“معظم أعمالي تحمل رسالة الصبر وتعبر عن الحياة الآخرة حيث العدل المطلق ونهاية الظلم” حكاية المربية ومعلمة الفنون ريما ياسين من طمرة
منال حجازي
“هدفي أن أكون معلمة الفن التي لطالما حلمتُ أن ألقاها عندما كنت طالبة”. بهذه الكلمات عبّرت ريما ياسين (25 عامًا) من مدينة طمرة عن عملها كمعلمة فن في مدرسة السواحرة الإعدادية للطالبات بجبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس، وهذه حكاية ريما يوثقها موقع موطني 48…
مساحة لتفريغ الطاقات
درست ريما “الفن” في أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم، و”التربية بالفن” في الجامعة العبرية بالقدس. حول اختيارها لهذا الموضوع، تقول ريما في لقاء مع موقع “موطني 48”: “درستُ الفنّ بعد عامين من السعي خلف تخصص آخر لا يشبهني، فالفن مساحة كبيرة لتفريغ الطاقات والتعبير عن النفس، نحن، كبار وصغارا، بأمّس الحاجة إليها، ونفتقدها في مجتمعنا ومدارسنا خاصّة في ظل الظروف الصعبة التي نحياها ومع انتشار الأمراض النفسية وصعوبات التواصل التي أصبحت شائعة في الآونة الأخيرة”.
تجسيد القيم بالفن
تسعى ياسين من خلال أعمالها الفنية -كما تقول- إلى التعبير عن قيمها الدينية والتربوية التي نشأت عليها، وتتحدث عن صعوبة مرحلة الدراسة التي واجهت فيها تحديات الاختلاف عن البيئة وغربة الدين التي لاحقتها.
وتضيف: “لم يكن سهلًا وسط الفتن المحيطة بي الحفاظ على نفسي من الضياع، فقد درستُ في مكان غالبية طلابه يحملون أفكارا علمانية بعيدة عن القيم الدينية، وعبّرت عن تجربتي “كمؤمنة وسط مجتمع بعيد عن الدين والإيمان” من خلال الفن. خوفي من الانجرار خلف الفتن دفعني للتعرف على ديني والالتزام بتعاليمه ومنها ارتداء اللباس الشرعي إلى جانب التمسك بمبادئي والقيم التي نشأت عليها”.
وحول الجوانب الفنية التي تتناولها، تكمل: “معظم أعمالي تناولت الجانب الديني، وتحمل رسالة الصبر كعبادة، وتعبر عن الحياة الآخرة التي سنلقى فيها الله عز وجل حيث العدل المطلق ونهاية الظلم، كما عملتُ من خلال لوحاتي على تجسيد مقولة (إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم)”.
رسم بصري روحاني
وحول أشكال الفن والرسم الذي تمارسه، تزيد ياسين: “أعمل على التأثير البصري للمشاهد وأحاول نقل مشاعر أو تجربة معينة من خلال الأعمال الفنية، حيث أمارس رسما بصريا روحانيا أركز فيه على رموز معينة كالقمر والشمس مثلًا، وأعبر من خلال هذه الرموز عن “نور الإيمان” هو النور الذي يكمن في داخلنا ويدفعنا للصبر والثبات على الطريق المستقيم الذي يرضي رب العالمين”.
وتكمل: “أرسم أيضا “فن الماندلا العشوائية” على عكس ما هو متعارف عليه، فالماندلا تعرف بفن مرتب متسلسل ومتوازن بصريًا، إلا أنَّ الطريقة العشوائية التي استخدمها تعبر عن “ضجة مرتبة”، هكذا يكون ضجيج الحياة في قلب الانسان المؤمن الذي يحمل اليقين بالله، يواجه هذا الصخب ويترتب شيئًا فشيئا باليقين والتوكل على الله”.
المعلمة والمربية
تعمل ريما للعام الثاني كمعلمة فنون في مدرسة السواحرة الإعدادية للطالبات بالقدس وتقول: “هدفي أن أكون معلمة الفن التي لطالما حلمت أن ألقاها عندما كنت طالبة، ففي الفن مساحة كبيرة للتعبير عن الذات وتفريغ الطاقات وأنا أعمل على مراقبة وتوجيه الطالبات في هذه المرحلة العمرية الحساسة بالتعاون مع كل من المستشارة والعاملة الاجتماعية، وبدعم كامل من مديرة المدرسة”.
تستطرد ياسين قائلة “من خلال عملي أحاول ملامسة الجانب النفسي للطالبات وأعمل على تمرير فعاليات وبرامج تساعد على التعبير عن الذات، وعملي القادم هو رسم جداريات في المدرسة بالتعاون مع طالباتي، وتحمل هذه الجداريات أفكارًا تربوية دينية واجتماعية”.
رسالة إلى المعلمين
تُوجّه المربية ريما ياسين رسالة إلى المعلمين مفادها أنه “حان الوقت للنظر إلى طلابنا وهم الشريحة التي تمثل الجيل الصاعد كعوالم وليس كمجرد أرقام، بحيث نعمل على احتوائهم وتوجيههم بالحسنى والكلمة الطيبة”.
تختم ريما ياسين لقاءها مع “موقع موطني 48″، بالقول: “رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهنا إلا أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، فالتوكل على الله والتمسك بالعقيدة والسعي الدائم للثبات يجعلنا دائمًا أقوى ويساعدنا على مواجهة أي ظرف”.