غالانت يواصل مباحثاته بواشنطن وتبادل رسائل “حادة” مع تل أبيب
أفادت صحيفة إسرائيلية بأن الإدارة الأميركية تبادلت رسائل “حادة” مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما يواصل وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن مباحثات “المرحلة الثالثة” في غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر لم تسمها، عن تبادل رسائل وصفتها بالحادة، في الساعات الأخيرة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومكتب نتنياهو.
وذكرت الصحيفة أن الجانب الأميركي اعتبر أن تصريحات نتنياهو التي أدلى بها الأحد بشأن صفقة التبادل، أضرت بالضغط على حركة حماس.
وكان نتنياهو قال للقناة 14 الإسرائيلية إنه ليس مستعدا لوقف الحرب قبل القضاء على حركة حماس. وأضاف أنه مستعد لصفقة جزئية تعيد بعض المحتجزين لدى الحركة، على أن تُستأنف بعدها الحرب إلى أن تحقق أهدافها، حسب تعبيره.
لكنه لاحقا تراجع عن هذه التصريحات وقال خلال جلسة أمام الكنيست إن إسرائيل ملتزمة بالمقترح الذي تبناه الرئيس الأميركي، وبإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الأحياء والأموات منهم، دون استثناء.
وضمن الرسائل المتبادلة بين إدارة بايدن ومكتب نتنياهو، طالب الجانب الأميركي -وفق يديعوت أحرونوت- بأن يعلن نتنياهو التزامه بصوت عال ويقول إنه يدعم الخطة بشكل كامل.
إيصال المساعدات
في السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أكد لوزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن إيصال المساعدات إلى غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة أمر ضروري.
وأضافت الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد لغالانت في لقاء جمعهما ضمن زيارة الأخير لواشنطن أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي يتيح عودة العائلات الإسرائيلية واللبنانية لمنازلها.
وشدد بلينكن لغالانت على أهمية تجنب المزيد من تصعيد الصراع على الحدود اللبنانية، كما بحث معه الجهود الجارية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن جدد تأكيد التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قال إن المحادثات التي يجريها مع الإدارة الأميركية تتعلق بالخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف غالانت في تصريح صحفي أنه سيناقش مع وزير الخارجية الأميركي الانتقال للمرحلة الثالثة من العملية العسكرية في غزة.
في الأثناء، تظاهر عدد من النشطاء الأميركيين المؤيدين للفلسطينيين أمام مقر وزارة الخارجية في واشنطن، احتجاجا على زيارة غالانت للعاصمة الأميركية.
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو لإنهاء الحرب في غزة، ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل.
ولدى وصول غالانت للاجتماع بالوزير بلينكن، ردد المتظاهرون هتافات تدعو واشنطن لاعتقال غالانت ومحاكمته على ما سمّوها جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشه ضد المدنيين الفلسطينيين.
صفقة “جزئية”
وتعليقا على تصريحات نتنياهو بشأن الصفقة “الجزئية” التي تحدث عنها، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن مصدرا إسرائيليا على اطلاع بالمفاوضات مع حماس، أبلغ القناة 12 أن تلك التصريحات “تسببت في أضرار سيكون من الصعب جدا إصلاحها وفي توقيت رهيب عندما تم توجيه كل الضغوط” على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
وقال المصدر “كان بيانه تخريبا فعليا. من الصعب أن نرى كيف يمكننا التوصل إلى صفقة في المستقبل القريب”، وأضاف “لقد انتهت اللعبة من أجل صفقة”، وأنه “يتخلى عن إطلاق سراح الجنود المختطفين وعن فرصة محاولة إعادة النساء والجنديات وكبار السن إلى المنزل أولا”.
موقف حماس
ومن جانب حماس، أكد القيادي في الحركة عزت الرشق أن موقف نتنياهو الحقيقي هو عدم التوصل لاتفاق، والمراوغة لكسب الوقت ومواصلة حرب الإبادة.
وأضاف في بيان أنه بات واضحا للعالم أن نتنياهو هو الذي يرفض ويعطّل ما ورد في خطاب بايدن، وقرار مجلس الأمن الأخير، وليس حركة حماس.
وكان القيادي في الحركة خليل الحية قال في تصريحات صحفية إن حماس ملتزمة بالمبادئ التي أعلنها الرئيس الأميركي بايدن ومستعدة للتفاوض الجاد انطلاقا من تلك المبادئ.
وأعرب الحية، في تصريحات أخرى، عن أمل حماس أن ينجح الوسطاء في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بالتوصل إلى صفقة وإنهاء الحرب.
وأضاف أنه لا يتوقع أن تهدأ المنطقة، لأن نتنياهو “مُسَعِّر حرب في كل الجبهات من أجل بقائه السياسي”، حسب تعبيره.
وأضاف أنه إذا وسّع الاحتلال حربه لتشمل لبنان “فسيفتح على نفسه نارا كبيرة”، مؤكدا أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب للتغطية على فشله خلال 9 أشهر.
من جانبه، قال محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في تصريحات صحفية، إن نتنياهو يريد الاستمرار في الحرب والعدوان وإنه يسعى فقط لاستعادة بعض الأسرى من قطاع غزة.
وأضاف الهندي أن هذا الموقف واضح وثابت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.