حكاية مُصوّرة.. المسجد الأقصى في عدسة الفحماوية أمنية اغبارية
منال حجازي
“حوّشت المصاري شيكل على شيكل”… بهذه الكلمات عبّرت الشابة أمنية اغبارية (21 عامًا) من أم الفحم عن طريقة جمعها للمال لكي تحصل على الكاميرا الأولى الخاصة بها لتصوّر معالم المسجد الأقصى المبارك.
وهذه حكاية “الأقصى في عدسة أمنية” كما يوثقها موقع “موطني 48”.
تدرس أمنية، الصحافة والإعلام في جامعة بيرزيت، وحول اختيارها هذا المجال تقول: “اخترت هذا الموضوع انطلاقًا من موهبتي في التصوير وشغفي في إنتاج الفيديو والكتابة والمونتاج وإجراء المقابلات مع الناس وتصوير قصصهم”.
بدأت أُمنية مسيرتها في التصوير في جيل 13، تقول عن ذلك: “كُنت أستخدم الهاتف في ذلك الوقت، وأصور اليوميات البسيطة التي لطالما رأيت الكثير من الناس ينشرونها في تطبيق انستغرام، مثل صور الكتب وأكواب القهوة وأصناف الطعام، والرحلات العائلية والمدرسية وبعض المناظر في الطبيعة، لم تكن الصور ذات معنى، وغلب عليّ تقليد الآخرين ولم أكن أتّبع أيا من قواعد التصوير”.
تتابع اغبارية -يتابعها على تطبيق انستغرام أكثر من 26 ألفا- “بعد مدة من الزمن بدأت بالتصوير داخل باحات المسجد الأقصى ونشر الصور على حسابي. لم أكتف بعدسة الهاتف، وطمحت بالحصول على كاميرتي الخاصة. ومن مدّخراتي وبمساعدة الأهل حصلت عليها”.
لم تكتف أمنية باقتناء كاميرا، بل انضمت إلى دورات للتصوير، ما جعلها تطور قدراتها في هذا المجال.
حول سبب اختيارها للمسجد الأقصى لتصوير معالمه ومصلياته تقول أمنية “المسجد الأقصى هو المستراح والملجأ الآمن بالنسبة لي، في كل مرةٍ تطأ قدماي مسرى رسولنا (صلى الله عليه وسلم) أشعر كأنها المرة الأولى. اخترت التصوير هناك لتوثيق ذكريات خاصة بي، ثم أصبح هدفي إبراز جمال المسجد الأقصى لمن لا يستطيع زيارته أو الوصول إليه. أُحاول من خلال صوري أن أُبرز التفاصيل لجميع المصليات والقباب والمصاطب ليتمتع برؤيته الناظر المحروم من دخوله”.
عن تأثير البيئة الإيمانية والروحانية للمكان على جودة التصوير تقول: “عند جلوسي تحت شجرة أمام قبة الصخرة، أشعر بسُكون عقلي وطمأنينة قلبي وأستطيع رؤية زوايا معينة تشّد انتباه المشاهد، بهذه الطريقة تصل الصورة محملةً بالمشاعر التي سكَنت قلب المصوّر عند التقاطها، لذلك أعتني بانتقاء زوايا تصوير مناسبة بهدف نقل الصورة التي أراها كما هي”.
وحول سبب التقاط كل صورة تقول أمنية “بعض الصور عفوية وبعض الصور أقوم بالتقاطها لتذكرني بحدث معين أو قصة ما، ذات مرة التقطت صورة لمسن كان يصلي على إحدى المصاطب بجانب المصلى القبلي، وكان حينها يرتدي الكوفية، شدّني المنظر والتقطت الصورة ليكون في الخلفية المصلى القبلي، ، في الحقيقة أُهوى تصوير المسنين في المسجد الأقصى وأنشر العديد من صورهم على حساب الإنستغرام، تكمل، “في شهر رمضان الأخير التقطت صورًا كثيرة”.
تذكر أمنية إعجاب متابعيها بتصويرها وردود الفعل الإيجابية التي تصلها عبر التعليقات على حسابها وعبر الرسائل التي تصل بعد نشر أي “ستوري” وتشير إلى بعض التعليقات المفضلة لديها التي تصلها مثل: “أنت المصورة الأفضل في المسجد الأقصى”، “تشعريننا من خلال صورك بأننا معكم”.
وحول دورها كمصورة بنقل قدسية أهمية المسجد الأقصى تقول أمنية “كثيرًا من الناس حتى يومنا هذا لا يعلمون تقسيم المسجد الأقصى وأسماء مصلياته وقبابه، فأعمل أحيانًا على إرفاق المعلومات مع الصور”.
تختم أمنية حديثها لـ “موقع موطني 48″، برسالة إلى المصورين في المسجد الأقصى: “يجب على عشاق تصوير الأقصى، أن يُدركوا أنّ التصوير لا يجب أن يكون عفويًا دائما، وإنما عليهم نقل معلومات عن المسجد الأقصى، وحثّ الناس على زيارته والرباط فيه، وألا يقتصر إعماره في شهر رمضان والمناسبات الدينية وتركه فارغًا باقي أيام السنة”.