تصاعد القتال والقصف بالغوطة.. ومرور 4 أشهر على حملة النظام
تصاعد القتال والقصف العنيف من النظام السوري، الخميس، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقتل العديد من المدنيين جراء غارات النظام.
وشهدت الغوطة انفجارات عنيفة منذ ليل الأربعاء، ناجمة عن قصف جوي وبري مكثفين تسببا في سقوط عشرات القتلى والجرحى، هم 64 على الأقل، بينهم 9 أطفال و7 نساء، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 238 جريحا مدنيا، بحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتدور معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، ومقاتلي فيلق الرحمن من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف مدينة حمورية، في محاولة من قوات النظام السيطرة عليها، وتوسعة نطاق تواجدها داخل الغوطة المحاصرة، التي قطعتها قبل أيام إلى ثلاثة جيوب.
والجيوب الثلاثة تتبع لكل من جيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في محيط مدينة حمورية والسيطرة على مبان ومزارع، وسط استهدافات مكثفة ومتبادلة، في محاولة من فيلق الرحمن صد الهجوم، وفق المرصد السوري.
وجرت عمليات إجلاء لعشرات المدنيين، من مدينة دوما الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام عبر مخيم الوافدين إلى مراكز إيواء في مناطق تسيطر عليها قوات النظام في ريف دمشق.
وبحسب آخر الإحصائيات، فإن مجموع حصيلة القتلى منذ 18 شباط/ فبراير الماضي ارتفعت إلى 1246 مدنيا، بينهم 252 طفلا، و171 امرأة، خلال تصعيد النظام السوري وحلفائه عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وتسبب القصف خلال هذه الفترة التي استكملت أسبوعين منذ انطلاقتها، في إصابة أكثر من 4770 مدنيا بينهم مئات الأطفال والنساء بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرض البعض لإعاقات دائمة.
ولا تزال جثامين عشرات المدنيين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي المدفعي والصاروخي من قوات النظام على الغوطة الشرقية.
أربعة أشهر
استكملت اليوم الخميس عمليات تصعيد القصف الجوي والمدفعي على غوطة دمشق المحاصرة، شهرها الرابع على التوالي، منذ بدء تصعيد النظام السوري في الـ 14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، الذي تصاعد منذ أسبوعين في 18 شباط/ آذار الماضي، ضد مدن وبلدت الغوطة الشرقية وارتكابه عشرات المجازر.
وبسحب المرصد السوري، يتصاعد الوضع الإنساني المأساوي في الغوطة الشرقية التي يحاصرها النظام، ما أدى إلى ترد الواقع الصحي والطبي والغذائي لأسوء حالاته، ويزداد سوءا أكثر من نتيجة استبدال فك الحصار بإطباقه وتقسيم الغوطة، واستبدال إرسال المساعدات بالقصف الجوي والبري بالصواريخ والقنابل والقذائف إلى داخل الغوطة المجوعة.
ورصد حتى الآن من الخسائر البشرية منذ 14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 ما يقرب على 1992 مدنيا بينهم 426 طفلا، و286 امرأة، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
ووثق المرصد السوري إصابة أكثر من 7042 شخصا بينهم مئات الأطفال والمواطنات، في القصف الجوي والبري الذي استهدف غوطة دمشق الشرقية، منذ التاريخ ذاته.
ورصد كذلك قصفا بأكثر من 6180 غارة وبرميلا متفجرا من الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام والروسية، وأكثر من 11120 قذيفة صاروخية ومدفعية وصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، استهدفت مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، وتسببت في دمار كبير بالبنية التحتية وفي ممتلكات مواطنين.
ولا يزال عشرات المواطنين مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي والمدفعي على غوطة دمشق الشرقية على مدار 4 أشهر متتالية، وتسبب هذا القصف في تصاعد المأساة الإنسانية في الغوطة المحاصرة منذ سنوات، مع استهداف المشافي والمرافق الخدمية والمحال التجارية.
“إرداة وقف الإبادة غير موجودة”
سياسيا، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض الجديد، عبد الرحمن مصطفى، إن الإرادة الدولية، من أجل وقف الإبادة في الغوطة الشرقية، “غير موجودة”، رغم هول المأساة.
وقال مصطفى، الذي تولى رئاسة الائتلاف قبل أيام، خلفا للرئيس المستقيل رياض سيف: “استملت الرئاسة بفترة صعبة تمر بها الثورة والمعارضة، ولدينا موضوع الغوطة الشرقية، وهو الشغل الشاغل”.
وتابع بالقول: “أهلنا بمختلف المناطق، يعانون من أسوأ وضع إنساني، والمأساة معروضة في كل وسائل الإعلام، وتجري أمام مرأى العالم”، لا سيما غوطة دمشق.
ورأى أن المجتمع الدولي “ليس له أدوات، وإرادة دولية، لوقف الإبادة التي يرتكبها النظام كل هذه السنوات”.
وحول مساعي الائتلاف لتجاوز الوضع في الغوطة الشرقية، أشار إلى أن خلية أزمة تتابع الوضع على الأرض باستمرار، وتتوكون من الائتلاف إلى جانب ممثلين عن هيئة التفاوض، الحكومة المؤقتة، المجالس المحلية، الجيش الحر والفعاليات، ومنظمات المجتمع المدني.
وقال إن “أعضاء الخلية، يتولون تقديم مبادرات لوقف القتل في الغوطة، والجيش الحر يتجاوب معها، لكن للأسف القرارات الأممية، لا آليات ولا إرداة حقيقية لتطبيقها، لأن روسيا أصبحت شريكة في القتل”.