيح عودة اللاجئين الإسرائيليين”.
من جانبها، أفادت القناة 13 العبرية، مساء أمس الأحد، بأن نتنياهو أضاف عدداً من الشروط في الأيام الأخيرة إلى مقترح الصفقة، لكن نتنياهو يضيف الآن شرطاً آخر، يتم بموجبه ترحيل جميع الأسرى “القتلة (على حد تعبير القناة)، الذين يتم إطلاق سراحهم من السجون في إسرائيل إلى دول أجنبية، مثل تركيا أو قطر، ولكن لن يعودوا إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية”.
ونقلت القناة عن مصادر مطّلعة على تفاصيل المفاوضات أن “هذا تغيير آخر على مقترح الرئيس بايدن”، وأن “أي تغيير في المقترح في هذه المرحلة يضرّ بفرص التوصّل إلى اتفاق”.
ويدور الحديث عن نحو 150 أسيراً ممن قد يُطلق سراحهم في إطار الصفقة، فيما يزعم مقربون من نتنياهو أن هذا الطلب لا يخرج عن مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، ذلك أن المقترح يشير إلى إبعاد ما لا يقل عن 50 أسيراً فلسطينياً إلى الخارج، على حد زعمهم.