محللون إسرائيليون: مصير الضيف غير معروف ورد محتمل لحماس من الضفة ولبنان
أجمع المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأحد، على انعدام اليقين بشأن حالة قائد كتائب القسام، محمد الضيف، بعد محاولة اغتياله في منطقة خانيونس، أمس، ولم يتمكنوا من توقع تأثير محاولة الاغتيال على المفاوضات، المتعثرة أصلا، حول صفقة وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، إثر صعوبة تقدير ذلك من جانب أجهزة الأمن الإسرائيلية.
ولفت المحللون إلى أن تقدير نتيجة محاولة اغتيال الضيف، بإلقاء ثمانية قنابل زنة كل واحدة طن على مكان تدعي إسرائيل أنه تواجد فيه “لمدة قصير جدا”، هو أمر صعب لدى الحديث عن الضيف بشكل خاص، وذلك لأنه تعرض لمحاولات اغتيال عديدة، خلال العقود الماضية، ونجا منها.
وأشار المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، إلى أنه نُفذت خلال الحرب على غزة محاولات اغتيال قياديين في حماس، “التي لا يوجد إقرار إذا كانوا قد نجوا أم قُتلوا، وآخرهم هو رائد سعد قبل ثلاثة أسابيع”.
وتطرق يهوشواع إلى أهمية ودور الضيف: حول كتائب القسام من ميليشيا إلى “جيش منظم، نجح في مفاجأتنا في طوفان الأقصى. وينبغي الاستماع له وحسب طوال السنين بهذا الخصوص.
والضيف يعتبر أيضا ’درع القدس’، فهو الرجل الذي نجح، سوية مع السنوار، بتوحيد الساحات في أيار/مايو العام 2021 عندما أطلق قذائف صاروخية على القدس”، في أعقاب الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وشنت إسرائيل عدوانا على غزة في حينه.
وأضاف أن “أهمية الضيف الإستراتيجية كانت بأنه والسنوار نجحا في توحيد الساحات” وإثارة موجة عمليات في القدس والضفة الغربية وهبة الكرامة دفاعا عن القدس في أراضي الـ48، وإطلاق حماس قذائف صاروخية من لبنان باتجاه شمال إسرائيل.
وبحسبه، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي يتحدث عن “رد محتمل” على محاولة اغتيال الضيف من الضفة الغربية، حيث توجد خلايا لحماس، ومن لبنان، حيث بإمكان حماس إطلاق قذائف صاروخية على شمال إسرائيل.
ونقل يهوشواع عن مسؤولين إسرائيليين اعتبارهم أن محاولة اغتيال الضيف “لن تؤثر على صفقة المخطوفين. وإذا سيكون لذلك تأثير، فإنه سيكون تأخيرا تكتيكيا فقط. والضغط بتصفية قياديين هام جدا من أجل دفعهم لوقف إطلاق نار. فحتى بعد تصفية مروان عيسى استمرت المفاوضات. والتقديرات هي أننا سنرى استئناف المفاوضات خلال أيام معدودة”.
من جانبه، أشار المحلل السياسي في “معاريف”، بِن كسبيت، إلى أنه “لا يمكن عدم التفكير بالفجوة الهائلة، التي لا يمكن استيعابها، بين الإخفاق الاستخباراتي العام لجهاز الأمن الإسرائيلي بكافة أذرعه، الذي أدى إلى 7 أكتوبر، وبين عمليات الاستخبارات منذئذ بشكل عام وفي التصفية المأمولة لمحمد الضيف بشكل خاص”.
واعتبر كسبيت أن “احتمال نجاة روح محمد الضيف التاسعة بعد إلقاء 10 أطنان متفجرات عليها أمس يعتبر ضئيل. ورغم ذلك، لدى الحديث عن الضيف، يُنصح بعدم إظهار فرح مسبق. وإذا اتضح أن محمد الضيف لم يعد معنا، فإن هذا قد يكون تحول في الحرب. فمحمد الضيف هو الرمز الفلسطيني – الحماسي رقم 1. نعم، أكثر من السنوار. وتصفيته هي نوع من صورة انتصار. وهذا لا يعني أن الإرهاب اجتثّ ولا أن حماس أبيدت، وهذا يعني أن إسرائيل حققت إنجازا إستراتيجيا هاما بإمكانه أن يتحول بأداء صحيح إلى صورة انتصار”.
وأضاف أن “صورة كهذه هي اضطرارية بعض الشيء، مضللة قليلا، لكنها أفضل من أي صورة انتصار التي لم نحققها في جميع الحروب الأخيرة. لأنه في الحرب ضد الإرهاب لا يوجد انتصار مطلق حقيقي في أي مرة”.
وبحسب كسبيت، فإن “السؤال هو إذا كان نتنياهو سيستغل هذه الفرصة. فالمناورة البرية للجيش الإسرائيلي سمحت بصفقة تبادل الأسرى الأولى، وتصفية الضيف، في حال تحققت، يفترض أن تسرع الصفقة الثانية. وكي يتحقق هذا، ينبغي أن يدرك السنوار ونتنياهو أنه حان الوقت. ويبدو لي أن السنوار يفضل ألا يحدث هذا الآن. أما بالنسبة لنتنياهو، فإن الصفقة لن تنقذ حياته. على العكس، من شأنها أن تسرع نهاية ائتلافه”.
بدوره، أشار المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أنه “لا يوجد لدى الاستخبارات الإسرائيلية إقرار نهائي بشأن موت الضيف. وسيكون من الصعب الحصول على تأكيد على ذلك، على خلفية الضرر الذي سببه القصف الجوي. ومن الجائز أن لدى حماس مصلحة بإبقاء الإجابة مبهمة لفترة طويلة. فهكذا تصرفت الحركة في عدة حالات قُتل فيها قادة كبار أثناء الحرب”.
واعتبر أنه “إذا قُتل الضيف فعلا، قد يمر وقت إلى حين يتضح تأثير ذلك على مواقف السنوار في المفاوضات. واستهداف شريكه الأقرب من شأنه أن يؤثر مؤقتا على تشديد موقف السنوار في المحادثات. ومن الجهة الأخرى، توجد أهمية بالنسبة لإسرائيل بالشعور الحاصل لدى قادة الحركة بأنهم لا يتمكنون من الإفلات لوقت طويل من مطاردتهم”.
واستبعد هرئيل أن يقرر نتنياهو، في حال تبين أن الضيف اغتيل، سحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. “فحتى الآن، رفض نتنياهو توصية الجيش بتنفيذ ذلك، في نهاية العملية العسكرية في رفح”.